فارس الحباشنة
لا انتخابات نيابية دون مناسف وكنافة، ووربات. في موسم الانتخابات يشتد الاقبال على «الكنافة والوربات». ولا يخلو مقر انتخابي كل يوم من كنافة ووربات.
و يبدو ان مرشحي الانتخابات قبل ان يسجلوا ترشحهم لدى الهئية المستقلة للانتخابات يتعاقدون مع محلات ومشاغل كنافة وحلويات.
و الكنافة والوربات من لوازم «الديمقرطية الاردنية». نصف الشعب الاردني «مصاب السكري «، وفي حين النصف الباقي على شفير الاصابة بالداء الاخطر او على الطريق.
يجتمع مرضى السكرى في المقر الانتخابي، ويلتهمون «الكنافة والوربات «.
و تسمع اخبارا عن وقوع اصابات في « اغماء ودوخة سكري». و عايشت في طفولتي ولادة الديمقراطية الاردنية وربيعها بعد هبة نيسان، وعودة الحياة النيابية.
و في المقرات الانتخابية كانوا «الختياريه» يسمون «الوربات « بالديمقراطية.
و عندما يتم توزيع «الوربات «على الناخبين في المقر، يقولون : هي الديمقراطية وصلت.
و التصق في الخيال الشعبي العام صورة للديمقراطية على هيئة وربات وكنافة. ورغم ما أصاب البلاد، وما طرأ من موجات لحالات تحديث سياسي، لم تتطور وتتغير صورة الديمقراطية، حتى اليوم.
و قبل ايام في مقر انتخابي، سمعت حاضرين في المقر، يسألون أين الديمقراطية ؟
كم مر من الزمان على أول تعليق لـ»عجوز كركي» كان جالسا في مقر انتخابي في قرية نائية، وربط بالوصف والتعليق بين الوربات والديمقراطية !
لا شك، ان ثمة رابطا بين الديمقراطية والوربات.. ولربما عجز عن التقاطه سياسيون ومفكرون واعلاميون اصلاحيون في تفسير وتشخيص الحالة السياسية الاردنية، اختصره عجوز كركي في كلمتين : وربات وديمقراطية. ترتفع اسعار «الكنافة والوربات» في موسم الانتخابات.. ويصاب الناخبون بتخمة السكري والحلوى، ويتساقط ضحايا امراض السكري.
يوم الاقتراع، اجزم ان الناخبين عندما يقتربون من صندوق الاقتراع يترعون كنافة ووربات.