صدر في عمان عن داري هبة وعصور ناشرون وموزعون كتاب “الأسرى قضية وطن” للناقد والكاتب سليم النجار والكاتبة الفلسطينية غصون غانم وهو التعاون الأول بينهما، جاء الكتاب في ١٦٦ صفحة من القطع المتوسط ليسجل التجربة الشخصية والنضالية لهؤلاء الأسرى الذين نجوا بأعجوبة من محاولات اغتيالهم اليومية بدنيا ونفسيا ومعنويا في سجون الاحتلال الصهيوني الذي فاقت قسوة سجونه قسوة فقد الأم أو الأب.
في كتاب “الأسرى قضية وطن” كان للأسيرات الفلسطينيات حضور مؤلم، فمنهن من أسرت طفلة صغيرة ومنهن من قضت خلف القضبان وما زال جسدها ينوب عن روحها في السجن ومنهن من تحرر دون أن تتحرر الأرض فخرجن للبحث عن حلم الحرية من جديد وحتى لو كان الثمن العودة إلى غيابة السجن مرة أخرى، وبعضهن لم يعرف من الحرية سوى بعض النسائم التي تهب أحيانا إلى محبسهن، ولكنهن جميعا قدموا أنفسهن كشهيدات أحياء في سبيل تحرير فلسطين.
وبالفعل الأسرى قضية وطن كما جاء في غلاف الكتاب على لسان الروائي سعيد الصالحي “لقد خلقت القضية قضايا فرعية أخرى تتشابك جميعها وتتداخل لتزيد من تعقيد قضيتنا الأساسية كقضية اللاجئين وأملاك الغائبين وعلى رأس هذه القضايا قضية الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال”.
أما الأسرى من الرجال فكان لشهاداتهم في الكتاب قصص تصلح لأن تكون أعمالا تلفزيونية لما حملته من الرعب والدراما والصبر على الألم وفي قليل من الأحيان لم تغب الكوميديا في بعض المشاهد على شكل سخرية من السجان الصهيوني.
كتاب “الأسرى قضية وطن” يأتي استمرارا لما بدأه الناقد سليم النجار منذ عقدين من الزمن في تسليط الضوء على هذه الفئة من ابناء الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي يحاول فيه الاحتلال الصهيوني طمس وجودها وتغييبها، كتاب “الأسرى قضية وطن” يعيد قضية الأسرى إلى الواجهة من جديد كقضية انسانية في المقام الأول وفي المقامات الأخرى تأتي باقي النعوت.