استمرارا للاحتفالات بعيد الاستقلال واليوبيل الفضي وبرعاية السيدة فايزة الزعبي كرمت مجلة مال وأغمال نخبة من السياسيات والرائدات الاغمال وسيدات المجتمع المحلي اللواتي لديهن بصمات واضحة في خدمة مجتمعاتهن إضافة لنساء قدمن نماذج مضيئة في المجتمع.
وجاء ذلك ضمن فعاليات مؤتمر المرأة الاردنية المؤثرة في ظل اليوبيل الفضي، الذي عقد في العاصمة الاردنية عمان في فندق اللاند مارك.
وجرى تكريم كل من: العين تغريد حكمت والدكتورة بتول مجاهد محيسن والنائب ميادة الشريم والدكتورة ميرفت المهيرات والدكتورة سناء عبابنة ونسرين الصفدي والدكتورة ايمان البطاينة والدكتورة ريم العموش والدكتورة صباح المحاورة والدكتورة زينب الشمالي والدكتورة احلام الرشايدة والدكتورة سناء السبايبة والدكتورة خولة الأسعد والدكتورة خلود التميمي والدكتورة دينا العوران والدكتورة دلال البدارين والدكتورة ابتسام المساعيد والشيف شهناز الطعاني وجوليانا البصول والشيخة مها الخلايلة وسهى عربيات وحميدة بني خالد ومريم المشاقبة ونجوى الدعجة وسوسن الشوملي ونور الطاهات واعتدال بني عيسى والمهندسة ديمة الريماوي وفاطمة الزعبي ومنتهى الفواعرة والدكتورة حنين عبيدات والدكتورة هند الشروقي والشيخة هند الشرمان ومنى اليعقوب”.
وأكد المتحدثون في المؤتمر أن المرحلة الحالية في ظل اليوبيل الفضي تعد فرصة حقيقية لتعزيز مكانة المرأة ومشاركتها.
وقالت راعي الحفل فايزة الزعبي “إن الاحتفال بالاعياد الوطنية واجب على كل مواطن ومواطنة ومشيدة بالدور الذي لعبه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة العبدالله في اظهار دور المراة وتعزيز مكانتها في المجتمع المحلي، مؤكدة “أننا نكرم نماذج متعددة عملت بكل قوة، مع معرفتنا بوجود مئات النماذج الأخرى التي نتابعُها على الدوام”.
واشارت الى لفتة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين والتي تقدر دور المرأة ومكانتها وإنجازاتها على مختلف الصعد؛ والذي اعرب جلالته خلاله عن فخره بدور المرأة الأردنية وإنجازاتها، مؤكدا أنه لا يمكن للأردن التقدم للأمام في مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري دون دور فاعل للمرأة.
من جانبها تحدثت الدكتورة بتول المحيسن الحائزة على جائزة المراة الاكاديمية القيادية وقالت إنه لمن بالغ سروري أن أقف أمامكم اليوم متحدثة في هذا اللقاء المبارك المتخصص في الوقوف على تطور هام شهدته المملكة الأردنية الهاشمية في عهد سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ألا وهو ملف المرأة الأردنية، وأرجو ابتداءً أن أنتهزَ المناسبة لأتقدم من مقام جلالته السامي بأصدق آيات التهنئة والتبريك بمناسبة العيد الثامن والسبعين لاستقلال المملكة، كما لا يفوتني التضرع لله جلّ في علاه أن يكلأ جلالته برداء الصحة والعافية وأن يديمه ملكًا عربيًا هاشميًا حكيمًا يقود مسيرة البناء والإصلاح بكل ثقة واقتدار، والفخر يحدونا نحن الأردنيون ونحن على مقربة من عيد جلوس جلالته الخامس والعشرين (اليوبيل الفضي) على عرش المملكة، فكل عام والوطن وقائدنا وولي عهدنا المحبوب بألف خير.
واضافت عندما نتحدث عن المرأة في الأردن فإن الحديث يطول ومهما حاولنا الإتيان على ما شهده بلدنا من نقلة نوعية كانت تصب في صالح خدمة المرأة الأردنية وعلوّ شأنها فإننا لا شك سنكون مقلّين ومقصرين في إعطاء ذلك الملف حقّه من القول والبحث نظرًا لأن ذلك يحتاج إلى وقت أطول ومساحات أكبر، فالمرأة الأردنية شامة تُزيّن خدود الوطن، وهي التي بنت في الأردن وأعلت البنيان وشيدت الأركان فكانت شريكة للرجل في ورشة البناء والاعمار ولا نجانب الحقيقة إذا ما قلنا أنها العنصر المؤهل للعمل وتحقيق النجاحات والمكتسبات للأردن في مختلف ميادين الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهي التي عملت وتعمل بهمة وكفاءة عالية وبخبرة ودراية في كل مجال تنخرط به، وفي جميع المناصب التي تقلدتها المرأة الأردنية وزيرة ونائبًا وعينًا ومديرًا عامًا ومعلمة ومربية وموجهة، كانت على درجة من الكفاءة التي أثبتت فيها جدارتها واحقيتها بكلّ ما أُسند إليها عبر مراحل عمر الدولة الأردنية.
واشارت الى ان المرأة الأردنية في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني حظيت بأهمية خاصة وعناية فائقة، ويكاد المتتبع لتوجيهات جلالته ورسائله وكتب التكليف السامية لحكوماته المتعاقبة وفي خطب العرش السامي، أن يقف على كُنه الحقيقة التي أراد جلالته التأكيد عليها والإشارة إليها والناتجة عن إيمانه بالقدرات التي تتمتع بها المرأة إذا ما أُتيحت لها الفرصة كي تعطي وتنجز وتحقق الكثير، وفي هذا يقول جلالته في كتاب التكليف السامي لأول رئيس وزراء في عهده الميمون: “لقد أصبح دور المرأة أكثر أهمية، وقد تطور دور المرأة الأردنية ومشاركتها في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإدارية والسياسية، بحيث أصبحت دعامة أساسية من دعامات التنمية والبناء، ولذا فإن هذا الدور بحاجة إلى تعزيز ورعاية، وبخاصة في الريف والبادية”، وعليه فقد شهدنا خلال سنوات حكم جلالته إجراء الكثر من التعديلات على التشريعات التي تنتقص من حقوقها أو توقع الظلم عليها، وتوفير جميع التسهيلات التي تعينها على أداء دور الشريك في العمل والبناء دون تمييز أو محاباة.
واختتمت بالقول “إن لقاءنا اليوم ما هو إلا مناسبة لتأكيد الدور الحيوي للمرأة الأردنية في التنمية الوطنية والحياة العامة، وما يرتبط بها من قطاعات القوى العاملة الحكومية والخاصة، والتعليم ومستوى جودة الحياة برعاية متواصلة من جلالة الملك وجلالة الملكة رانيا العبدالله ودعمهما المتواصل لتمكين المرأة الأردنية، وتشجيعهما لها على المساهمة بشكل فاعل في مسيرة البناء والتقدم، وإيمانهما بقدرتها على العطاء في المجالات كافة جعل منها مصدر ملهما ودفع بزيادة فاعليتها وانخراطها بشتى القطاعات ومشاركتها السياسية، ووقوفها في الصفوف الأولى في الأزمات وغيرها”.
وألقت سعادة النائب ميادة شريم، مساعد رئيس مجلس النواب الأردني، كلمة ملهمة ومفعمة بالأمل والتفاؤل.
وأشارت شريم إلى دور مجلس النواب التاسع عشر في توفير الحقوق وتعديلات الدستور والقوانين المختلفة، ورأت أن هذه التغييرات الملموسة تعكس الجهود الجبارة التي بذلتها المرأة الأردنية في المجتمع.
وأكدت أيضًا أهمية تعزيز دور المرأة في المسارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأشارت إلى التعديلات التشريعية التي تعزز مكانة المرأة، مثل إضافة عبارة “الأردنيات” في الدستور الأردني وزيادة نسبة تمثيل النساء في الأحزاب ومجلس النواب، وبينت شريم الإنجازات الكبيرة التي حققها مجلس النواب التاسع عشر في مجال تمكين المرأة الأردنية وتعزيز دورها في مختلف المجالات. وأوضحت خلال مشاركتها في ندوة حوارية، أن “مجلس النواب التاسع عشر، بفضل جهود أعضائه، وبدعم من توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، عمل على إدخال تعديلات هامة على الدستور الأردني وقوانين الانتخاب والإدارة المحلية والأحزاب، ساهمت بشكل كبير في تعزيز مكانة المرأة الأردنية وحقوقها.
وأثنت شريم على دور جلالة الملك عبدالله الثاني في توجيه اللجنة الملكية لتطوير التشريعات وتوسيع مشاركة الشباب والمرأة في الحياة العامة، وأشادت بتطبيق فعال لهذه التشريعات.
وفيما يتعلق بتجربتها الشخصية، أوضحت شريم أن رحلتها في البرلمان كانت مليئة بالتحديات، لكنها تمكنت من تحقيق النجاح وتمثيل القضايا المهمة، خاصة تلك المتعلقة بشؤون المرأة والأسرة فقد تولت شريم العديد من المناصب السياسي الهامة داخل البرلمان مثل رئاسة ملتقى البرلمانيات الاردنيات ورئاسة لجنة المرأة وشؤون الأسرة ووجودها بمنصب مساعد رئيس مجلس النواب الأردني، وفتحت شريم العديد من الملفات الهامة ك قضية المتعثرين وقضية معلمات القطاع الخاص والعقد الموحد و ملف الموقوفات إداريًا و الواعظات وذوي الإعاقة وغيرهم الكثير.
وروت شريم تجربتها في حل الصلح عشائري الذي أثار جدلاً كبيراً في الأردن، وبداية القصة كانت مع دخول سيدة تبحث عن حق ابنها “حدث” الذي تعرض للضرب والتشويه من قبل أشخاص متعدين عليه. وقد طلبت منها النائبة شريم التدخل لحل القضية من خلال التفاوض مع أهالي المعتدين.
وبجهودها وتوسطها، تمكنت شريم من التوصل إلى حل وسط يرضي الجميع، وجمعت الأطراف المتنازعة في مؤسستها لتحقيق الصلح، وضمان حق الطفل المتضرر. كما قامت بدعم الشباب الذين تعرضوا للاعتداء، وراقبت كيفية تعامل الجهات المعنية معهم.
واكدت شريم انتقادها من بعض أفراد المجتمع بسبب دورها، متهمين إياها بالتعدي على الأعراف العشائرية بسبب جنسها. لكنها وضجت أن همها الرئيسي كان حل القضية وتحقيق العدالة للمتضررين.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تواصل النائب شريم جهودها في حل القضايا الإنسانية، وتعهدت بمساعدة أي شخص يحتاج إليها، مؤكدة أنها ستظل ملتزمة بخدمة مجتمعها وحل مشاكله.
من جهتها تحدثت سعادة العين تغريد حكمت عن تجربتها الشخصية راوية قصة الهبت بها مشاعر الحضور وهي أول قاضية عربية في المحكمة الجنائية الدولية، وتحتل اليوم مركزاً مرموقاً محلياً، باعتبارها عضواً في مجلس الأعيان ، فضلاً عن التكريم الدولي لها، حيث فازت بالكثير من الجوائز، أشهرها جائزة المرأة المتميزة عالمياً في مجال القانون الدولي، بالإضافة إلى حيازتها عدداً من الأوسمة. لم تكن رحلتها مفروشة بالورود، بل قهرت التقاليد والمرض معاً للوصول إلى القمة.
وقالت سعادتها “تخرّجت من جامعة دمشق بعدما حازت إجازة في الحقوق، حيث كنت احلم منذ الصغر بارتداء ثوب القضاة والمحامين، لكن مسؤوليتها كأمٍّ أجّلت الفكرة لبعض الوقت، وواصلت العمل في التدريس حتى عام 1982… بعدها طلبت الإحالة الى التقاعد واتجهت الى المحاماة بعدما شبّ أولادها واعتمدوا على أنفسهم، حيث عملت في مكتب شقيقها طاهر حكمت، وكانت شغوفة بالقضايا الخاصة بالعنف ضد المرأة والطفل، وفي الوقت نفسه انخرطت في العمل التطوعي في مؤسسات المجتمع المدني، وترأست لجاناً قانونية لتعديل التشريعات المتعلقة بالمرأة والقضاء على التمييز، وقد تمكّنت وزملائها في تعديل كثير من التشريعات، وشاركت عام 1995 في مؤتمر بكين، وكان من أهدافه العمل على إعادة تقييم القوانين والأنظمة ذات العلاقة بوضع المرأة في دول مختلفة.
وعن تعيينها أول قاضية في الأردن قالت سعادتها: «بعد 14 عاماً من العمل والمثابرة والاجتهاد؛ في مناخ ذكوري لا يستسيغ وجود المرأة في المحاكم، عُيّنت أول قاضية في تاريخ الأردن بعد منافسة خمس محاميات، وبالتالي كان هذا فاتحة خير لدخول المرأة الأردنية القضاء؛ ويزيد عدد القاضيات حالياً على 250 قاضية».
واشارت في حديثها الى قهرها للمرض والتقاليد الرافضة لعمل المرأة تقول: «دهمني السرطان، لكنني انتصرت عليه، ولم أترك للمرض أو العلاج العنان ليؤثر في عملي وحياتي، وكانت الفترة الأخيرة هي الأكثر صعوبة، وكنت أشكر الله دائماً على إيماني بأن الحياة يجب أن نتقبلها بحلوها ومرّها، وأن الله سبحانه وتعالى أوجد في كل إنسان طاقات ذاتية، إذا أحسن استخدامها تغلب على الصعاب، ورغم أنني أملك تأميناً صحياً يمكّنني من تلقي العلاج في أميركا أو بريطانيا، فضّلت العلاج في الأردن، فكنت أحضر إلى عمان بعد العملية مباشرة وأبقى فيها أسبوعاً لأخذ العلاج الكيماوي، ثم أغادر إلى تنزانيا، بثلاث طائرات ذهاباً وثلاث طائرات إياباً، وأكمل المحاكمات لمدة أسبوعين.
واشارت الدكتورة سناء عبابنة في كلمتها الى ان المتتبع لمسيرة المرأة حديثاً في الأردن يلمس الاهتمام المتزايد بقضايا المرأة وينعكس ذلك جلياً على المستويين الرسمي والأهلي، لا سيما على صعيد سياسات تفعيل المساواة فيما يتعلق بحقوق المرأة وتمكينها من رفع سويتها في المجتمع. ففي التشريعات الوطنية أعطى الدستور الأردني لعام 1952 للمرأة حقوقاً متساوية كالرجل. أما القوانين الوطنية ومنها قانون الانتخاب، وقانون البلديات، وقانون الأحزاب السياسية ، فقد أعطت المرأة حقاً في الانتخاب والترشيح كالرجل بل اكثر من ذلك حين تم منحها فرصتين بدلا من فرصة واحدة.
وقالت وكان لجلالة الملكة رانيا العبد الله بصمات واضحة ومؤثرة بإعطاء المرأة الأردنية موقعاً ريادياً في المجتمع تأكيداً منها على شراكة المرأة الحقيقية للرجل لتحقيق الطموحات التنموية والتقدم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي. كما آمنت جلالتها بأهمية تهيئة الظروف المواتية لتمكين المرأة وتدعيم جهودها في مسيرة التقدم والبناء والنماء التي تشهدها المملكة بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
وتحدثت الدكتورة ريم العموش كممثلة لسيدات شرق الاردن وقالت “في عيد استقلالك موطني نعلي الهامات علو السماء ، ونشرف الرؤوس بلباسها تاج العز والفخار ، ونبعث في النفس أجمل وأرق مشاعر الولاء ، ونسطر على أرضك الطاهر أجمل عبارات الفداء ، فكل عام وموطني الغالي بألف خير “.
واشارت الى ان فرح الجميع أفرادا ومؤسسات بهذه المناسبة الوطنية وزف التهاني والتبريكات ورفرفة العلم الأردني مرفوعا وخفاقا بشموخه في كل مكان لدليل على حرص الجميع في زرع معاني الأستقلال وحب الوطن وقائد الوطن والأنتماء والفخر في قلوب وفكر شباب الوطن ليكونوا اللبنة الأساس في بناء الوطن ومستقبله ونحن نعول عليهم بأنهم قادة المستقبل وبناة الوطن لتبقى مسيرة العطاء والنهضة مستمرة انطلاقا من المشاركة الفاعلة للجميع وأن الوطن للجميع.
ومن جانبها قالت الدكتورة حنين عبيدات أتحدث اليوم معكم بصفتي ممثلة عن سيدات إقليم الشمال، ابنة الشمال و ابنة الأردن، فقد ساهمن سيدات الشمال بنهضة هذا الوطن و رفعته، إن كان في تاريخ الأردن القديم أو تاريخ الأردن الحديث مابعد تأسيس إمارة شرق الأردن، فتعددت النماذج النسائية الراسخة في الأذهان في كل المجالات التي تعتبر أوتادا داعمة لتقدم الأردن و بنائه و المحافظة عليه إن كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا وإداريا و مجتمعيا.
و كان للسيدات في الشمال الأثر الإيجابي في السياسة و الثقافة و الاقتصاد و سلوكيات المجتمع الإيجابية.
فكان العلم أهم سلاح إيجابي ترفعه المرأة في الشمال لتكمل مسيرة البناء، و كانت الثقافة و السياسة أهم عاملين لحمل الوطن بأمانة و إخلاص.
وتلقى السيدات في محافظات الشمال الدعم من جلالة الملكة رانيا العبدالله من خلال زيارتها للمحافظات و لقاءها بالسيدات و تعزيز دورهن على كل المستويات.
فدور المرأة سياسيا في الشمال يعتبر ركيزة أساسية في تعزيز الديمقراطية والتمثيل السياسي و الحزبي، فمنذ التاريخ و هي تضع بصمتها السياسية في كل عوامل التحديث السياسي و العملية السياسية و الإنتخابية لكل المجالس المنتخبة المتنوعة و في السلطة التنفيذية، فهي التي تترك الأثر الدائم سياسيا لأنها تحمل قوة المنطق و الثقافة و الإدراك، و هي من سيدات هذا الوطن اللواتي وصلن الي مواقع صنع القرار وحققن الإنجاز الوطني في كل القطاعات.. فهي الوزير و النائب و المدير و صانعة التغيير و الكاتبة و الإعلامية و ربة المنزل التي ربت الأجيال و زرعت فيهم الانتماء و الولاء لهذا الوطن العظيم.
واختتمت بالقول “إلى كل امرأة أتقدم بتحية مودة وتقدير واحترام إليكن جميعاً فالبناء الإنساني لا يمكن أن يتمّ دون مشاركة المرأة الفاعلة و وجودها الحقيقي الذي له الأثر الواضح و الداعم”.
وروت مجموعة من السيدات قصص نجاحهن حيث قالت الدكتورة ايمان البطاينة في كلمتها “انت تتذوق المر كي تعي معنى حلاوة النجاح انت تواجه ما تواجهه وامامك طريق اما ان تتخطاه او ان تقف امامه عاجزا ومكتوف الايدي لم يكن طريق النجاح معبدا بالورد يوما بل كان مليئا بالعقبات والحفر التي لا يمكن تجاوزها الا بالعزيمة والاصرار اللذان يولدان في نفس الانسان ضربا من ضروب التحدي الذي يدفعه لاكمال طريقه والوصول لمبتغاه في تحقيق قصة نجاحه التي يتمناها”.
وتابعت “لذلك قررت ان اكون نموذجا من نماذج الاصرار على النجاح فتخطيت كل العقبات التي ابعدتني لسنوات طويلة عن مقاعد الرراسة وعدت بعزيمة اقوى للمسار الصحيح انقطعت عن الدراسة لمدة احدى عشر سنة تزوجت بعمر السابعة عشر وانشغلت في تربية اطفالي والعناية بالمنزل ولكن غصة دائمة كانت ترافقني عند صدور نتائج الثانوية العامة وانا احلم بان يكون لي اسما بين المقبولين على مقاعد الدراسة في الجامعة، كانت دراسة القانون حلمي منذ الصغر حلما كان يرافقني دائما وكنت ارى بنفسي ما انا عليه الان.
وقال “واخيرا حسمت امري وعقدت عزيمتي وقررت العودة لمقاعد الدراسة لتحصيل الشهادة الجامعية وبين اصراري وعزيمتي تمكنت من تحقيق الهدف ودخول كلية القانون ولم يقتصر الامر على اكمال تعليمي والحصول على الشهادة الجامعية وانما وضعت التفوق نصب عيني وجاهدت للوصول اليه حتى استطعت التخرج بامتياز واحتلال المركز الاول بلائحة شرف الكلية وتخرجت بمعدل (95.2) الاولى على الدفعة في كلية القانون والثالثة على مستوى الجامعة، وبفضل الله وعونه قررت الجامعة منحي منحة خصم 50% على الرسوم الفصلية للماجستير واكملت الماجستير في تخصص القانون وتخرجت بتقدير امتياز بمعدل (92.5).”
واستطردت القول “واجهت الكثير من الصعوبات على الصعيد النفسي الجسدي المادي لاتمام دراستي، كثيرا ما انهلت بالبكاء من شدة التعب، كنت منهارة الجسد بين استيقاظ الفجر لاعداد الطعام وانهاء اعمال البيت وتحضير الاطفال للمدرسة والخروج لجامعتي وبين العمل لعدة ساعات وكلما ذقت حلاوة النجاح والتفوق نسيت تعبي وجهدي.
وبذلك نقلت نفسي لمصاف الفئات المنتجة والتي لها دور في بناء المجتمع، وبفضل الله ها انا الان اقف بين ايديكم وقد تكلل نجاحي في العمل بالمجال الاكاديمي والعديد من المجالات:
1. رئيسة لقسم شؤون الطلبة في كلية توليدو الاهلية لمدة عامين
2. ومحاضرة قانونية غير متفرغ بخبرة عامين في جامعة اربد الاهلية
3. مدربة قانونية في قضايا العنف ضد المرأة وزواج القاصرات.
4. محاضرة قانونية في برنامج اشراك للمرأة في الحياة السياسية المنفذ من قبل جمعية اليقين الخيرية والممول من برنامج usa التكامل.
5. محامية مزاولة نظامي / شرعي”.
واختتمت “واخيرا انهي قصة نجاحي بان الاصرار والتحدي يحققان النجاح في اصعب الظروف، والتذكير بانه رغم الظروف يمكننا دائما تحقيق احلامنا اذا اصررنا على ذلك، كوني انتي قصة نجاحنا الجديدة ولا تدع احلامك او تستسلمي، نعمل معا في تحدي الصعاب من اجل النجاح”.
وقالت الدكتورة ابتسام المساعيد “ذكريات كثيرة، وهموم كثيرة كانت في باديتي تقف كجبل أكبر من أن تحتفظ به الذاكرة، ولكنني لن أنسى منها شيئا.. هكذا علمتني الحياه في منطقتي.. علمتني أن أصبر وأصمد رغم الصعوبات والمعيقات، وأنا أمتلك ذاكرة من حديد.. علمتني أن أحلم وأطمح، ثم أسير فوق الشوك غير آبهة بأي ألم حتى أصل وأحدث بصمةً بأني بنت منطقه نائيه لكنني استطيع بعزيمتي واصراري أن احقق ما حلمت به وان اترك بصمة عند أبناء منطقتي وتحديداً القطاع النسائي .. توج هذا الصبر والإصرار بأن كنت في الثانوية العامة الاولى على محافظة المفرق والسادسة على المملكة، دخلت جامعة اليرموك في تخصص المحاسبة واصابني اليأس من صعوبة المواد كونها باللغة الإنجليزية ولكني باصراري وعزيمتي تخرجت منها بتقدير جيد جدا والفصل الاخير كان اسمي في لوحة شرف الكلية، ودرست الماجستير في جامعة آل البيت وتخرجت بتقدير ممتاز والاولى على الدفعة، و حققت حلمي في الحصول على شهادة الدكتوراه في المحاسبة من جامعة العلوم الاسلاميه العالميه بتقدير ممتاز وكنت اول سيدة تحصل على شهادة الدكتوراه في المحاسبة في البادية الشمالية ومحافظة المفرق.”
واضافت “من اهم اهدافي ان اكون نموذج حي ومحفز للنساء في منطقتي وعلى مستوى المملكه وللأخذ بأيديهن لتحقيق المكان والدور الذي تستحقه المرأه على مستوى الوطن وان تكون لها كلمتها بقضايا الامه وبالعلم والمعرفه وتقدير الذات نستطيع و باذن الله تعالى وتجسيدا لرؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لتمكين المرأة وبهمة الداعمين من الاهل والاصدقاء انوي الترشح للمجلس النيابي العشرين، وما زال في الذهن المزيد من الطموحات والآمال التي اسعى لتحقيقها”.
هذا وتخلل الحفل جلسات حوارية هادفة شاركت بها نخبة من السيدات من جميع القطاعات حيث جاءت الجلسة الحوارية الاولى برئاسة الدكتورة بتول المحيسن بعنوان “التمكين السياسي للمراة” وبمشاركة كل من “نسرين احمد الصفدي، وسعادة النائب ميادة الشريم والدكتورة ميرفت المهيرات العبادي وميرفت العبادي”.
وجاءت الجلسة الحوارية الثانية برئاسة الدكتورة خلود التميمي بعنوان “الاهتمام بالطفولة” وبمشاركة ” الدكتورة ماجدة طهبوب ولانا المعشر وهيفاء الصالح وميرا ابو غزالة”.
فيما جاءت الجلسة الحوارية الثالثة برئاسة الدكتورة ريم العموش بعنوان الطريق الى البرلمان وبمشاركة كل من ” الدكتورة صباح المحاورة والدكتورة ابتسام المساعيد والدكتورة سناء العبابنة وسهى عربيات”.
والجلسة الحوارية الرابعة برئاسة الدكتورة ميرفت المهيرات بعنوان قصص نجاح وريادة وبمشاركة “الشيف شهناز ال طعان وفاطمة الزعبي وجوليانا البصول”.
والجلسة الخامسة برئاسة الدكتورة احلام الرشايدة بعنوان المراة مكانة وتمكين وبمشاركة كل من “الشيخة مها الخلايلة، د.نجوى الدعجة، د.خولة أسعد، الدكتورى سناء السبايبة، مريم المشاقبة”.
والجلسة الختام كانت برئاسة حنين عبيدات وبعنوان تمكين المراة في المحافظات وبمشاركة كل من “دلال البدارين، منى اليعقوب، د.هند الشروقي، الشيخة هند الشرمان، سوسن الشوملي”.
وفي ختام المؤتمر كرمت راعي الحفل فايزة الزعبي نخبة من السيدات من جميع القطاعات.