دلع أم حرد توجه “الإخوان” تجميد المشاركة في الانتخابات!

أسامة الرنتيسي 

 لست واثقا من أن تصريح أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي مراد العضايلة: “لقد قرر الحزب تجميد العمل بما يتعلق بملف الانتخابات لحين انتهاء الحرب على غزة وحدوث تطورات إيجابية بالأوضاع هناك، وحتى اللحظة لا قرار بشأن المشاركة”.

العضايلة قال في حديث لـ”جفرا نيوز”: المهم في هذه المرحلة هو تهيئة المناخ في الشارع والبرلمان للوصول إلى الحكومة البرلمانية، قائلا في  الوقت نفسه: إن الوصول إلى هذه الحكومات سيأتي بالتدريج وعلى مراحل ولن يكون دفعة واحدة، وبالتالي من غير المتوقع أن تولد انتخابات 2024 حكومات حزبية .

واعتبر العضايلة “أن بعضهم لا يعجبهم قانون الانتخاب ، لكن الميدان يتسع للجميع والمنافسة تقوم على احترام الآخرين” .

حديث العضايلة يتناغم مع الخطاب التأريخي للإخوان المسلمين، وسلوك “الدلع والحرد” الذي تمارسه الجماعة منذ سنوات طوال وفي العديد من الدول.

رسالة العضايلة واضح أنها موجهة إلى عقل الدولة الذي يدير الانتخابات، طبعا الحديث ودي ولطيف، والسبب حرب غزة، لكن في باطنه رسالة إحتجاج إذا ما كانت هناك نيات لمحاصرة الجماعة فنحن من الأصل لن نشارك، هكذا يريد العضايلة أن يقول لصانع القرار.

طبعا؛ جماعة الإخوان أكثر الأحزاب جاهزية الآن لخوض الانتخابات، وقد تم تجييش الشارع، وتحشيد المسيرات لتحسين وضع الإخوان في الانتخابات المقبلة حتى لو كان الأمر على حساب حرب غزة.

منذ العدوان و7 أكتوبر لم يغادر الإخوان الشوارع، وهم في حراك مستمر، صحيح أنها خفت في الأسابيع الأخيرة، واعتمدت على وقفات الجمعة، وعلى بيانات مستمرة، وعلى حركشات ضد توريد الخضر إلى الكيان المحتل، لكن لم يغب الهدف المركزي عنهم في قضية الانتخابات، واستمروا على علاقات إيجابية مع أطرهم ضمن الملتقى الوطني الذي عقد عدة أنشطة في مقر حزب الجماعة.

توجه جماعة الإخوان المسلمين وذراعهم السياسية جبهة العمل الإسلامي وليس قرار تجميد العمل بالمشاركة في الانتخابات، حرد سياسي، تمارسه الجماعة في مفاصل كثيرة، مع أن الجماعة وحزبها وكل الأحزاب الأخرى يعرفون أن الحرد السياسي ليس فعلا سياسيا، وأن الأساس دائما هو المشاركة، لكن الحرد يتم (أعتذر للمرأة عن هذا التشبيه)، يتم من قبل المرأة وزوجها، وهو حرد بعدة أوجه، أكثرها دلع ومحاولة تحسين شروط الجلوس في الحضن، والإسلاميون يريدون تعديل صيغة الجلوس في حضن النظام من جديد، حتى لو تغير الزمان.

الهدف الحزبي الأول لأي تنظيم في الدنيا، هو المشاركة في العملية السياسية لتحقيق برامج الحزب من خلال الوصول الى السلطة، والأهم المشاركة في الأوقات الصعبة التي تمر بها البلاد، لا الحرد والمناورة حتى تتحقق شروط ما.

لا أعتقد أن الإعلام ولا المشتغلين في الحياة السياسية والعامة سيشترون قرار الجماعة تجميد المشاركة في الانتخابات.

الدايم الله…