عِندما يَضُمُّ بيتٌ أردُنيّ سادَةُ ألتحَرُرُ ألإنساني ألجنوب إفريقي

كثيراً ما يتَردَدُ على مسامعي ماذا نستطيعُ ان نفعَلّ لِنُصرَةِ أهلنا في غزّة ، وترتَسِمُ على وجوهِ الكثير ممن يطرَحُ هذا التساؤل ملامِحُ العَجزِ لإعتقادِهِم أن لا حيلةَ لهم وأقصى ما يُمكِن لهُم فِعلُهُ هو التَنَقُلُ بين القنواتِ الفضائيةِ ومُشاهدةِ المجزرة تِلوّ الأخرى وإبداء الأسى واللوعةِ وهُم في مشاعرهِم صادقين.
لكنّ وعلى الجانِبِ الآخر هُناكَ أفرادٌ وجماعات أبَت ان تكونّ في موقِعِ المُتَفَرِج فقط وجَهَدَت أن يكون لها دورٌ في إيصال صوتِ الغّزِيين وفضحِ جرائِمِ الإحتلال ولو بكَلِمةٍ أو صورةٍ ، وهناكَ من إرتأى تكريمِ من ناصَرّ غزّةَ من بابِ الشُكرِ والعرفان وتشجيعاً لهُم بالإستمرار في دعمِ أهلنا في غزَةَ وتحفيزاً لغيرهم لِنَهجِ نهجهم.
نادِراً ما نرى هذا الإنسجام بين القيادَةِ والشعب كما نراه في الأردُّن، وهذا التماهي في المواقف بين القيادَةِ والشعب الأردُني فيما يَخُصُ غَزّة حَفَزَّ الكثير أفراداً وجماعاتٍ للإجتهاد في عونِ أهلنا في القِطاع بِشَتى ألْسُبُلْ.
فعندما ترى مَلِكً قائِدّ بَلَدٍ وأُمةٍ يَتَقَدَمُ قواتِه في إغاثِة أبناءِ غزّة ومن ثَمّ يُرسِلُ أبنائَه فلذاتِ كَبِدِهْ لغوثِهِم يُحَرِكُ فيك ذلك العَزمَّ والهِمَةَ . وحينَ ترى أعلى رأسِ هرَمِ السُلطَةِ في هذا الأردُن المبارك يجوبُ الأرض طولاً وعَرْضَاً لوقف العُدوان عن غَزّة وأهلها لا يَترُكُ ذلك لك مجالاً لِتتقاعَسَ وَتَتَعاجَز. فنحنَ هَنا في هذا البلدِ الطيب لسنا مسلوبي الإرادة ونُمارِسُ وَنَنعَمُ بهامشٍ من الحرية يوازي وقد يتفوق على على الكثير من الحُرياتِ الْمٌدعاة التي كُشِفَّ وجهُهَا الزائِفِ وفَضَحتها الإبادة الجماعية التي لا زالت تُمارَسُ بِحقِ القِطاعِ وأهله.
جنوبُ إفريقيا …..تلك الدولة التي جَرَت الكيان راغِماً ولأول مرةٍ لمحكمة العدل الدولية، وفَضَحت جرائِمهُ ووقفت في وجه العالم الغربي بأسره نُصرةٍ لِغَزّة غير مُكترثةً بأيةِ عواقِب كان حَقاً على كُلِ حُرٍ شريفٍ شُكرها وإظهارِ التقديرِ لموقفها.
وهكذا كان بالإمس ، فقد حَلَت سفيرةُ جنوب إفريقيا لدى المملكة الأردنية الهاشمية ألسيدة / تسيلاني موكوينا مع وفد كبيرٍ من أعضاء سفارتها ضيفةً على دارةِ أحد المواطنين الأردنيين الوطنيين المخلصين لأردُنه وفلسطينه. وتم الإحتفاءُ بها وبوفدها المرافق في دارة سعادة / ظاهر عمرو في عمّان العروبة تقديراً لمواقف بلدها المناصرة لقضية الأردن والعرب الأولى ألا وهي القضيةُ الفلسطينية.
وفي جوٍ حميميٍ عائلي جرى الإحتفاءُ بالسفيرة التي تُمثلُ بَلَداً لطالما عانى ما يعانيه شعبنا الفلسطيني الآن. وجددت ألسفيرةُ وأعضاء السلك الدبلوماسي المرافق لها والذين هم أحفادُ القائد التحرُري الأُممي ( نيلسون مانديلا ) وإمتداده وإرثُه الإنساني جددوا دعمهم وإنحيازهم للحق الفلسطيني الذي لا مِراء فيه.
وفي نهايةِ الزيارةِ ل دارةِ ظاهر عمرو التي تزينت بلأعلام الأردنية والفلسطينية والجنوب إفريقية جرى تكريم السفيرة وأعضاء السلك الدبلوماسي المرافق لها.
وفي تصريحٍ له أكدّ ظاهر عمرو على عُمق العلاقة التاريخية التي تجمع الأردن بجنوب إفريقيا وكيف تمّ توظيف هذه العلاقة بين البلدين لِنُصرةِ الأهل في غزةَ، وأضاف انه وجبَ علينا شُكرّ كل من ناصر ويناصِرُ غزَةّ وأهلها. وأكدّ اننا هنا في الأردن نتقاسم الهمّ والألم الفلسطيني وفي نفس الوققت يحذونا أملٌ كبيرٌ في النصر وأن صاحِبً الحق لا بُدّ وأن ينتصر مهما طال الزمان وبهَظتْ الأثمان. وأضافَ انني كَأردني أنتمي لهذا الوطنِ وترابه أشعُرُ بفخرٍ كبيرٍ بما قدمه ولا يزال يقدمه هذا الوطن المعطاء للقضية الفلسطينية.
الجدير ذكره ان دولة جنوب إفريقيا قد رفعت شكوى ضد إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية هي الأولى من نوعها تتهم فيه الكيان بالإبادةِ الجماعيةِ ضد الشعب الفلسطيني. وقد ساند الأردن دولة جنوب إفريقيا في هذا التوجه ودعم ملفها المُقدم لمحكمة العدل الدولية.