بقلم احمد عقاب الطيب _ فواصل
تنشغل الصالونات السياسية الأردنية هذه الايام بالانتخابات البرلمانية القادمة التي تجري على القانون الجديد والتي أعطت الاحزاب الأردنية اكثر مما تستحق بكثير من مقاعد في البرلمان القادم واقول هذا لان الاحزاب في معظمها تشكلت سريعا وعلى عجل ” سلق بيض ” وكلها تريدها لنفسها لذلك وبعد الانتخابات ستكون النتيجة صادمه لصاحب القرار والصدمة اكثر من تصرف الاحزاب ومنتسبيها الناجحين والخاسرين بعد فرز الصناديق ..
كان يجب دعم الاحزاب لغاية نضوجها بشكل يقنع الشارع اكثر وبشكل يجعل من منتمي الاحزاب الدفاع عن فكر الحزب وأيدلوجيته بشكل يقنعني كمتلقي وان ما يؤمن به هو ما يجعله ينتمي لحزبه وهذا من شأنه ان ينعكس على الشارع ..
لا اعتقد ان ما يحدث مع الاحزاب حاليا وقبيل الاعلان عن قوائمها الوطنية هو امر صحي وطبيعي .. ولا اعتقد ان صاحب القرار كان يعتقد ان هناك ثمن مالي لمقاعد الاحزاب المتقدمه في البرلمان .. ولا اعتقد ان هذا ما أراده جلالة الملك من تحديث للمنظومة السياسية..
كان الأجدى عمل الانتخابات هذا العام على النظام القديم وترك فكرة الاحزاب لتنضج لمدة اربع سنوات قادمة لان ما سوف يحدث اثناء وبعد الإعلان عن القوائم الوطنية للأحزاب وما سيحدث بعد اعلان نتائج الانتخابات سيكون صادم ومسمار آخر جديد في نعش تحديث المنظمومة السياسية ..
صحيح ان لكل تجربة جديدة لها عثراتها وأخطاءها لكن لو تم الأخذ بعين الاعتبار منذ البداية لثقافة الشعب الاردني والنظام العشائري الذي تربى عليه الأردنيين والذي ينعكس دائما على مخرجات ونتائج الانتخابات لكن الوضع مختلف .. قلنا ذلك ونصحنا وكتبنا اثناء اعداد القانون لكن اعتبر القائمون على تحديث المنظومة الساسية اننا ننتقد شخوصهم ..
لا ادري كيف سيدخل الاحزاب هذه الانتخابات وأفضل حزب مشكل حديثا وصل إلى عشرة الاف عضو .. !؟
هذه الاحزاب تعلم علم اليقين ان الفزعة العشائرية لمرشحيها هي بيضة القبان وكذلك تعلم اان أعضاء الحزب ومنتسبيها انفسهم لا يعنيهم الوقوف مع مرشحي نفس الحزب إذا كان ابن عمه او جاره بالجنب مرشح لحزب آخر والسبب ان المنتسبين للأحزاب ليسوا على قاعدة فكرية او أيدولوجية سياسية بل ان الانتساب كان على نظام الفزعه .. طبعا باستثناء حزب الإخوان المسلمين ..
استغرب من الدولة وهي تعلم كل هذا الكلام وتصر على تقديم وإنجاح فكرة يبدو انها لمولد مشوه لن يستمر كثيرا قبل ان يفارق الحياة.