زياد الرفاتي
تابعنا باهتمام وشغف كبيرين حديث سموالأمير الحسين ولي العهد المعظم في المقابلة التلفزيونية التي أجرتها معه قناة العربية الفضائية بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية وبثتها مساء أول أمس الأحد و سبقها لعدة أيام ترويج واسع من القناة لتلك المقابلة .
تناول سموه قضايا محلية وعربية واقليمية والتحديات التي واجهها الأردن في فترة تولي جلالته الحكم ومنها الحرب على العراق عام 2003والموقف الأردني الواضح ضد الحرب وأنها قرار خاطئ وعبثي ، والأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008 ، والربيع العربي وتبعاته الذي بدأ عام 2011 ، وانقطاع الغاز المصري واغلاق الحدود مع سوريا وخسارة اقتصادنا مليارات الدولارات جراء ذلك ، وانعدام الاستقرار في الاقليم ، وانتشار الارهاب وجائحة كورونا ، والأزمات الاقتصادية العالمية التي أثرت علينا ، والحرب على غزة . ولا يوجد دولة مرت بظروف مثل الظروف التي مر بها الأردن ولأسباب خارجة عن ارادته وتجاوزها بسلام .
لقد عبر سموه عن الشعور بالغضب والألم والصدمة لما يجري في غزة وعجز العالم عن وقف هذه المذبحة ومحاولة الحكومة الاسرائيلية جر المنطقة لحرب اقليمية ، اضافة الى قضايا اللجوء السوري في الأردن وما يتحمله من أعباء مالية واقتصادية واجتماعية تشكل ضغوطا على الموازنة ومواردنا المالية وتخلي المجتمع الدولي عن جزء كبير من التزاماته في تمويل استضافة اللاجئين ، وموضوع تهريب المتفجرات والمخدرات على الحدود الشمالية للمملكة وبطريقة ممنهجة غير مسبوقة وليست منطقية وهذه عمليات منظمة لجماعات مسلحة تستهدف الأمن الوطني الأردني ودول الاقليم .
لم يغب عن بال سموه الحديث في الاقتصاد وشجونه وهو غير منفصل عن السياسة ، والجدل الدائر أيهما يسبق الاخر الاقتصاد أم السياسة ولا زال ذلك مثار جدل .
مر خمسة وعشرون عاما ولكن سموه يفكر في الخمسة والعشرين عاما المقبلة ، أي في المستقبل القادم وما سيكون عليه الأردن الأقوى من الواقعية في التخطيط والاستعداد لكل السيناريوهات والاعتماد على النفس والوصول الى الاكتفاء الذاتي وتطوير التعليم والصناعة والترويج للسياحة بشكل أفضل وزيادة حجم الاستثمار وتطوير البيئة الاستثمارية وفتح أسواق خارجية جديدة ونعمل على قطاع عام يخدم المواطن والمستثمر وتأهيل الكوادر لزيادة الانتاجية .
أشار الى أن الحل الجذري لمشاكلنا وقوتنا هو الاقتصاد وتنويع قطاعاته المساهمة في الناتج المحلي الاجمالي اذ أن 60% من الناتج المحلي يعتمد على قطاع الخدمات وعدم رضاه عن الوضع الاقتصادي 100% وكيف نتوقع من الشباب أن ينتسبوا لأحزاب وهم عاطلون عن العمل .
وفي القطاع السياحي ، فقد لفت سموه الى شغفه بالقطاع وايمانه أننا نستطيع الوصول لوضع أفضل بكثير من الوضع الحالي لكن حجم الاستثمار بالقطاع ليس بالمستوى المطلوب وسيكون هناك عمل كبير ، ووجود أكثر من 100 ألف موقع أثري في الأردن يجب أن يتم العمل عليها بشكل أكبر وقناعته أن هذه الكنوز هي نفطنا المستقبلي .
لا نحتاج لتنفيذ طموحات سموه الاقتصادية الى خطط واستراتيجيات جديدة للتعامل مع المستقبل وتطوير الاقتصاد ولدينا ما يكفي ومدروسة وجاهزة للتنفيذ وقد تم ترجمتها في رؤية التحديث الاقتصادي العشرية والتي يحرص سموه على متابعة تنفيذها وهي جزء من ال25 عاما المستقبلية التي تحدث عنها .
ويستهدف الأردن من تلك الرؤية وهي السبيل لذلك جذب الاستثمارات وتكوين شراكات اقتصادية وتنموية تكاملية وتحقيق النمو المطلوب وايجاد فرص العمل وتمكين الشباب والمرأة وزيادة مشاركتهما الاقتصادية في سوق العمل وتحسين جودة الحياة ورفع سوية الخدمات المقدمة للمواطنين والمستثمرين والانتقال بالاقتصاد الوطني الى أفاق أرحب وأوسع وأشمل .