من غير المقبول ان يتحول حكم أمريكا للعالم من سياسات تقوم على حلول منطقية وأحكام تقوم على القانون الدولي وسيادته، إلى نماذج سياسية تفرض بالقوة الجبرية وحلول تقر عبر نماذج عسكرية، كما من غير المنصف أن يتم تغليب مكيال العدالة حسب اهواء انتخابية ومصالح تكال عبر ميزان أثنى او ايديولوجي او حتى صهيوني كما يقف عليه أحداث الشرق الأوسط من حال، هذا ما بينه الإجماع العالمي باجتماع الجمعية العمومية عندما “رفض نموذج نتنياهو” فى الحكم الذى يشكل نموذج أمريكي قادم لحكم العالم والذى يقوم على فرض الحلول العسكرية بالإذعان وفرض القرارات الأحادية بالإكراه.
وهذا ما جعل العالم أجمع ينسحب من الجمعية العمومية احتجاجا على هذه السياسات وليس حبا بفلسطين فحسب، وهو ما يستوجب على أمريكا أن لا تختبىء خلف الإصبع الاسرائيلي وهي تقوم بتنفيذ هذه السياسات لأنها مكشوفة ومعروفة، الأمر الذي من شأنه أن يزيد حالة الاحتقان فى العالم أجمع وليس فى الشرق الاوسط فقط، ويجعل من امريكا دوله غير مقبولة وسياساتها محط استهجان وظلها غير مرحب به لا بالأوساط الرسمية ولا بالمحافل الدولية.
وهذا ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند التعاطي مع قضايا التطرف التى تقوم على الاغتيال لقادة لم تصدر بحقهم قرارات إدانة من الجنائية الدولية أمثال نتنياهو وغالانت اخرين مدانين بجريمة التطرف امثال سمورترش وبن غفير وكاتس وهم جميعا وزراء في حكومة التطرف الإسرائيلية، بينما يتم تبرير الفعل الإجرامي بتصفية هنيه وشكر ونصرالله بقرار اغتيال مركزى صادر عن البيت الأبيض كما يتم حصار وتجويع الشعب الفلسطيني في غزة لتهجيرهم ومضايقة أهل القدس والضفة الغربية لترحيلهم من قبل الخارجيه الامريكيه باستخدام مبررات لا يقبلها منطق ودوافع ولا يصوغها عقل.
وهذا ما سيجعل من السياسه الامريكيه محط ريبة وعنوان استهجان لعدم احترامها للقانون الذي وضعته هى ودول المركز للنظام الدولى وعدم التزامها للقيم التى تدعي الإيمان فيها وتقوم على نشر فضائلها، وهذا ما يجعل من أصحاب الرأي ممن يحملون النهج الليبرالي يرفضون هذه السياسة و يستهجنون ممارساتها من قبل الإدارة الأمريكية التي أخذت تجافى الصواب فى تطبيق هكذا سياسات لاسيما مع الشرق الأوسط وقضيته المركزية التي يتم التعاطي معها وكأنها (نقله حصمه) يمكن نقلها الى ايا من دول الجوار، ويتم التعامل مع الشعب الفلسطيني وكأنه يستجدي مكان يستظل فيه و يتوق للعيش على حساب فلسطين التى تعتبر عنوان كرامته وعنوان نضاله ونسي او تناسى هؤلاء أن الشعب الفلسطيني لن يقبل إلا فلسطين التي تعرفه ويعرفها، وإن نضالات الشعب لم تكن فقط من أجل هويته المتأصلة في وجدانه بل كانت من أجل عودته الى دياره التي بها وليس غيرها كبرياؤه وعنفوانه.
وحتى يفهم من يريد ان يفهم كيف يفكر جموع الشعب الفلسطيني على تنوعهم السياسي، وكيف يفكر قادته من أصحاب الرأي، ومن هم من أصحاب العقد والربط في قضيته التي يعرف أنصارها من طريقة الاصطفاف تماما كما يقوم عليه حال الملك عبدالله فى منطوق البيان والنهج الموصول الذي اقترن اقواله بافعال، وليس كما تعرف فلسطين داعميها من أليه الوقوف وليس من تصريحاتهم فقط، لهذا اقول ان فلسطين تعرف من يقف معها جيدا وبركات بيت المقدس تعلم أين تظل مداها لتظلل من ضحى من اجل هواها … وهنا نضع نقطه لنكتب من أول السطر جملة علها تكون مفيدة للجميع، لن تترك غزة هاشم للأسرله ! وهذا ما يجب أن يكون معلوم، كما لن تترك القدس والاقصى بوصايتها الهاشمية للتهويد ! وهذا ما يجب ان يكون مفهوم، كما لن يسمح بضم الضفة الغربية أو محاولة فصلها عن خاصرتها الشرقية ومحاولة تهجير اهلها ! لانها لن تكون إلا عربية بعمقها وفلسطينيه بهويتها و “الدنيا اطول من اهلها”، وعلى أمريكا أن تعلم أن حكم البسطار مرفوض.