مرشحون طامحون في رئاسة مجلس النواب !

أسامة الرنتيسي –

مثلما حدث في مجلس النواب التاسع عشر، فقد صدقت التوقعات التي شاعت قبل أشهر طوال من الانتخابات، أن المرشح المحامي عبدالمنعم العودات هو رئيس مجلس النواب القادم، وجرت الانتخابات، وفاز العودات بمقعد عن دائرة إربد، ليحصد موقع رئاسة مجلس النواب بكل سهولة.
في هذه الانتخابات، الباقي لإجرائها 95 يوما، يتردد في الأفق أسماء ثلاثة مرشحين حتى الآن، طامحون بمقعد رئاسة المجلس.
الأول؛ أحمد الصفدي الرئيس الحالي لمجلس النواب الذي لم ينحل حتى الآن، والمتوقع حله في 15 تموز المقبل، والصفدي من المتوقع أن يحتل المركز الأول في القائمة الوطنية الحزبية لحزب الميثاق، صحيح ان طموحات الصفدي قد تتعدى الحصول على منصب أول رئيس لحكومة برلمانية، إلا أن الأقرب للصفدي أن يبقى رئيسا لمجلس الأمة 20.
الثاني؛ المهندس حديثة الخريشا؛ وزير الشؤون السياسية والبرلمانية الذي من المتوقع أن يقدم استقالته لخوض غمار الانتخابات النيابية، يأمل أن يتبوأ منصب رئاسة مجلس النواب، وهناك تزكيات من أطراف عديدة تدفع تجاه أن يجلس الخريشا على سدة مقعد البرلمان في العبدلي.
الثالث؛ المحامي محمود الخرابشة الذي عمل نائبا في عدة دورات منتخبا عن مقاعد محافظة البلقاء، لم يبتعد عنها سوى في الانتخابات الماضية عندما عين وزيرا في عز الحملة الانتخابية، ويطمح الخرابشة في تشكيل قائمة محلية في البلقاء تفوز بأربعة مقاعد من ضمنها مقعدي الكوتا (المسيحي والمرأة)، لكي يحقق وزنا انتخابيا يشجعه على خوض غمار انتخابات رئاسة مجلس النواب الجديد.
أمام الهيئة المستقلة للانتخاب، وأركان الدولة جميعها مهمة صعبة جدا في الأشهر المتبقية لإجراء الانتخابات النيابية في 10 أيلول، وهي تشجيع الأردنيين على المشاركة في الانتخابات والتيقن من نزاهتها، لأن غمار الحملات الانتخابية لا تزال في أروقة الراغبين في الترشح، والطامحين بمقاعد المجلس الحزبية والمحلية، أما باقي المواطنين، فيظهرون حتى الآن نظرات سلبية للانتخابات وعزوف عام عن المشاركة فيها.
تحتل أوضاع فلسطين والإبادة الجماعية في غزة هَمّ الأردنيين الأول، ولا يشغلهم سواها.
ويحتل التقويم السلبي لأداء مجالس النواب المرتبة الثانية بضعف الاهتمام بالانتخابات، وأن الأمور “مرتبة ومهندسة” فلِمَ نُتعب أنفسنا في نتائج شبه محسومة؟!
وقد تكون الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد، وتضخم نسب الفقر والبطالة لمستويات خطرة، أحد أسباب العزوف والنظرة السلبية للانتخابات، وقابل الأيام، حتى لو كرر رئيس الحكومة الدكتور بشر الخصاونة عشرات المرات: “أجمل أيام الأردنيين لم تأتِ بعد..”!
الدايم الله….