معتمرين جزائريين عبر مطار الملك حسين في العقبة يطالون بخط جوي مباشر الى العقبة
العقبة – تبحر الإنجليزية Renault 4 المولودة عام ، 1966 من الجزائر الشقيقة في اقصى إفريقيا في رحلة عمرة مباركة إلى الديار المقدسة، وهي تقل على متنها حمولة ثلاثة من الأشقاء الجزائريين بقيادة الشيخ نجيب الجزائري لتقطع بهم الفيافي والصحارى والقفار، عبر تونس ثم ليبيا ثم مصر، ثم عبر عبارات الجسر العربي للملاحة، لتحط في مدينة العقبة، ثم تبحر من جديد عبر صحارى المملكة العربية السعودية متوجهة إلى مكة المكرمة ثم المدينة المنورة، لتحط رحالها في مدينة العقبة نقطة الربط بين إفريقيا واسيا بعد رحلة سفر شيق متعب طويل يتجاوز 5 الآف كيلومتر، في طريق عودتها إلى ديارها في الجزائر.
في مطار الملك الحسين الدولي شوهدت هذه السيارة القديمة التي لا يصدق احد انه تقطع كل هذه المسافة بماكنتها القديمة وعبر صحارى لاهبة وشمس حارقة بدون تكييف، لترسم صورة المسلم الحقيقي العاشق لله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في رحلة مأجورة وثوابها على الله وحده لكنها بكل أمانة ذكرتني بقصص كان يرويها لي جدي ” حامد “رحمه الله تعالى الذي عاش 130 عاما عن رحلته الأولى لأداء فريضة الحج بواسطة الجمال ضمن قوافل الحج الشامي .
ادهشني الحاج الجزائري بقوة إيمانه وسعادته بهذه الرحلة، عندما سألته عن سبب وجوده في المطار حيث قال انه حضر إلى المطار لتوديع مجموعة من المعتمرين الجزائريين الذين وصلوا من خلال الخطوط التركية ( الجزائر – إسطنبول – العقبة) ثم اكملوا رحلتهم برا إلى الديار المقدسة وهم الآن في المطار بانتظار موعد رحلة العودة فجر الغد عبر الخطوط التركية.
وحول قرارة بأداء العمرة بين أن الأجر والثواب على قدر المشقة، وان الرحلة مكلفة والسيارة قديمة ولكنها تجربة ثرية جدا، منحتنا فرصة الاطلاع على بلدان عربية شقيقة، موضحا أن السيارة من نوع (رينو آر 4 كاتريل (الأجنحة الأربعة باللغة الفرنسية) موديل 1966 وهي سيارة اقتصادية
وفي حديث للمعتمر الجزائري محمد عبر عن سعادته والمجموعة المرافقة بهذه الرحلة الدينية التعبدية وان اتيحت لهم الفرصة لأدائها عبر مدينة العقبة لما فيها من سهولة اكثر ووفر مالي على التكلفة فيما لو أقلتهم الطائرة من الجزائر إلى جدة في المملكة العربية السعودية .
واقترح الشيخ محمد متمنيا أن على المسؤولين في البلدين الشقيقين وفي سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أن يتم تشغيل رحلات جوية مباشرة بين العقبة والجزائر لتعفيهم من مشقة السفر عبر رحلة طويلة ومتعبة من خلال إسطنبول بحيث يكون هناك رحلات بين مطار الملك الحسين ومطار مدينة الجزائر ولو رحلة أسبوعيا لافتا إلى كثافة أعداد الحجاج والمعتمرين الجزائريين الراغبين بأداء المناسك، إضافة إلى أن هناك كثير من أبناء الجزائر يعملون بالتجارة ( تجار شنطة) مما يتيح لهم العمل بين العقبة والجزائر بما يوفر عليهم امتهان هذه المهنة من دول أوروبية.
وجدير بالذكر أن مواطنين جزائريين بأعداد كبيرة استخدموا مطار الملك الحسين في الآونة الأخيرة وصولا الى الديار المقدسة عبر الخطوط الجوية التركية .