عقدت “مبادرة نون للكتاب في مكتبة عبد الحميد شومان، جبل عمّان، مساء يوم السبت الموافق (٢٨ أيلول/ سبتمبر ٢٠٢٤)،
جلستها الثانية والعشرين التي استضافت فيها القاصة الكويتية المختصة في أدب الأطفال: أمل الرندي، وناقشت مجموعة من قصصها. قدمت القاصة فاتن شحادة المشاركين الرئيسيين وملخصا للقصص. أدار المناقشة الناقد أسيد الحوتري.
قبل بدء المناقشة، عرض الناقد الأستاذ محمد جمال عمرو قراءة نقدية للقصص المختارة، وركز على حجم القصة، وأبعادها، وطريقة عرض النص والرسوم، وعلى الملمس الخارجي للغلاف من حيث بروز الكلمات التي تخاطب حاسة اللمس عند الأطفال، وأشار إلى طبيعة الرسوم وأنها تختلف من حيث الاهتمام والاعتناء بالتفاصيل باختلاف الفئة العمرية فكلما كانت الفئة العمرية أصغر كلما وجب الابتعاد عن التفاصيل وكلما لزم أن تكون الرسوم أكبر حجما. وركز على ضرورة ذكر الفئة العمرية المستهدفة على غلاف القصة.
.
ناقشت المبادرة أربع قصص من تأليف الرندي وهي: “طعام أمي اللذيذ”، “مفاجأة أبي”، “يا وطن لك من يحبك”، و”أجمل عقاب”.
أما محاور النقاش فقد بدأت بوظيفة وتقييم لعتبات النص: أكد الحضور على أن عناوين القصص جاذبة ومثيرة للفضول، وأن الرسومات شارحة وموضحة للنص، وأن العناوين الفرعية ساهمت في تركيز الطفل على تسلسل الأحداث، وأن الأسئلة والنشاطات في آخر القصص خلقت نصوصا تفاعلية أخرجت الطفل من دائرة التلقي إلى دائرة المشاركة.
.
المحور الثاني دار حول العلاقة بين المتعة والفائدة في القصص المختارة، وخلص الحضور إلى أن المتعة كانت أكبر في قصتي “مفاجأة أبي” و”أجمل عقاب” أما بالنسبة لقصة “طعام أمي اللذيذ” فتساوت المتعة والفائدة فيها لكون هذ القصة وسيلة تعليمية من وسائل حملة “إقرأ وتذوق” التثقيفية. وهذا ينطبق بشكل أو بآخر على قصة “يا وطن لك من يحبك” حيث ركزت القاصة على تقديم نماذج من المثقفين والمبدعين الكويتيين.
.
أما المحور الثالث والأخير فقد كان عن القواعد العامة للكتابة للطفل من خلال القصص الأربعة المختارة. استنتج المناقشون أن القاعدة الأعلى تكمن في تقديم نص ينسجم مع الفئة العمرية المستهدفة من حيث اللغة، وحجم الخط، وطول الجمل، والرسوم. ثانيا: التكثيف، فقصة الطفل قصة قصيرة تقوم على الاختصار في الأحداث والاقتصار على شخصيات قليلة، ضمن زمان قصير، ومكان واحد أو أمكنة محدودة. ثالثا: الامتاع، ويكون ذلك عبر الثيمة الشيقة والرسوم والإخراج والنشاطات التفاعلية. رابعا: الفائدة، وهي الدروس والعبر غير المباشرة التي يخرج بها الطفل من النص والتي تساهم في التربية والتعليم.
بعد نهاية المناقشة، تحدثت الكاتبة عن مبادرتها: “مبادرة أصدقاء المكتبة” على المستوى المحلي والعربي التي أطلقتها عام (٢٠١٨)، وحملتها “اقرأ وتذوق” التي تعزز ثقافة الطفل وصحته. رافق الحديث عرض مقاطع “فيديو” توضيحية.
هذا وقد تخلل الفعالية ثلاث فواصل شعرية قدمها شاعر الطفولة العربية الأستاذ محمد جمال عمرو.
في نهاية المناقشة تم التوجه بالشكر لكل من شارك وساهم في إنجاح هذه الفعالية الأدبية وعلى رأسهم مؤسسة عبد الحميد شومان.
.