الأسيرة القاصر سجى عودة إطرش “16 عاماً”.. الاحتلال يجرف أرضنا بشكل يومي تمهيداً لطردنا منها..

– يعاني السكان البدو من عدم توفير مياه الشرب كحقّ طبيعي للإنسان.
– تتعرّض النساء البدويات للاعتقال والقمع من قِبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
– السلطات الإسرائيلية تقوم يومياً بهدم بيوتنا المكونة من الصفحة.
– الأرض مصدر دخل والدي وأعمامي وجدي.
– قمت بتغطية ممارسات الاحتلال الإسرائيلي عبر الكاميرا.

المقدِّمة:
هم يلبسون للقتل لونا أسود كالبارود وينشرون الموت والدخان.. من بين آلاف الذكريات تمشي الطفلة سجى عودة إطرش في شوارع النقب.. تحدِّث نفسها كيف تدافع عن أرضها ووجودها؟
من هنا يسيل حزن كثير.. كلّ شيء محاصر، الطيور محاصرة، تنظر إلى المواسم التي تتعاقب، وإلى الشجر تلو الشجر، كيف يقتلعها الصهيوني ويقذفها في جوف خزعبلاتهم.
وأنت أنت لا تغادرين النقب وطنك الأوّل والأخير.
تتشهد المآذن عالياً نحو سماء زنزانتك، وفي كلّ دعاء، معنى، أقوى من حياة الصهيوني، رحمة تسع كلّ فلسطين.
أذابوا روحك قالباً جعلوه في تراب النقب غرساً ورقصاً من طقوسهم.
لكن غرس سجى تبرعم وتجاوز زمانهم وزنزانتهم، وأزهر نجمة كنعان كشاهد أن فلسطين لنا.
ولن تكون لغيرنا..
حوارنا مع سجى عودة أطرش ستجده دوماً فلسطين.. فلسطين.. فلسطين..
حاورها سليم النجار- غصون غانم.

الأسيرة القاصر سجى عودة أطرش (16عاماً) من قرية سعوة من قرى النقب في الداخل المحتل خسر والدها أرضه بسبب تجريف الاحتلال لها وزراعتها بالأشجار الحرجية تمهيداً لتنفيذ الاحتلال حلم بن غوريون في النقب:

تتعرّض منطقة النقب في الداخل الفلسطيني لحملة جديدة من أجل الاستيلاء على الأرض ومصادرتها وتهجير سكانها كما حصل في النكبة 1948م حيث تنعم المستوطنات المجاورة والتي تقام على هذه القرى والتي يتمّ تهجير السكان البدو منها بأعلى مستويات الرفاهية، بينما تعاني هذه البلدات والقرى من عدم توفّر مياه الشرب كحقّ طبيعي للإنسان وذلك لمدّة ثلاثة أيام متتالية وأدنى الخدمات وأبسط مقومات الحياة ويرفض السكان البدو التهجير مهما كلفهم الثمن من اعتقال وهجمات متكرّرة من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين وقطع للخدمات والمياه، ففي ساعات الصباح الباكر في قرية سعوة المهدّدة بالهدم والتهجير يستيقظ الرجال والنساء هناك مبكراً مع صغارهم ليروا الجرافات الإسرائيلية قد حضرت إمّا لهدم بيوتهم المكوّنة من الصفيح أو من بناء إسمنتي بسيط وربّما مجرّد عرائش لا ترد برداً ولا تمنع حراً أو لتجريف واقتلاع زرع من أراضيهم الزراعية التي تسدّ رمق أسرهم ومواشيهم، فيخرج الرجال والنساء والفتيات القاصرات للاحتجاجات السلمية المشروعة للتصدّي لتجريف أراضي القرية وتحويلها إلى أحراش غير مثمرة واقتلاع زرعهن وقتل مواشيهن وتصدياً لعمليات الترحيل القسرية للمواطنين البدو من النقب الشمالي والغربي في منطقة “السياج” فتتعرّض النساء للاعتقال والقمع من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلية ومجنداته المدجّجة بالسلاح .

الأرض مصدر دخل والدي وأعمامي وجدي:

أنا طالبة ثانوية عامّة في الصفّ الحادي عشر كنت موجودة في الأرض ذاتها التي تعرّضت للتجريف وكنّا مجموعة من الفتيات نمسك أيدي بعضنا البعض نتصدى للهجمة نواسي بعضنا لم نشكِّل أي خطر على القوات كنا نقف بعيدا عن الجنود ولم نقترب منهم بدأوا بالاقتراب منا ودفعنا، تم سحبي وقامت المجندة بمعاملتي بعنف حاولت الدفاع عن نفسي فتم سحبي وأدخلوني لسيارة السجناء بعنف حاولا إنزالي للتصوير ورفضت وقاموا برفع حجابي عن رأسي عنوة وُضِعت في السجن لليلة كاملة، وتمّ اتّهامي بالاعتداء عليهم وهذا غير صحيح، ففرض عليّ الحبس المنزلي لعشرة أيام ودفع غرامة مالية وكوني طالبة شهادة ثانوية عامة طلب المحامي السماح لي بتقديم الامتحان لكنه سمح لي بذلك بعد دفع الغرامة المالية .
رأينا القوات دخلت القرية وبدأت في التجريف في ساعة مبكرة جدّا من النهار، وبعدها كانت وقفة احتجاجية للشباب على مفرق القرية على شارع 31 وبقيت النساء فقط في القرية خرجنا ووقفنا بجانب البيوت ولم نشكل أي خطر على القوات كما يدعون ولكنّهم دخلوا القرية وهاجمونا وبدؤوا بدفعنا وقاموا بسحب أختي واعتقالها أوّلا ثم ابنة عمي القاصر لأيضا زميلتها في الصفّ ورغم أنه يفترض أن تقوم مجندات باعتقال النساء لكنهما اعتقلتا على أيدي مجندين رجال والذين قاموا باستخدام ألفاظ بذيئة ضدّنا، لاحقا وفي اليوم التالي أُفرِج عن أختي للحبس المنزلي وابنه عمي بكفالة طرف ثالث وإبعاد عن بيتها للحبس لدى كفيل لعشرة أيام والتهمة الاعتداء على الشرطة رغم أنّه العكس تماما، معاملة الجنود كانت همجية دخلوا البيوت وألقوا القنابل الصوتية على الأطفال والنساء داخل البيوت، الأرض مصدر دخل والدي وأعمامي وجدي وأشجار الزيتون التي تمّ اقتلاعها كانت مصدر دخل لنا وقد زرعوا مكانها أشجاراً حرجية لا يمكن أن تفيدنا في هذه الصحراء التي نعيش فيها وأعيش في أسرة مكونة من ثمانية أفراد إخوتي وأخواتي جميعاً دون سنّ الـ18 جميعهم كانوا داخل البيت بعد أنْ تقرّر الإضراب في مدارس القرية فشارك الجميع في الاحتجاجات السلمية بهتافات وصيحات تنادي (بلا للتهجير والهدم) لكنّه تمّ اعتقال معظم الشباب والرجال والنساء والفتيات فماذا علينا أنْ ننتظر؟ قمتُ بتغطية الحدث عبر الكاميرا فمن خلال التغطيات الإعلامية لحقيقة ما يحدث لوجودنا لا يتمّ التعتيم على ما يجري ولن يستطيعوا أنْ يصلوا إلى هدفهم بأسلوب القمع الذي يعتمدونه لترهيب أصحاب الأرض وقد عاد المتطرِّفون بعد التظاهرات لمحاولة الاعتداء على قريتنا ليلاً لكنّنا فوّتنا الفرصة عليهم وسنفوِّتها دائما حتّى يزول الاحتلال عن أرضنا.