المُلاحَظ للمُتتبّع ومُلاحِق الأخبار، أن الجِهات التي تُدير الدوائر لجمهورية مصر العربية، وسياساتها الإفريقية والدولية، إنما ترتبط بأوساط خارجية مَشبوهة؛ ضمنها إثيوبيا بالطبع وإلى جانبها الكيان الصهيوني. هذه المؤامرات تعمل بحمأة مُنْتِنة لإجهاض دور مصر التاريخي العروبي والإفريقي والخارجي، ولعرقلة تقدمها الاقتصادي السريع الذي يُذهل سكان الأرض جميعًا، ولوقف تأثيرها السياسي والمعنوي عربيًا وإسلاميًا، كونها الدولة العربية المحورية والأساسية العاملة للحفاظ على حقوقها الطبيعية، وتفعيلها في مجالها المَشروع وإمتدادها الإنساني المُتَمَاهي مع المتطلبات العربية والعالم الإسلامي وفكرة تصليب أركان الاستقلالية، وفي مساهماتها الأممية، إذ لا يَخبو حماسها لإسناد الدول والشعوب الشقيقة والصديقة التي تتآخى وتتعاون وتتصادق مع مصر، وتتقاطع معها في سياساتها وتطلعاتها التي تقوم على قاعدة القانون الدولي، وتمكين السلام في كل مكان، والعمل على الارتقاء بالأوضاع العربية عمومًا.
تقول السيرة الذاتية الغنية المضمون واللافتة لأنظار القاصي والداني، بأن فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وُلِد في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1954، في القاهرة. عسكري مصري مُخضرَم، ترقّى سريعًا في مناصب سامية حتى أصبح مديرًا للمخابرات الحربية، فوزيرًا للدفاع، وتخرّج في الكلية الحربية عام 1977، وحصل منها على بكالوريوس، ونال الماجستير من كلية القادة والأركان عام 1987، والماجستير في كلية القادة والأركان البريطانية عام 1992 بالتخصص نفسه. حصل على زمالة من كلية الحرب العليا الأميركية عام 2006، وزمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية عام 2003، إضافة إلى أن سجله في مجال خدمته العسكرية، وإخلاصه لوطنه مصر، وأنشطته في الفضاء العربي المشترك حافل لا تتسع هذه المقالة لسرده.
تسلّم الرئيس السيسي دفة الرئاسة لقيادة حاذقة لها في 8 يونيو/ حزيران 2014، بعد فوزه الساحق على منافسه الأوحد، اليساري حمدين صباحي. ومنذ ذلك الحين بدأت مصر تسير بسرعة الضوء في تطوير اقتصادها، فاجتذبت أموال وتقنيات مختلف الدول الساعية لاستثمارها في بيئة آمنة وصالحة ومُبَشّرة بالأرباح والاستقرار، ما جَعَلَهَا موقعًا مِحوريًا للتفعيلات الاقتصادية، لا سيّما لموقعها الجغرافي الإستراتيجي المذهل، حيث تُعتبر همزة الوصل بين ثلاث قارات قديمة يسكنها غالبية البشر، ومكانتها المركزية أزلية في الربط المائي والجوي والبري بين هذه القارات وسهولة ذلك.
من ناحية أخرى، يَلفت الانتباه النجاح الباهر لمصر بالتصدي لفيروس كورونا بالتعاون مع عدة دول لها باع طويل في ذلك، والصين أولها. وفي هذا الصدد، شهدت منظمة الصحة العالمية، أن مصر نجحت خلال جائحة كوفيد/19 في الحفاظ على استمرار الخدمات المقدمة الخاصة بالتهاب الكبد الفيروسي B وC ، حيث استمرت في تقديم الفحص والعلاج لمَن يحتاجه. كما أشار بيان المنظمة إلى أن مصر تمكنت من مِيكنة قواعد بيانات المرضى وإجراء أكبر مسح لفيروس “سي” والأمراض غير السارية التي عرفتها الأُمم في عامي 2018 و2019، وهو ما تم إنجازه ضمن حملة المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة”.
إلا أن الأهم في تطور الشقيقة مصر، هو الوحدة الأنموذج لقيادتها السياسية مع شعبها العظيم، وتطلعاتهما الموحَدة لخدمة الدولة والأمة، والتنفيذ الفوري لكل الخطط والمشاريع التنموية بجهود لا تتوقف وإدراك تام لأهميتها، تفعيلًا لمرامي القيادة السياسية المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أكد أن مصر تشهد تطويرًا كبيرًا، إذ يُمثّل افتتاح العاصمة الإدارية الجديدة، “إعلانًا لجمهورية جديدة وميلاد دولة جديدة”.
في العواصم العربية يُعظّمون همَّة القيادة السياسية المصرية والشعب المصري الجبار والرائع، الذي أثبت للمَعْمُورة كلها أنه الشعب الأكثر صبرًا والأصدق عزمًا والأشد يقيئًا بدولته ومؤسساته الوطنية.. وها هو يؤكد أيضًا لجميع ساكني كوكبنا صحة اختياراته وقدراته على صُنع المستحيل وهزيمة التحديات مهما بدت جسيمة. وتعليقًا على ذلك، أبرز الدكتور صلاح حسن، أستاذ الاقتصاد بجامعة جورج واشنطن الأمريكية وشدّد على أن مصر مصنّفة ضمن أكثر 5 دول من حيث مقياس الازدهار الاقتصادي في ظل ركود في بعض البلدان بسبب كورونا، مُبينًا أن التقييم جاء بناءً على تقارير صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، خاصة بعد ارتفاع معدلات النمو في مصر ونجاحها في منح الاقتصاد المصري قدرًا كبيرًا من المرونة، انعكس في تحقيق معدلات نمو إيجابية عام 2019 – 2020 بلغت 3.6%، بما يجعل مصر الشقيقة الكبرى إحدى الدول المحدودة التي تحقق نموًا موجبًا، بل تسجل ثالث أعلى معدل نمو عالمي يستمر إلى الآن.