هُناكَ جَمالٌ… يَزْدادُ مَعَ الأَيَّامِ… إِذْ أَنَّهُ يُخْلَقُ مَعَنا… كَبِذْرَةٍ في القَلْبِ… تُرْوَى وَتَكْبَرُ… مَعْ كُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ نَقومُ بِهِ… وَمَعْ كُلِّ حُبٍّ نَعيشُهُ حتى لَوْ لَمْ يَنْتَهِ بِسَعادَة…
في كُلِّ مَرَّةٍ نَعيشُ حَدَثاً جَميلاً… وَنَخْرُجُ مِنْهُ بِشُعورٍ جَميلٍ… نَحْمِلُهُ في قَلْبِنا وَنَمْضي… دونَ أَيِّ شُعورٍ… بِالمَرارَةِ أَوْ النَدَمِ… عِنْدَها تُرْوَى هَذِهِ البِذْرَةُ بِماءِ الحَياةِ… وَتَنْمو مِنْها أَجْمَلُ نَبْتَةٍ… تُزْهِرُ مَعَ السِّنينِ…
فَمَعَ كُلِّ قِصَّةٍ… تُزْهِرُ بُرْعُمَةٌ… لِتَتَفَتَّحَ أَجْمَلُ زَهَرَةٍ… لَوْنُها يُماثِلُ جَمالَ الحِكايَةِ التي نَعيشُ…
وَفي نِهايَةِ المَطافِ… تَتَجَلَّى حَياتُنا وَتَظْهَرُ عَلى شَكْلِ باقَةٍ جَميلَةٍ مِنَ الوُرودِ المُلَوَّنَةِ… وَالزُّهورِ البَرِّيَّةِ التي تَنْبُتُ شاقَّةً طَريقَها مِنْ بَيْنِ الصُّخورِ… باحِثَةً عَنْ مَصْدَرٍ لِلضوءِ… كَما نَبْحَثُ نَحْنُ عَنْ الأَمَلِ… دونَ الإِسْتِسْلامِ لِليَأْسِ… وَلا لِإِحْباطاتِ الحَياةِ…
عِنْدَها يَزْدادُ جَمالُنا جَمالاً… فَتَرانا نَشِعُّ فَرَحاً… نَشِعُّ سَعادَةً… تُنيرُ دَرْبَنا… فَنَسيرُ مَعاً… نَحْنُ وَمَنْ نُحِبُّ… وَمَنْ نَخْتارُ… وَيَخْتارُنا… لِمِشْوارِ الحَياةِ…
نَسيرُ مُزْدادينَ جَمالاً… إِلى أَنْ تَنْتَهي بِنا الحَياةُ… وَنَنْتَهي نَحْنُ… وَلَكِنَّ بُذورُنا الجَميلَةُ تَبْقَى… إِلى أَنْ تَجِدَ قَلْباً يُشْبِهُنا فَتَسْتَوْطِنُ فيهِ… وَتَسْتَمِرُّ حَياتُنا التي انْتَهَت مِنْ قَلْبِنا… في قَلْبٍ آخَرٍ يَزْدادُ جَمالاً مِنْ أَصْلِ جَمالِنا…