الصبيحي يكتب: حزب عزم .. أحلام كبيرة على طريق وعر

 

محمد الصبيحي

لفت نظري وربما أدهشني ايضا قول أمين عام حزب عزم السيد زيد نفاع في حديث لعدد من قيادات الحزب ما يلي: ( اليوم عمر عزم ٧ أشهر عقدنا المؤتمر التأسيسي بتاريخ ١/٢٠ وأعدكم بان عزم سوف يشكل حكومة حزبية بفضل المصداقية والطرح الواقعي والشعبية العالية وسوف يحقق نتائج طيبة وكبيرة ستكون مفاجاة للشارع الأردني وسوف نحصد ما بين ٥-٧ مقاعد على القائمة العامة، وما يقارب الـ ١٢-١٥ مقعد على القوائم المحلية ) .

لست معارضا لحزب عزم ولا لطموحات الحزب وامينه العام فهذا حق فلا تقدم دون خريطة طموحات تأخذ طريقها الى السعي والتنفيذ، ولكنني كمراقب سياسي أعرف جيدا أن تأسيس حزب في الاردن يبدأ بفزعة تحمس ثم تتسلل إليه وتطغى الطموحات الشخصية المتنافسة او المتناقضة، فيبدأ التآكل الداخلي تماما كما حصل قبل سنوات مع حزب الجبهة الاردنية الموحدة بزعامة السيد أمجد هزاع المجالي .

لا أعرف للسيد زيد نفاع مع سمعته الطيبة وعائلته المحترمة تاريخا في العمل السياسي الشعبي الذي يحتاج الى صبر وعمل شاق لسنوات وخبرة عميقة في فهم طبائع الناس واحتياجاتهم، فلا ينخدع بعبارات التأييد الرنانة ولا بالأكف التي تصفق في القاعات، فتلك جميعا -إلا قليلا- تنتظر الثمر المفيد المباشر والذي لن يقدر عليه حزب وسطي مهما بلغت مقدراته المالية في مجتمع يعاني من اتساع قاعدة الفقر .

فكيف يمكن لحزب حديث الولادة أمينه العام حديث العهد بالعمل الحزبي وغالبية قياداته غير معروفة على المستوى الشعبي أن يعلن انه سيحقق مفاجأة للشارع الاردني وسيحصد ما بين ١٧ الى ٢٢ مقعدا في مجلس النواب وسيشكل حكومة حزبية متقدما على أفضل التوقعات لحزب جبهة العمل الاسلامي وحزب إرادة ( يضم ١٠٣٨٣ عضوا ) اما عزم ( ٥٦٦١ عضوا ) ، فهل هذا التصريح يشير الى خبرة سياسية عميقة بالشارع الاردني ؟؟ الصبح قريب فماذا لو ظهرت نتائج مغايرة تماما ؟؟ ..

ومن الجدير بالذكر أن حزب إرادة أعلن انه تلقى تبرعات للعام ٢٠٢٣ بمبلغ ٤٤٥ ألف دينار رغم انه لم يستوفِ من اعضاء الحزب أية اشتراكات سنوية، أما عزم فلم يعلن ميزانيتة للأشهر السبعة من تأسيسه ولا حجم التبرعات التي تلقاها مع أن الشفافية تتطلب أن يعلن ذلك قبل موعد الانتخابات النيابية .

لنا رؤية تفصيلية في النظام الاساسي الذي تلوح منه سلطة إنفرادية للامين العام تناقض مبادئ الديمقراطية في بعض القرارات وليس هذا وقت الحديث فيها، وأما عن المبادئ والاهداف والرسالة فلا شك بقيمتها النوعية ولكنها تلتقي تماما مع اكثر من حزب وسطي الأمر الذي يدفع الى التساؤل العام عن أسباب النسخ الحزبية المكررة، وهذا أمر يحتاج الى حوار عام من نوع آخر .

كنت آمل أن يتواضع السيد زيد نفاع في تقديراته لنتائج الانتخابات النيابية، بل وان يهبط في توقعاته الى أدنى مستوى حتى إذا ما تجاوزها الحزب كان طعم النجاح والمفاجأة مفرحا ومشجعا ودافعا لهم لمزيد من الانجاز .

أرجو أن نجلس تحت ظل الشجرة لا فوقها فالظل ظليل والسقوط من فوق مؤلم ..