بحضور رئيسها الوزير الاسبق سمير الحباشنة وأعضائها ومجموعة من المهتمين عقدت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة ظهر السبت الفائت ندوة بعنوان “التعليم من منظور المستقبل.. استجابة للتحديات والفرص “للبرفيسور الأردني يوسف العساف رئيس جامعة روشستر الأمريكية بدبي حيث أدار الندوة المهندس سليمان عبيدات عضو الجمعية والذي قدم للمحاضر ثم تحدث عن مصطلح التخصصات الراكدة وسلبياته في مسيرة التنمية والتحديث .
وبدأ البروفيسور العساف بالحديث عن التغير المتسارع في إستخدام التكنولوجيا في جميع قطاعات الحياة والذي يستدعي من الجامعات أن تغير منظومة التعليم التقليدي إلى منظومة جديدة وان يتم إنشاء بيئة أعمال بدل من الجامعة التقليدية حيث يتشارك الجميع من الصناعة والمؤسسات الحكومية والمؤسسات الخاصة فالكادر الجامعي التدريسي يسعى لصناعة المستقبل للخريجين وكذلك تنويع الاقتصاد للمدينة .
كما وقال العساف الجامعة يجب أن تكون متصلة مع المدينة. وقد قمنا في جامعة روشستر بعمل ذلك من خلال عدة طرق ومنها عدم وضع أسوار للجامعة وتمكين الجميع من الدخول والمشاركة في بيئة الأعمال المنشودة بالتواجد الفعلي داخل الحرم الجامعي بعد الاتفاق على مشاريع مشتركة تمكن الطلبة في مجالات عملهم المطلوبة المساعدة في تعزيز الابتكار المشترك من الشركات القائمة .
كما وأشار العساف إلى عدة ركائز يجب اعتمادها عند تكوين الجامعة منها التحول الرقمي في جميع المجالات وهذا يجب أن ينعكس على الخطط الدراسية و ينعكس على المختبرات والاتصال مع الصناعة. الإستدامة ركيزة مهمة ومستقبلية سواء على المستوى المحلي أو العالمي وبأبعادها التكنولوجية والمجتمعية والبيئية والاقتصادية والحوكمة
فيجب أن يكون جميع الخطط في جميع المجالات الدراسة يكون فيها جزء من من تدريب الطلبة على الإستدامة وكذلك عمل البحوث العملية لكي تعالج تحديات واقعية. فالابتكار ركيزة مهمة تخول الخريج ان يكون مبتكر لأن التكنولوجيا ستولد تغييرات كثيرة في الوظائف وإذا لم يكن عند الطالب قدرة على الابتكار وحتى إعادة إبتكار نفسه فإنه لن يكون جاهز للمستقبل من خلال بناء شركته الخاصة أو مساعدة المؤسسة التي سيعمل بها للتقدم والبقاء.
حيث قمنا في جامعة روشستر بتدريس رحلة الابتكار لكل الطلبة من خلال الخطط الدراسية والتدريب الميداني طويل المدى ومساعدة الطلبة لعمل شركاتهم محلياً وعالمياً.
وأكد العساف أنه لم يعد يكفي أن يكون الطالب خريج تخصص واحد بدون دعم هذا التخصص بمهارات التخصصات الاخرى تمكنه من الاستعداد للمستقبل فعلى سبيل المثال لا يكفي أن يكون الطالب مثلا خريج هندسة ميكانيكية او علم نفس بدون ما يكون لديه مهارات في تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي والابتكار وغيرها. ويجب أن يكون هناك تشجيع من أصحاب القرار وأصحاب الاعتماد والسماح للتفكير خارج الصندوق والإبداع في تصميم برامج تناسب الطالب نفسه ورؤيته لمستقبله وليس اجبار جميع الطلبة على نفس الخطط والتدريبات مع ضمن مطابقة الخطط الخاصة للمعايير الجودة والاعتماد.
حيث في المستقبل ستكون هناك خطط عابرة للجامعات بحيث يستطيع الطالب اخذ مواد من عدة جامعات ومؤسسات تكنولوجية عريقة لإعداد الأجيال للمستقبل وتخفيض تكاليف الدراسة وجعلها بأفاق عالمية.
وفي معرض إجابته على أسئلة الحضور قال العساف عند الإجابة على سؤال ما هي التخصصات المطلوبة في الوقت الحالي أن جميع التخصصات مطلوبة لكن بعد تعديل الخطط الدراسية حسب الركائز المذكورة أعلاه وننصح الطالب أن يدرس التخصص الذي يرغب به ويحبه لكن يتأكد من أن الجامعة قد قامت بتعديل التخصصات بإستخدام التكنولوجيا الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وغيرها و لدى الجامعة برامج فاعلة مع الصناعة والمجتمع المحلي في خلال مرحلة تدريس وتدريب الطالب.
كما وأشار العساف أنه لا يعتقد أن هناك تخصصات راكدة بقدر ما هناك ركود بالتغيير واستشراف المستقبل.
وأجاب على العديد من أسئلة الحضور في نهاية الندوة التي اختتمت بتكريم البروفيسور العساف من الحباشنة بتسلمه درع الجمعية الاردنية للعلوم والثقافة .