ناديه ابراهيم نوري
هالني ما قرأت وسمعت؛ فقد نشر أحد الشباب مقطع فيديو يشرح فيه طريقة سرقة الواي فاي! ازدادت دهشتي عندما انتقدت هذا السلوك أمام مجموعة من الناس من مختلف الأعمار، شباب وكبار في السن، فوجدت أن بعضهم يعرف الطريقة بل يستغلها. بل قال أحدهم بكل صراحة إنه يسرق من أكثر من مصدر وأكثر من جار. وعندما سألته: “أليست السرقة حرامًا؟” أجاب: “طبعًا، أعوذ بالله من السرقة!” فقلت له: “أليس الواي فاي خدمة مدفوعة؟” قال: “نعم.” فقلت له: “أليس عندما تنتهي الباقة يضطر صاحبها لدفع المال؟” قال: “أكيد.” فقلت له: “إذًا ما الفرق بين أن تسرق باقة الإنترنت من جارك وبين أن تضع يدك في جيبه وتسرق ماله؟” فصمت وكأنه لم يصدق ما أقول، وكأن سرقة الواي فاي ليست سرقة وليست حرامًا!
الأمر الأكثر إيلامًا هو انتشار مقاطع فيديو كثيرة تنشر أفكارًا سلبية بعيدة عن الدين والمبادئ. فهناك فيديوهات تعلم السرقة، وليس فيديو واحدًا، بل أيضًا فيديوهات ترشد إلى طرق اختراق تطبيقات مثل الواتساب وقراءة أسرار الناس، والدين يقول: “ولا تجسسوا”. من منا لا يملك صديقًا يفتح له قلبه عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويخبره بأسراره؟ وليس من حق أي أحد أن يطلع على تلك الأسرار أو يشاهد الصور الخاصة دون إذن.
والأغرب من ذلك، أن هناك فيديوهات منتشرة تعلم كيفية اختراق الحسابات. ما الذي أوصلنا إليه في وقتنا الحاضر من تدهور في الأخلاق وانحلال في المبادئ والقيم؟
كل شيء في الدنيا له وجهان: جانب إيجابي وجانب سلبي. الموبايل والإنترنت اختراع جميل وتكنولوجيا رائعة فتحت مجالات العمل لكثير من الناس، وقربت المسافات بين الأسر والأصدقاء عبر القارات، وأدخلت السعادة إلى القلوب. ولكن ضعاف النفوس وعديمي الإيمان استعانوا بأفكار شيطانية لبث أفكار تهدف إلى هدم المبادئ والأخلاق والقيم، وبالتالي إفساد الأجيال والمجتمع.
والأغرب من ذلك، أن الجميع يرى ويسمع ويسكت. البعض يقول: “لا شأن لي، أنا لن أصلح الكون، علي بنفسي وأسرتي فقط.” وهو لا يعلم ما يحدث داخل بيته. والبعض يقول: “دع الخلق للخالق”، وهو أول الفاسدين. وآخرون لم يلاحظوا هذا الانحدار الأخلاقي. لذلك، أرسل كلماتي اليوم كدعوة لمراجعة أنفسنا ورسم خطوط عريضة لأنفسنا وأسرنا، وخاصة لأطفالنا. علينا أن نعود إلى تعاليم الدين، ونؤكد على المبادئ والقيم والأخلاق.