الاستحواذ على شركات الاغذية الوطنية.. أين صندوق استثمار أموال الضمان من ‏منظومة الأمن الغذائي؟

 محمد سبتي ‏

 

استحواذ شركة المراعي السعودية على شركة حمودة للصناعات الغذائية، فرضت الكثير من ‏علامات الاستفهام، والجدل الواسع حول استحواذ شركات عربية على شركات غذائية محلية، ‏خاصة عندما تصبح ظاهرة شائعة.‏

 

فقبلها استحوذت شركات عربية على  شركتين اردنيتين كانتا تعدان من أكبر الشركات ‏الغذائية احداها لبيع اللحوم، والاخرى لبيع المنتجات الغذائية المتنوعة، وهنا نطرح سؤالا الا ‏تعتبر تلك الشركات ضمن قائمة المؤسسات الهامة جدا في البلاد؟ الا يجب ان تتدخل الدولة ‏لوقف نزيف شركات الاغذية التي تندرج ضمن منظومة الامن الغذائي الأردني ، التي تعتبر ‏جزء لا يتجزأ من الامن الوطني. ‏

فقبل ان تلجأ تلك الشركات المحلية لمستثمرين عرب او اجانب، لماذا لا يتدخل صندوق  ‏استثمار اموال الضمان الاجتماعي الذي من اهم اهدافه حماية المواطنين اجتماعياً ‏واقتصادياً، يتدخل في الاستحواذ على تلك الشركات او الحصول على حصة فيها، ‏ومساعدتها في اعادة تدوير عجلة الانتاج، بهدف الحفاظ على الشركات الوطنية، بالتالي ‏على الامن الغذائي، وعلى مصلحة المواطنين سواء كانوا اصحاب الشركة او المساهمين ‏فيها او حتى المستهلكين.‏

وبالحديث عن الربح والخسارة فان شركات الاغذية تعتبر من القطاعات الواعدة التي لا ‏تخسر في ظل ادارة سليمة، واستراتيجية واضحة في التسويق، ومتابعة حثيثة، وتحقق ارباحا ‏كبيرة، لهذا فان الاستثمار فيها ليس له اي مخاطر اقتصادية، يمكن ان تؤثر على الاداء ‏المالي لصندوق الضمان الاجتماعي.  ‏

 


وفي السياق كتب المحلل الاقتصادي وجدي مخامرة عبر الفيسبوك يقول:”على هامش ‏استحواذ شركة المراعي على شركة حمودة الأردنية، فانني اطرح السوال التالي، لماذا لم يقم ‏صندوق استثمار الضمان الاجتماعي بالاستحواذ على هذة الشركة او اخذ حصة من هذه ‏الصفقة؟

 

 

واضاف مخامرة ، هذه الشركة تندرج تحت منظومة الامن الغذائي الأردني  وكان من ‏مصلحة صندوق استثمار الضمان الاجتماعي  الاستحواذ عليها وتعيين شركة مثل شركة ‏المراعي لأدارتها. لا بد ان يفكر الصندوق خارج الصندوق ويبدا بالاستحواذ على شركات ‏واعدة التي تحقق دخل كبير  بمفردة او مع شركات إقليمية عندها توجة للاستثمار في ‏الاردن. ‏
وختم منشوره بالقول الصندوق ما زال بعيدا عن التفكير بالاستثمار في القطاعات الواعدة ‏وعلية ترك التفكير التقليدي والتحفظ في قراراتة الاستثمارية.‏

 

لا يجب ان نغفل ان استحواذ الشركات العربية والاجنبيةعلى شركات غذائية محلية، يساعد ‏الاولى على وضع يدها على الموارد محلية، مثل المكونات الزراعية، وهذا ايضا يشكل خطر ‏كبير على الامن الغذائي، هذا بالاضافة الى تحكم شركات غير وطنية في اطر المنافسة ‏والاسعار، كحالة شركة المراعي التي كانت حصتها السوقية  في الاردن عبر شركة “الطيبة” ‏أكثر من 30 % قبل الاستحواذ على شركة حمودة والتي تمتلك ايضا امكانيات كبيرة وتضع ‏يدها على حصة ضخمة من الاسواق، فالان كما اصبحت حصة شركة المراعي من الاسواق ‏الاردنية؟

 

ويمكن ان يؤدي الاستحواذ الى تغيير في هيكل العمالة، سواء بتقليص الوظائف، او ‏استبدال الموظفين، وهذا سيؤثر سلبا على شريحة كبيرة من الموظفين، كما يمكن أن تؤثر ‏على الهوية الوطنية للمنتجات الغذائية المحلية، فشركة حمودة التي تأسست عام 1987 ‏وتربى الاردنيون على منتجاتها جيل بعد جيل، اصبحت ليست اردنية … ‏