فادي السمردلي يكتب : طوفان الأقصى ملحمة صمود

في يوم 7 أكتوبر 2023، اشتعلت معركة “طوفان الأقصى”، لتسجل واحدة من أبرز اللحظات في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وتصبح ذكرى ملحمية عميقة في وجدان كل فلسطيني وعربي وفي هذا اليوم، شهد العالم هجمة جديدة من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر، الذي يعيش تحت وطأة الحصار والقصف منذ سنوات، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة، حيث رد الفلسطينيون بصلابة وبأس عظيمين، سطروا خلالها ملحمة بطولية أمام آلة الحرب الإسرائيلية فهذه المعركة كانت جزءًا من مسار طويل من المقاومة، لكنها جسدت في هذا اليوم خصوصية غير مسبوقة من حيث التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني، وما أظهره من صمود وقدرة على التحدي رغم كل الظروف القاهرة.

 

 

لقد ارتبط 7 أكتوبر بالذكرى الأولى لمجزرة كبرى ارتكبتها القوات الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث استهدف العدوان الممنهج المدنيين الأبرياء دون تمييز، مما أدى إلى سقوط آلاف  الشهداء والجرحى وهذه المجازر لم تكن جديدة على الذاكرة الفلسطينية، لكنها تركت أثرًا عميقًا ليس فقط بسبب حجم الإبادة التي نفذتها إسرائيل، ولكن أيضًا بسبب عظمة الرد الفلسطيني الذي لم يتأخر لحظة في الدفاع عن الأقصى والأرض والمقدسات فسكان غزة، المحاصرون والمنهكون من سنوات من القصف والتدمير، أثبتوا في هذا اليوم أنهم قادرون على الوقوف في وجه الطغيان، وأرسلوا رسالة واضحة للعالم: “إننا شعب لا يُهزم، ومهما كان الثمن، سنواصل النضال حتى الحرية.”
الـ 7 من أكتوبر أصبح علامة فارقة في الوعي الجمعي الفلسطيني والعالمي، حيث تحول إلى رمز لانتصار المظلوم على الظالم، يوم تتجلى فيه الحقائق بوضوح. الفلسطينيون، رغم ما يواجهونه من عدوان وحصار، أثبتوا في هذا اليوم أنهم يمتلكون روحاً لا تقهر. كانت الرسالة إلى المحتل الإسرائيلي والعالم أجمع هي أن المقاومة ليست مجرد ردة فعل على الاعتداءات، بل هي خيار وواجب لحماية الأرض والعرض والكرامة. ما حدث في 7 أكتوبر كان بمثابة تأكيد على أن الشعب الفلسطيني، رغم عقود القهر والتشريد، لن ينكسر أو يتراجع، وأن كل محاولات التصفية والإبادة ستفشل أمام إرادة هذا الشعب الأبيّ.

 

 

هذا اليوم ليس فقط ذكرى للدماء التي سفكت بيد الاحتلال، لكنه أيضًا يوم يفتخر به كل عربي وفلسطيني بما صنعه الأبطال فلقد واجهوا بأرواحهم ودفاعهم المستميت قوة عسكرية تعتبر من الأشد فتكاً في العالم.
 إن البسالة التي أظهرها المقاومون والشعب في غزة في هذا اليوم أعادت تعريف مفهوم المقاومة ففي نظر الفلسطينيين، لم يعد 7 أكتوبر مجرد يوم في تقويم الأحداث المأساوية، بل أصبح فخراً ووساماً يعلق على صدر كل من دافع عن الحق، ورمزاً للصمود والتضحية التي لا تمحى من الذاكرة.
على الجانب الآخر، كان لهذا اليوم تأثير كبير على الوعي الإسرائيلي، حيث تحول 7 أكتوبر إلى ذكرى مريرة في سجل العدوان الصهيوني. لقد أظهرت الأحداث في هذا اليوم فشل استراتيجيات إسرائيل العسكرية والسياسية، حيث لم تتمكن من تحقيق أهدافها بالرغم من الوحشية التي استخدمتها. إنه يوم سيظل محفوراً في ذاكرة الصهاينة كدرس قاسٍ بأن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لقهر إرادة الشعوب المطالبة بحريتها وكرامتها.
في ختام هذه الذكرى العظيمة، ندعو الله أن ينصر الشعب الفلسطيني على قوى الاحتلال والظلم، وأن يكون 7 أكتوبر بداية لنهاية الاحتلال وبداية لمرحلة جديدة من الحرية والاستقلال. إن الأبطال الذين سطروا ملاحم البطولة في معركة طوفان الأقصى سيظلون رموزاً نستلهم منهم الصبر والصمود حتى التحرير الكامل. نسأل الله أن يثبت أقدامهم، وأن يمدهم بالقوة والإرادة لتحقيق النصر القريب بإذنه تعالى فالهوية الفلسطينية راسخة على أرضها بهمة الابطال الشرفاء الذين لا يقبلون الا بهوية فلسطينية لا يشوبها شائبة فرجال المقاومة اقسمت أن لا أرض لهم الا فلسطين ..لا يقبلون الهجرة ولا التهجير..رابضين على أرضهم إما النصر أو الشهادة