الأسير ظافر فتحي خالد جبارين٠٠ يوم الأسير الفلسطيني٠٠ هو يوم لا يعرفه الكثير من الناس٠٠

– أرادوا أسرى الحرية حياة كريمة لا ذل فيها لشعبهم فكان الثمن زجهم في زنازين إسرائيلية
– الهواء الذي نستشقه لا يصل إلا بعد مروره بعدة حواجز أمنية أسرائيلية٠
– لقد صار الأعتقال من قِبل إسرائيل سياسية أستراتيجية٠
– يوم الأسير يفترض أن يشعل شمعة في نفق الظلام الأسرائيلي٠
– أسرى الحرية حرموا من أدنى مكونات الحياة.
المقدمة:
الحياة بالنسبة لأسرى الحرية بلا اسم ، بلا ذاكرة، كانت لها يدان، ولكن لا وجود لمن تلمسه٠
وكان لها فم، ولكن لم يكن هناك من تكلمه٠
هذه هي فلسفة السجان الأسرائيلي التي تكرّس هذه المفاهيم اتجاه الاسرى، موجودين في الزنازين، في ذات الوقت هم غير موجودين في عُرف اسرائيل، هم مجرد أرقام للعد، وكأن حياة الأسرى مجرد أرقام أسرائيلية٠
بهذه الكلمات ومن خلالها يمكن القول إنها رؤية الأسير ظافر الجبارين الذي مازال يقبع في سجون الإحتلال الأسرائيلية٠
فحياة الأسرى، ما هي إلا فصل بين السماء والأرض، بين الخير والشر، بين الميلاد والموت٠ ولم يكن النهار والليل يختلطان في حياة الأسرى، فحياة السجن سجن واسم الأسير أسير٠ لا لبس في الوصف، أو التحايل أو استحضار اسماء لأسرى الحرية غير أسمائهم الحقيقية، أو تغير اوصافهم٠ هم أبطال يدفعون عن حقوق شعبهم في نيل الحرية والتخلص من نيران الأحتلال٠
السّجان الأسرائيلي مازال يلهو، بتركيب خلطات محرمة، مكونة مفاهيم ” ثقافية” ، جوهرها أن اي الأسرى، ما هم إلا هوامش على الحياة، ولا بد من تأديبهم٠ ومحو الحدود بين الحياة والموت، بالنسبة للاسرى٠
شهوة الأعتقال لكل فلسطيني، ليصبح أسيرًا ومعتقلاً في سجون إسرائيل٠ الأسير ظافر جبارين الذي كتب كلماته التي تأتيت على شكل حوارًا من زنزاته، لتخترق سقوف الخيز الجغرافي، الذي صُنع بيد السّجان الإسرائيلي٠
تكشف كلمات الأسير ظافر أن غضب الشمس لن يكون طويلاً، ستصعق وجه السّجان؛ وتفتح الزنازين أبوابها، ليستنشق الأسرى رائحة أرضهم وطعم الحرية الذي هو قدر الفلسطيني.
حاوره سليم النجار – غصون غانم.
الأسير ظافر فتحي خالد جبارين من مواليد أم الفحم بالداخل المحتل اعتُقل بتاريخ 18.6.2002 وأتم عامه السابع عشر في الأسر بالسجون الإسرائيلية بعد أن اتهمته وأدانته السلطات الإسرائيلية بـ’الانتماء إلى تنظيم فلسطيني محظور والمشاركة في عمليات مناهضة لإسرائيل.
الاسير ظافر جبارين :

يوم الأسير.. هو يوم لا يعرفه كثير من الناس، لا بل أظن معظم الناس لا يعرفونه، فهو ليس ” كعيد الحب ” ، ولا كسائر الأيام التي يحيي الناس فيها ذكرى ما .
يوم الأسير يفترض أن تُشعل فيه شمعة في نفق الظلام الذي يختفي خلف ظلامه آلاف الأسرى. حرموا من أدنى مكونات الحياة ، حُرموا من رؤية الشمس ، حُرموا من رؤية السماء فلا يرونها إلا من وراء حُجب ومن خلال مربعات تجعل من السماء سماوات … حتى الهواء الذي نستنشقه لا يصل إلا بعد مروه بعدة حواجز أمنية فيصل وقد عبثت به يد السجان.
في السابع عشر من نيسان من كل عام ، يحيي شعبنا الفلسطيني ومعه أحرار العالم ذكرى تُجسد معاناة أناس غُيبوا عن الحياة ليس لسبب غير أنهم راموا حريتهم وحرية شعبهم أرادوا حياة كريمة لا ذل فيها ولا إمتهان لكرامة الإنسان ” فكان العقاب بالنفي والإبعاد”… مرت عقود على كثير من الأسرى لا يعرفون عن الحياة شيئا ، إضافة إلى أطفال لم يتجاوزوا الثانية والثالثة عشرة من أعمارهم.
لقد صار الإعتقال من قبل حكومة الكيان سياسة وإستراتيجية بعدما كانت تكتيكاً ووسيلة .. فالهدف من الإعتقال سابقاً كان عزل الثائر والمُجاهد عن محيطه كي لا يتأثر به ، لكنه اليوم بات هدفاً بحد ذاته والدليل على ذلك أن فلسطين كلها باتت سجون ، فشعبنا بأكمله محاصر أسير.
لقد عملت حكومة الاحتلال وما زالت على اعتقال العشرات بهدف برمجة هؤلاء المعتقلين ، فبدلاً من عزل كل ثائر ومجاهد ، تسعى حكومة الاحتلال لنزع ثقة هؤلاء الأحرار من قيادتهم ، إضافة إلى أن شعبنا لا حول ولا قوة له .
لكن المصيبة والطامة الكبرى من أولئك الذين نصبوا أنفسهم قادة لمشروع أوسلو، فلا هم أدركوا أن الاعتقال بات سياسة تتبناها حكومة الإحتلال ، ولا أستطاعوا أن يستوعبوا حتى اللحظة ، أن الإنسان هو أثمن ما على الأرض وأنبل ما فيها ، فإذا ما خسرنا البشر ضاع كل شيء.
من هنا … وإنطلاقاً من الواجب الديني والأخلاقي ، وكذلك الواجب الثوري ندعو شعبنا الفلسطيني عامة لتبني قضية ألأسرى على أنها القضية المركزية ، وأن يبذل في سبيلها كل جهد . كما وندعو السلطة إلى الوقوف أمام مسؤولياتها ، وألا تستجدي العطف من كيان لا يعرف سوى إلا البطش والقتل .. إضافة إلى ذلك ندعو إلى وقف التنسيق الأمني الحاصل ما بين أجهزة سلطة أوسلو وأجهزة الأمن الإسرائيلي.
هنالك الكثير مما يمكن للسلطة أن تفعله .. بإمكانها إطلاق سراح كافة ألأسرى والمعتقلين إذا ما وجدت الإرادة ، خاصة وأن اعتقالنا يتنافى مع كافة الأعراف والقوانين الدولية، فمقاومة الإحتلال هو حق شرعي لأي شعب سلبت أرضه وأحتلت.
كما ونتوجه للقوى والفصائل الفلسطينية للضغط على السلطة في هذا الجانب ، وفعل كل ما بوسعهم لإطلاق سراح كافة المعتقلين ، لا تقتلوا روح الأمل فينا … فنحن لا نريد خبزا… نحن نريد حرية .. لا ترسلوا لنا زيتاً بل عبق من رائحة الياسمين، نريد أن نشتم هواء الحرية…
يجب أن يتحول يوم ألأسير إلى يوم غضب تكون ذكراه كابوساً لدى حكومة الإحتلال . كما وأننا ندعو المؤسسات واللجان الشعبية التي عملت وتعمل من أجل ألأسرى ، ندعوهم لتوحيد جهودهم وحشد طاقاتهم ، وليس شرطاً الانخراط لكن التنسيق مهم في مرحلة مثل هذه .
وإلى أن تشرق شمس الحرية … سيبقى حال لساننا يردد :

صبرت على الظلام فراح يشكو ………. ولم أضجر وقد ضجرت سجوني
وبات القيد في زنديَ يشكو ………. كأني قيده والقيد دوني.