أسامة الرنتيسي
أعلن رئيس صندوق استثمار أموال الضمان الاجتماعي عزالدين كناكرية، بيانا طويلا عريضا في ٨٧٩ كلمة، أن موجودات الصندوق تجاوزت حاجز (15) مليار دينار أردني نهاية الربع الأول من العام الحالي.
جال كناكرية في كل أعمال صندوق الضمان الاجتماعي، وبحالة تفاؤلية في كل المشروعات القائمة وحتى التي يتم التفكير فيها، لكنه لم ينبس ببنت شفة عن ديون الصندوق – على الحكومة – التي وصلت إلى 9 مليارات دينار.
هذا يعني بوضوح؛ أن أكثر من نصف أموال الضمان الاجتماعي أصبحت في بطون الحكومات المتعاقبة، والجميع يعرفون أن الحكومات تجار بارعون لا يخسرون قط.
لكن؛ ماذا يعني أن تصل موجودات صندوق الضمان الاجتماعي 50 مليارا، أو حتى 100 مليار دينار ولا ينعكس ذلك على أحوال المتقاعدين الملاك الحقيقيين لمؤسسة الضمان الاجتماعي، ويعيشون حالة فقر وعِوَز !.
لنتساءل بوضوح، ما الامتيازات التي يكسبها المتقاعد من مؤسسة الضمان سوى راتب هزيل لا يكفي أساسيات الحياة ؟! ، فلا يوجد تأمين صحي وهو أكبر هموم المتقاعد، ولا يوجد مؤسسة استهلاكية، ولا نادٍ اجتماعي، ولا منح دراسية للأبناء، ولا يوجد استثمارات أراضي إسكانات مثل النقابات المهنية.
تعتقد إدارات الضمان الاجتماعي المتعاقبة أن دورها يعتمد على توزيع الرواتب فقط، وتعمل كأي فرع لأي مؤسسة مالية، تتعامل مع الأرقام ولا تتعامل مع الاحتياجات الأساسية للأعضاء المشتركين في الضمان الاجتماعي.
إستدانت الحكومة منذ توليها مهامها حتى نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي ما قيمته مليار دينار من أموال الضمان الاجتماعي، والثقة بالقرارات الحكومية معدومة، وأية محاولة من الحكومة الحالية أو من الحكومات اللاحقة الاقتراب من أموال الضمان والاستئثار بقرارات الاستثمار في الضمان يدب الرعب في قلوب الأردنيين على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، هذا اولا، وثانيا لو كانت الحكومات تضم العباقرة في الاستثمار لما وصل حال البلد من الضعف والكساد والانكماش إلى ما وصلنا إليه، ومن الأفضل ترك أموال الضمان من دون تدخلات حكومية ضارة قد تعود بالخسائر على أموال الضمان.
أذكر في مناقشة مشروع الموازنة أن النائب الفطن عمر النبر قد قال إن الحكومة تمارس التضليل بشأن أرقام الدين العام، وأنها تتبنى الحديث عن صافي الدين من دون الحديث عن الدين القائم.
وأوضح النبر أن “ما تفعله الحكومة من زيادة الاكتتاب في صندوق استثمار أموال الضمان يضلل الأرقام، فيما بلغ حجم دين صندوق استثمار أموال الضمان على الحكومة نحو 9 مليارات دينار، تكتتبها الحكومة لتخفيض الدين الصافي”. قائلا بصرخة المكلوم “فوائد الدين تأكلنا”، في إشارة منه إلى خطورة ارتفاع كلفة الدين.
الدايم الله…