للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه..
تشير تقارير أمنية واستخبارية وصحافيةحديثة إلى أن تنظيم داعش الإرهابي بدأ يلتئم من جديد في الساحة العراقية والسورية، مستغلاً الفوضى وعدم الاستقرار الناجمين عن الصراعات الأهلية والإقليمية والحروب الدائرة… ففي ظل التوترات المتزايدة، مثل الحرب بين حماس وإسرائيل، والتوترات المتصاعدة بين الغرب برأسة الولايات المتحدة الامريكيه من جهة وايران من جهة أخرى … يبدو أن التنظيم الإرهابي وجد فرصة سانحة لإعادة بناء قدراته التخريبية واعادة تنظيم نفسه تمهيدا للإنطلاق في تهديد وشن عمليات ارهابية في عدد من دول الأقليم..
التحركات الأخيرة لتنظيم داعش
تظهر البيانات أن داعش قد بدأ في تنظيم صفوفه من جديد، مستفيدًا من الفوضى العارمة التي تجتاح المنطقة… هذا التنظيم، الذي تلقى ضربات قاسية في السنوات الماضية، بات يستغل الثغرات الأمنية الناجمة عن النزاعات الأهلية والدولية في العراق وسوريا… والحرب الدائرة رحاها بين حركة حماس وإسرائيل هذا النشاط المتجدد للتنظيم لا يبشر بالخير، ويعد تهديدًا واضحًا ومباشرًا لدول المنطقة..
إن تنظيم داعش يستغل بمهارة التوترات الجيوسياسية القائمة بين إيران والغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل… ففي ظل هذه الأجواء المتوترة، يجد التنظيم فرصًا ذهبية للتوسع وإعادة بناء صفوفه… هذه النزاعات تُضعف التركيز الدولي على مكافحة الإرهاب وتفتح المجال أمام داعش للتحرك بحرية أكبر، مما يشكل تهديدًا جديدًا وخطيرًا للدول الإقليمية التي باتت مهددة بعودة الإرهاب إلى أراضيها… لذا، يتوجب على الدول في المنطقة أن تكون يقظة وتُعزز تعاونها لمواجهة هذا التهديد المتجدد بكل حزم وقوة.
الأوضاع الراهنة في المنطقة تُشكل بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية… النزاعات المستمرة والحروب الطاحنة، مثل الحرب بين حماس وإسرائيل، تُضعف الأجهزة الأمنية وتُشتت جهودها، مما يتيح الفرصة لداعش لإعادة ترتيب أوراقه… فتنظيم داعش يدرك جيدًا كيف يستغل هذه الفوضى، ويعمل على توسيع نطاق عملياته الإرهابية..
تشير الأحداث الأخيرة في عدد من دول الأقليم إلى أن التنظيم قد بدأ بالفعل في تنفيذ عمليات إرهابية في بعض الدول، وأن هناك تحركات مريبة تدل على تفعيل خلاياه النائمة في العديد من الدول الإقليمية… هذه التحركات تشكل جرس إنذار حقيقي للجميع، وتستدعي اتخاذ تدابير عاجلة ومشددة لمواجهة هذا الخطر المتجدد.
دعوة للتحرك العاجل والمشترك
في ظل هذه التحديات، بات من الضروري أن تتكاتف الدول الإقليمية لمواجهة هذا الخطر الداهم… فالتحذيرات الشديدة اللهجة يجب أن تترجم إلى أفعال وإجراءات ملموسة على الأرض… يجب تعزيز التعاون الاستخباري والأمني بين الدول، وتبادل المعلومات بصورة فعّالة لملاحقة وتتبع تحركات التنظيم الإرهابي..
يتطلب الوضع الراهن تعزيز الجهود الأمنية والاستخباراتية على جميع المستويات… يجب زيادة التنسيق بين الأجهزة الأمنية في الدول المتضررة والمجاورة للعراق وسوريا، وتكثيف العمليات الاستباقية لضرب معاقل التنظيم قبل أن يتمكن من تنفيذ مخططاته الإرهابية…
لا يمكن حصر مواجهة تنظيم داعش في الدول الإقليمية فقط… المجتمع الدولي مطالب بدوره بالتحرك الجاد لدعم هذه الجهود… يجب تقديم الدعم الفني والاستخباراتي واللوجستي للدول التي تواجه خطر داعش، وكذلك العمل على تجفيف منابع التمويل التي يعتمد عليها التنظيم في تمويل عملياته الإرهابية.
من المهم أيضًا تعزيز الوعي الشعبي حول خطورة تنظيم داعش، وضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن أي تحركات أو انشطة مشبوهة… فتعبئة الجهود الشعبية تلعب دورًا كبيرًا في محاصرة التنظيم ومنع تمدده في الأوساط المحلية.
في النهاية، عودة تنظيم داعش الإرهابي إلى الساحة العراقية والسورية تمثل تهديدًا خطيرًا لا يمكن التهاون معه… فالتحركات الإرهابية التي بدأ التنظيم في تنفيذها تشكل جرس إنذار للدول الإقليمية والمجتمع الدولي على حد سواء… يجب التحرك بسرعة وحزم لمواجهة هذا الخطر المتجدد، ومنع داعش من استغلال الفوضى وعدم الاستقرار لتحقيق أهدافه التخريبية.
التحديات كبيرة، ولكن بالتعاون والتنسيق الفعّال، يمكن للدول الإقليمية والمجتمع الدولي أن يضعوا حدًا لهذا التهديد الإرهابي المتجدد، ويحموا المنطقة والعالم من تبعاته ومن مخططاته التخريبية الارهابية…وللحديث بقية.
#د. يشير _الدعجه