نامي على حلُمِ الفراشةِ في وجيبي
واسكُنيني
كَفكفي دمعَ البراءةِ في عيوني
هَدهدي خوفَ الطّهارةِ في دروبي
عربِدي
فُضّي بكارةَ ما تراكمَ مِن سِنيني
وانثُريني
شعلةً عبرَ المَدى
إنّي سئمتُ رتابَتي وبراءَتي وطفولَتي
وسئمتُ حبًّا باردَا
فغدًا تموت فراشتي فوقَ اللّهيبِ
فلتُحرِقيني في لُهاثِكِ سَرمدَا
وعدًا توثّبَ كي يحُطَّ على سنا ثَغرٍ رطيبِ
ذوبي على شفَتي، على عطَشي، على شوقي نَدى
فغدًا تذوبُ حَشاشتي بعدَ المغيبِ
* * *
غيبي معي هذا المساءَ حمامةً خلفَ السّديمْ
وخذي بأجنحتي إلى حلُمِ النّجومِ
روحان تَرتعشانِ في ولَعٍ على هامِ السّحابْ
قلبانِ، عصفورانِ، قد حطَّا على قِممِ الهضابْ
طيري معي . . لا تُوقظيني كالسّرابْ
ضُمّي على زَنْدي جناحَكِ . . واستَريحي
ضَمِّدي في اللّيلِ أنّاتِ الجريحِ
لا تُفيقي كي أُفيقْ
فغدًا يُفيقُ اللّيلُ . . يهربُ في الصّباحْ
وغدًا نُفيقْ
فنَلُمُّ ما أبقى لنا هذا الحريقْ
وغدًا نضيعُ على الطّريقْ
تَذري وتَسفينا الرِّياحْ
نامي على نَوحِ اليمامةِ في نَحيبي
واذكُريني
في رؤى حلُمٍ تزايلَ مِن ضميري
واسكُنيني
كالمنى شوقًا تأجّجَ في شُعوري
حُطّي على صدري . . على عُمُري
على روحي قَدَرْ
حُطّي على جَدبي مطرْ
حُطّي على قلبي حمامَهْ
فغدًا أطيرُ مُرفْرِفًا عند الغروبِ
وغدًا أذوبُ.. غدًا أذوبُ
غدًا أغيبُ
ولنْ تغيبي.