قاتل القادة حتّى الرمق الأخير، قاتلوا عن قناعة ومبدأ، وسطّر رجال الأرض بطولات فرديّة كثيرة، لكن الاستراتيجيات الكُبرى كانت أكبر من استعداداتهم وقراءأتهم، والمصالح الكُبرى لا تأبه بالدماء والشهادة. لا الأمّة اقتنعت بالقتال الى جانبهم، ولا حلفاؤهم فتحوا الحرب كما اعتقدوا، بل آثروا التفاوض والتمهيد للجلوس على طاولة اليوم التالي. سيقول #نتنياهو إنّه انتصر بقتل أبرز القادة، وقد يعلن انتهاء الحرب، وسيهلل له العالم. انتهت مبررات الحرب، ويبقى التفاوض، بانتظار انتقال الاحتلال الى ضرب دولة أخرى هذا العام أو بعد أعوام ، أو الى مفاوضات أخرى تقضمُ جزءًا جديدًا من فلسطين. ما الفرق بين يحيى السنوار اليوم، وعبد القادر الحسيني بالأمس؟ الاثنان آمنا بالانتصار على المُحتل، والاثنان خذلهما الأقربون، والاثنان لم يُدركا ان مصالح الأعداء والحلفاء أكبر من الأحلام والمباديء. لنتذكّر أنّه بعد سنوات على اغتيال قائد الحركة الوطنية #كمال_جنبلاط الذي حلم بتغيير وجه لُبنان، اكتشف العالم أن الرئيس السوري حافظ الأسد كان في أوج تفاوضه مع #نيكسون و #كيسنجر…. فماذا سنكتشف بعد حين؟ من يفاوض من؟
سامي كليب