بمشاركة العشرات من نشطاء وناشطات مدينة اربد ومخيمها نظم مركز القدس للدراسات السياسية ضمن سلسلة حوارياته الساعية لحفز المشاركة السياسية ندوةً بعنوان: “المشاركة السياسية طريقنا لتدعيم الأردن ودعم فلسطين” في قاعة لجنة تحسين خدمات مخيم اربد، تحدث فيها كل من الدكتور حميد البطاينة رئيس منتدى الأردن لحوار السياسات والمديرة التنفيذية لجمعية معهد تضامن النساء الأستاذة انعام العشا.
افتتح مدير عام مركز القدس للدراسات السياسية الأستاذ عريب الرنتاوي أعمال الحوارية، مشدداً على أهمية العمل المنظم والمستدام والمتمثل بالمشاركة السياسية المؤسسية من خلال الانضمام للأحزاب والمشاركة في الانتخابات، حيث يشكل هذا العمل أحد أهم أشكال الدعم والإسناد للقضية الفلسطينية، منوهاً إلى أن التعبير عن الرأي بالأشكال المختلفة ليس كافياً على الرغم من أهميته، داعياً المواطنين والمواطنات إلى التوجه لاختيار من يعكس أولوياتهم ومواقفهم في مواقع صنع القرار وفي الأحزاب السياسية والمجالس المنتخبة.
وفي ذات السياقٍ أكد الرنتاوي على ضرورة السير في طريق الإصلاح السياسي والوصول للحكومات البرلمانية، في ظل حالة الإحباط والامتعاض العام من آلية تشكيل الحكومات، منوهاً لأهمية الانتخابات القادمة بوصفها مفترقاً نوعياً، فإما أن تكون عاملاً مهماً في حفز الثقة بالعملية السياسية أو سبباً في تراجعها.
العشا في مداخلتها سلطت الضوء على دور المرأة وضرورة تعزيز مشاركتها حيث أشارت إلى أهمية دور المرأة في الأسرة والمجتمع وضرورة الاستثمار في هذا الدور وتعزيزه في كافة المجالات داعيةً إلى السير في طريق تحقيق المساواة في فرص المشاركة في عملية صنع القرار منوهةً لوجود فجوة كبيرة في حجم تمثيل النساء في الحكومات والمجالس المنتخبة على اختلاف مستوياتها داعيةً لتعزيز هذا التمثيل.
وفي سياق الحديث عن دور النساء أشارت العشا إلى أهمية تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن الاقتصادية لافتةً إلى أن هذه المشاركة تعد منخفضة مقارنةً بحضور المرأة في مؤسسات التعليم العالي حيث تشكل النساء فيها ما نسبته 53% مما يستدعي تعزيز دور النساء في مسيرة الإنتاج وفق ما أوضحت العشا.
البطاينة من جانبه أشار إلى أن التحديات التي تواجه الأردن هي ذاتها التي تواجه فلسطين وفي تركيزه على الشأن الأردني دعا البطاينة إلى نبذ العصبية والولاءات الفرعية والاهتمام بتعزيز الهوية الوطنية لما لذلك من أثرٍ في تحصين الجبهة الداخلية، إضافة إلى تقديم المصلحة العامة على المصالح الضيقة.
وأكد البطاينة أن مسؤولية رفع معدلات المشاركة هي مسؤولية جماعية تقع على عاتق كافة الجهات منوهاً إلى أن اتساع فجوة الثقة بين المواطن والبرلمان يعد سبباً رئيساً وراء انخفاض معدلات المشاركة في الانتخابات. وطالب البطاينة الأحزاب السياسية بإنتاج برامج واقعية قادرة على التعبير عن احتياجات المواطنين وحثهم على المشاركة مؤكداً على أهمية تعزيز مشاركة المرأة والشباب وبناء قدراتهم ومنحهم الثقة اللازمة مشدداً أن المشاركة الكثيفة تساهم في معالجة الاختلالات ونجاح مسارات التحديث.
مداخلات المشاركين ركزت في مجملها على أهمية إيلاء النساء لاهتمام الكافي في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، كذلك أكد المشاركون على أهمية تعزيز الثقة بالعملية الانتخابية والاهتمام بإخراج عملية انتخابية على درجة عالية من النزاهة والشفافية سعياً لإنجاح مسار التحديث السياسي واستعادة الثقة بالعملية الانتخابية، كما أكد الحضور على أهمية المشاركة وأثرها في انتاج مجالس نيابية قوية وقادرة على ممارسة أدوارها التشريعية والرقابية.
على صعيد العمل الحزبي أكد المشاركون أهمية حضور الأحزاب بفاعلية في القضايا الوطنية الهامة مطالبين بانخراط الأحزاب بشكلٍ أكبر في التعبير عن رؤى ومواقف المواطنين تجاه القضايا التي تهم الوطن وتؤثر في أمنه واستقراره وعلى رأس هذه القضايا القضية الفلسطينية.