وزير الخارجية الصيني: ما يحدث في غزة كارثة انسانية وعارا على الحضارة

أكد وزير الخارجية الصيني وعضو عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي وانغ يي، هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي اسفرت عن سقوط 100 ألف مدني من القتلى والجرحى، علاوة على عدد لا يحصى من المدنيين الأبرياء المدفونين تحت الأنقاض. ليس هناك فرق بين حياة الإنسان من حيث القيمة، ولا يجوز تمييز الحياة حسب العرق أو الدين. إن العجز عن وقف هذه الكارثة الإنسانية ونحن في القرن الـ21، لأمر يعد مأساة للبشرية وعارا على الحضارة. تعجز أي حجة أو ذريعة أن تبرر استمرار الصراع وقتل المدنيين. لا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك بشكل عاجل، ويتخذ الوقف الفوري لإطلاق النار كالمهمة ذات الأولوية القوصى فوق كل الاعتبارات، ويتخذ ضمان الإغاثة الإنسانية كمسؤولية أخلاقية لا تحتمل أي تأخير. يحق لسكان قطاع غزة أن يبقوا في هذا العالم، وينبغي أن تتمتع النساء والأطفال بعناية من أهاليهم. ومن المطلوب الإفراج عن جميع المحتجزين، ويجب وقف جميع الاعتداء على المدنيين.
وحذروانغ يي من ان هذه المحنة في قطاع غزة تنذر العالم مرة أخرى أنه لا يجوز الاستمرار في تجاهل حقيقة الاحتلال الطويل الأمد على الأراضي الفلسطينية، ولا يجوز التغاضي عن تطلعات الشعب الفلسطيني لإقامة دولة مستقلة، ناهيك عن استمرار الظلم التاريخي الذي يعاني منه الشعب الفلسطيني عبر الأجيال بدون تصحيحه. ولا يمكن الخروج عن دوامة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بشكل نهائي وإزالة التربة الخضبة للأفكار المتطرفة بكافة أنواعها وتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط إلا من خلال إعادة الحق إلى الشعب الفلسطيني وتنفيذ “حل الدولتين” على نحو شامل.
وقال تدعم الصين بثبات القضية العادلة للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه الوطنية المشروعة، وظلت تعمل على إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. ندعم أن تكون فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة، وندعو العضو بعينه في مجلس الأمن الدولي إلى عدم استمرار وضع العراقيل في هذا الصدد. وندعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام على نطاق أوسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية، ووضع الجدول الزمني وخارطة الطريق لتنفيذ “حل الدولتين”. كما ندعو الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى استئناف مفاوضات السلام في أسرع وقت ممكن، وصولا إلى تحقيق التعايش السلمي بين الدولتين فلسطين وإسرائيل والتعايش المنسجم بين الأمتين العربية واليهودية. سيواصل الجانب الصيني بذل جهود مشتركة مع المجتمع الدولي لاستعادة السلام وإنقاذ الأرواح وتحمل المسؤولية لتحقيق العدالة
وقال أن الصين ستقف بكل ثبات إلى الجانب الصحيح للتاريخ وإلى جانب تقدم الحضارة البشرية، وترفع راية السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك عاليا، وتسعى إلى تنمية نفسها في عملية الحفاظ بحزم على السلام والتنمية في العالم.
وأشار إلى أن إن عام 2023 عام شقت فيه الدبلوماسية الصينية طريقا إلى الأمام، وحققت حصادا وافرا. تحت القيادة القوية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ونواتها الرفيق شي جينبينغ، فقد طبقت الدبلوماسية الصينية روح المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني على نحو معمق، واتخذت الخطوات الصينية لتعزيز التضامن والتعاون الدوليين، وطرحت الحلول الصينية لتسوية مختلف الأزمات والتحديات، وقدمت المساهمات الصينية في تدعيم السلام والتنمية في العالم، مما فتح أفقا جديدا نظريا وعمليا للدبلوماسية الصينية .
وبين انه في العام المنصرم، ترأس الرئيس شي جينبينغ فعاليتين دبلوماسيتين كبيرتين استضافتهما الصين، وحضر ثلاث قمم متعددة الأطراف، وقام بأربع زيارات مهمة، وأجرى أكثر من مائة لقاء واتصال هاتفي، حيث تلعب الدبلوماسية على مستوى القمة دورا قياديا استراتيجيا متزايدا لا بديل له مع مرور الزمن. وقد غطى بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية منطقة آسيا الوسطى وشبه الجزيرة الهندية الصينية برمتهما، وتحققت نتائج جديدة في بناء مجتمعات المستقبل المشترك بين الصين من جهة وإفريقا وآسيان والدول العربية وأمريكا اللاتينية من جهة أخرى. وعقدنا بنجاح الدورة الثالثة لمنتدى “الحزام والطريق” للتعاون الدولي، الأمر الذي دفع بدخول التعاون في بناء “الحزام والطريق” إلى مرحلة جديدة من التنمية العالية الجودة. وتم توسيع عضوية آلية البريكس بشكل تاريخي، مما سجل فصلا جديدا من التقوية الذاتية عبر التضامن لـ”الجنوب العالمي”. ودفعنا بتحقيق المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران والتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في شمال ميانمار عبر الوساطة، الأمر الذي يدل على التزامنا بحل جميع الصراعات الساخنة سياسيا. ونعارض بحزم كافة تصرفات سياسة القوة والتنمر، ونحافظ بقوة على سيادة بلادنا وأمنها ومصالحها التنموية والمصالح المشتركة للدول النامية. كما نتمسك بمبدأ “الدبلوماسية لخدمة الشعب” بعزيمة لا تتزعزع، ونبذل جهودا كبيرة لخدمة الوضع العام للتنمية والاستقرار لبلادنا.
وبين ان الرئيس شي جينبينغ وضع مخططً شاملا للشؤون الخارجية في الوقت الحاضر والمرحلة القادمة في المؤتمر المركزي للعمل المتعلق بالشؤون الخارجية المنعقد في أواخر العام الماضي، مما شكل تصميما على المستوى الأعلى للاستراتيجية الدبلوماسية الصينية في المسيرة الجديدة. وسنقوم بدراسة وتطبيق روح المؤتمر على نحو معمق، لخلق مشهد جديد تلعب فيه دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية دورا أكبر، بمبادرة أقوى لتحمل المسؤولية التاريخية وبروح إبداع أكثر حيوية، استرشادا بفكر شي جينبينغ حول الدبلوماسية، واتخاذا لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كالخط الرئيسي.
وأضاف: سنكون أكثر ثقة بالنفس واعتمادا على الذات لتكوين ميزة الدبلوماسية الصينية. ينبغي تنمية البلاد وتحقيق نهضتها على أساس قوتها دوما، وتحكم الشعب الصيني في مصيره ومستقبله بيده. ومن المهم انتهاج السياسة الخارجية السلمية المستقلة والحفاظ على سيادة الدولة وكرامة الأمة بكل ثبات. كما سنكون أكثر انفتاحا وتسامحا لإظهار صدر رحب للدبلوماسية الصينية. من المهم توطيد وتوسيع شبكة الشراكات العالمية والدفع بإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتعزيز تبادل الاحترام والاستفادة بين الحضارات المختلفة. ومن المهم الحفاظ على الاستقرار للعلاقات بين الدول الكبرى، والتقدم المشترك مع الدول المجاورة يدا بيد، وبذل جهود مشتركة مع دول الجنوب العالمي لتحقيق النهضة.
وأكد الوقوف إلى جانب العدالة والإنصاف لإبراز موقف الدبلوماسية الصينية. من المهم تنفيذ تعددية الأطراف الحقيقية والدفع بدمقرطة العلاقات الدولية، وتبني موقف أوضح من القضايا المبدئية المتعلقة بالحقوق والمصالح المشروعة للدول النامية الغفيرة ومصير ومستقبل البشرية، وتحمل المسؤولية الأخلاقية على العاتق والتوجه الثابت نحو الاتجاه الصائب لتقدم التاريخ.
وقال: سندفع بالتعاون والكسب المشترك، للتمسك بمساعي الدبلوماسية الصينية. من المهم سلوك الطريق الصحيح المتميز بالتضامن والتعاون بكل حزم، والعمل بنشاط على طرح مزيد من الحلول الصينية لمعالجة القضايا الساخنة الإقليمية والقضايا العالمية، والمساهمة بمزيد من الحكمة الصينية، وتوفير مزيد من المنافع العامة التي تخدم السلام والتنمية في العالم، ومواصلة تقديم فرص جديدة للعالم بالتنمية الجديدة في الصين.