بارك حزب العمال الأردني للجبهة الشعبية الجديدة في فرنسا ( التي تمثل تحالف احزاب اليسار ويسار الوسط ) ولحزب العمال البريطاني فوزهما في الانتخابات الأخيرة وعودتهما إلى سدة الحكم ، داعيا قادة أحزاب اليسار الفرنسي وحزب العمال البريطاني إلى إعادة النظر في السياسات تجاه غزة ومجمل الصراع العربي الإسرائيلي، لا سيما وأن حكومات الوسط واليمين السابقة أوغلت في دعمها لإسرائيل على حساب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، خلافا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة.
وفي تصريح صحفي لأمين عام الحزب د. رلى الحروب قالت إن مواقف ميلانشون رئيس حزب فرنسا الأبية أكبر أحزاب اليسار الفائزة مشرفة تجاه غزة والصراع العربي الاسرائيلي، داعية إلى توحيد موقف اليسار الفرنسي من هذه القضية واتخاذ مواقف سريعة وحاسمة لوقف الحرب على غزة والمسارعة بإدخال المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار والاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرة الى أن بعض أحزاب اليسار كانت قد انحرفت عن نهجها ومبادئها بتأييدها لممارسات الاحتلال الإسرائيلي المشينة.
في الوقت ذاته، اعتبرت الحروب أن مواقف رئيس الوزراء البريطاني المنتخب كير ستارمر التي عبر فيها عن دعمه لإسرائيل قبل الانتخابات غير مشجعة، ولا تبشر بإحداث تحول جوهري تجاه الحرب في غزة، كما أنها بالتأكيد لا تنسجم مع المواقف التاريخية لحزب العمال ورؤسائه المناضلين ضد الهيمنة والاستغلال كجيريمي كوربن، ولا تتفق مع توجهات الأكثرية الساحقة من الناخبين المسلمين البريطانيين الذين يصوتون تقليديا لحزب العمال، كما لا تتفق مع توجهات العديد من قيادات الحزب في البرلمان والمجالس المحلية التي قدمت استقالتها احتجاجا على مواقف ستارمر في فترات سابقة.
من جهة أخرى، شجعت الحروب المراجعة التي قام بها ستارمر لمواقف الحزب بعد فوزه بالانتخابات لا سيما تعهده بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، مشيرة الى أن موقف وزير الخارجية العمالي الذي سارع إلى المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، وقام بزيارة مستعجلة الى إسرائيل للضغط في هذا الاتجاه إيجابي ولكنه غير كاف، فبريطانيا من الدول التي ما زالت تمد إسرائيل بالسلاح وتدعمها بالموقف السياسي والدبلوماسي في أروقة مجلس الأمن والجمعية العامة وفي كل المحافل الدولية، بدلالة أن وزير الخارجية الجديد لم يسحب طلب حكومة المحافظين السابقة من المحكمة الجنائية الدولية تأجيل قراراتها بحق نتنياهو وغالانت ومجرمي الحرب في دولة الكيان، وهو الأمر الذي كان من المتوقع أن تتراجع عنه حكومة العمال انسجاما مع مبادئ الحزب وميثاقه وتوجهات القواعد الجماهيرية التي تدعمه، وتكفيرا عن الدور الذي لعبته السياسة البريطانية في نكبة فلسطين ومعاناة شعبها معاناة ممتدة حتى حرب الإبادة الراهنة.
وعبرت أمين عام حزب العمال الأردني عن ارتياحها إلى تراجع أحزاب اليمين والوسط في فرنسا وبريطانيا في الانتخابات التي أجريت بعد العدوان على غزة، وصعود أحزاب اليسار ويسار الوسط، الأمر الذي يؤشر إلى تحول في مواقف الشعوب التي روعتها حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية وساءتها مواقف حكوماتها الداعمة لجرائم الحرب.
ودعت أمين عام حزب العمال الأردني الأحزاب الفائزة الى الاستماع الى نبض الجماهير والالتزام بالمبادئ والقيم التي تحملها أحزاب يسار الوسط في العالم والتي تقوم على رفض الهيمنة والاستعمار وتأييد حق الشعوب في تقرير مصيرها والسيادة على أرضها وثرواتها ومقدراتها، مؤكدة أن العالم اليوم بحاجة الى أحزاب يسار الوسط التي تمثل الطريق البديل.