الدعايات الانتخابية ..ملاحظات اولية تثير عشرات الاسئلة ..لماذا تغيب فلسطين عن يافطات المرشحين وبرامجهم ؟!!

تبدأ الاردن ٢٤ وبعد ان دخلت الانتخابات النيابية في بلادنا مرحلة الدعاية الانتخابية بنشر قراءاتها للمشهد بجميع ابعاده المرئية  منها وتلك التي يمكن ان ندركها من بين سطور الحملات والمنافسات المحمومة بين احزاب ناشئة تسعى بكل طاقتها لتقاسم الكعكة النيابية ، وصولا الى حظوظ ابرز في تشكيل الحكومة البرلمانية الموعودة !!
المهم ، ان استعراض القوة او القواعد كان الصفة الغالبة لنشاط هذه الاحزاب ، وهذا بظنها ينجح في تكوين انطباعات ايجابية تبرر فيما بعد ما يمكن ان تحصل عليه من مقاعد بعد ظهور النتائج التي يبدو ان مهندسها قد  حسم امره وقدم مقاربته .
وتاليا بعض الالتقاطات الاولية :
*** نواب سابقون مرشحون حاليون اغرقوا العاصمة عمان بصورهم على نحو يدفع للتساؤل عن الاسباب التي منعتهم من الظهور  اعلاميا وشعبيا  طوال السنوات الاربع الفارطة ، لماذا اختاروا التواري الطوعي الكامل عن الانظار في فترة نيابتهم  و والان لا يتركون فرصة (جاهة ،عطوة ، عرس ، عزاء ، او حتى طهور ) للظهور العلني ..
الخلاصة : هؤلاء المرشحون يظنون ان اغراق عمان بالصور كفيل بغسل الادمغة وترميم صورهم المهشمة شعبيا ، هذا من جهة ، ومن جهة ثانية يتوقعون بهذه الخطوة التعبير عن حجم حضورهم وحظوتهم وتأييد الناس لهم ، وانهم ما زالوا بذات القوة التي ستدفع الكثيرين لاعادة انتخابهم مرة ثانية وثالثة ورابعة … كل هذا الزيف والتضليل والتذاكي لن ينطلي ابدا على الناس ولن يشرعن الهندسة المتوقعة ..
*** احد الأحزاب التي قدمت نفسها  على انها الاوفر حظا في الانتخابات وانها الاوسع انتشارا وقبولا لدى الناس ،تعرضت لهزات مبكرة ،بعضها جاء جراء اخطاء جسيمة ارتكبها امينها العام ، وبعضها الاخر جاء بفعل فاعل ، ما تسبب في خروجها المبكر من السباق ، وتراجع الزخم الكبير الذي رافق ولادتها القيصرية .
المهم هنا ، ان هذا النموذج سرعان ما ينكشف بؤسه فور رفع الغطاء ، وتبدد الهالة المصطنعة التي تساهم وسائل اعلام بمباركة رسمية تقديمه للرأي العام .
*** عشرون حزبا على الاقل تدرك جيدا  ان مشاركتها في هذه الانتخابات تأتي بهدف المشاركة لا اكثر ولا اقل ، وان حظوظها بالحصول على اكثر من مقعد واحد تكاد تكون معدومة ، ومع ذلك تزاحم وتعبر عن حراك ديكوري لعملية انتخاب بلا روح ، فاقدة لحماسة  لا يمكن ان تتشكل الا بوجود  قناعات راسخة بامكانية التغيير و الاصلاح  .

 

 

*** ماذا لو راجعنا ترشيحات الاحزاب مجتمعة للقوائم العامة ، ماذا نستنتج ؟!!! وما هو شكل مجلس النواب القادم ؟ وما الذي سيتغير ؟ الاجابة على هذه الاسئلة ستدفع  كثيرين للاحجام عن المشاركة في هذه الملهاة ..
*** اما عن السؤال الاهم هنا : لماذا تغيب غزة عن شعارات وعناوين الاحزاب والقوائم المحلية بشكل كلي ؟ من الذي قال لهم ان الناس في بلادنا  يفكرون بآي شئ اخر غير فلسطين وما يرتكب فيها من مجازر وابادة ؟!! لماذا تنازلوا جميعا عن الحديث في الملف الاهم وطنيا ، ومن الذين اقنعهم بان نجاحهم في الانتخابات نظريا وعمليا لا يمر عبر غزة وفلسطين ؟!!
ثم ماذا عن ملف المعتقلين والحقوق والحريات ، لماذا غابت جميعا عن شعارات المرشحين ويافطاتهم وصورهم التي ملأت الشوارع ولوثت عاصمتنا ومدننا وقرانا ومخيماتنا ؟!! عن ماذا يعبر هؤلاء المرشحون وما هي برامجهم والحالة هذه ؟!!

 

 

– هذه التقاطات مبدئية وفي قادمات الايام سندخل في تفاصيل ومسامات العملية الانتخابية ، وسنتطرق لكل حزب على حدى ، وسنعالج خياراتهم وبرامجهم ودعاياتهم وتحركهم بتفصيل يقدم الحقائق دون مساحيق وفبركات انتخابية فارغة ..جو.24