مع ارتفاع طلبات الحصول على بطاقة التصويت البريدي فى الولايات الأمريكية المنقسمه سياسيا بين زرقاء وحمراء، ووصول طالبات الحصول على البطاقات البريدية إلى 47 مليون ورقة، تكون ثقافة التصويت البريدي قد اخذت حيز كبير فى المجمع الانتخابي الأمريكي، وهو مستجد يشير من حال مضمونه لارتفاع نسبة التصويت إلى مستويات أعلى من تلك التي كانت عليها الانتخابات الرئاسية الماضية، هذا إضافة إلى وصول معدلات حالة التصويت المبكر الى حوالى 20 مليون صوت، وهو ما يعني أن الانتخابات الأمريكية قد تحسم في اليوم الأول من نوفمبر القادم موعد اغلاق صناديق التصويت المبكر، أي قبل بدء عملية التصويت الرسمي في الخامس من نوفمبر القادم.
وبهذا تكون معظم الولايات قد حسمت أمر لونها فى البيان ان كان سيكون تجاه المعسكر الأزرق الذي معقله كاليفورنيا أو أنه سيذهب تجاه المعسكر الأحمر الذى مركزه تكساس، وما بين نقاط الاستقطاب المركزية تحتدم حالة الاستقطاب فى الولايات المتأرجحة السبعة التى يبدوا أن أربعة منها حسمت أمرها لصالح كامالا هاريس، وهي ولايات ويسكونسن و ميشيغان وبنسلفانيا ونيفادا وفى مقابل نورث كارولينا وجورجيا تتجه نحو دونالد ترامب، بينما لم توضح اريزونا خيارها بعد حيث راحت استطلاعات الرأي تتباين باختيار لون هذه الولاية وهذا ما يدل فى بيان الأصوات البريدية كما الاصوات المبكرة أن كامالا هاريس هي الرئيسة الـ 47 للولايات المتحدة لكن بنسب ضئيلة لا تتجاوز 2% من مجموع الأصوات، وهذا ما يبقي الانتخابات محتدمة.
وفى هذه الاثناء يدخل الرئيس السابق باراك اوباما زعيم تيار التجديد والمواطنة في الحزب الديموقراطي الأمريكي مناصرا لهاريس بكل قوه بهدف استمالة الرجال وحثهم على انتخاب هاريس ترسيخا لثقافة المواطنة التي يقودها والتي أخفقت فى بيانها من قبل هيلاري كلينتون، وهذا ما جعل معظم الأنظار تتجه على اوباما زعيم الحزب الديمقراطي كما تتجه صوب الون ماسك الذى راح لدعم حملة دونالد ترامب بواقع مليون دولار يوميا ليدخل لحلبة السباق الرئاسي على اعتباره زعيم ل “تيار الكريبتو”، وهى تحمل عناوين العملة الرقمية الجديدة وان كان حجم تبرعاته لا تقارن بمقدار الدعم الكبير الذي تتلقاه هاريس من داعميها والذى وصل خلال عشرين يوم فقط الى مليار دولار.
صحيح أن عمق الدولة يقف مع هاريس كما يقف معها الناتو فى البعد الداعم المحيط، لكن ما هو صحيح ايضا ان ترامب جاء من خارج الصندوق ويريد نسج صندوق جديد يتناسب مع منهجية عمله، وقد حاول نسج خيوطه بالسابق بعد اختراقه للبيت الأبيض في الانتخابات التي تفوق بها على هيلاري كلينتون في حينها، لكنه لفظ في النهاية فان عاد من جديد ربما يفعل وهو ما سيغير بطريقه البيان الأمريكية، وهو ما يشكل مضمون تحدي رسالته … وأما كامالا هاريس فهى تشكل امل المرأة الأمريكية بتحقيق المساواة، وهذا ما يجعلها تواجه تحدي كبير كونه يندرج في إطار ترسيخ مفهوم المواطنة وثقافة القبول فى داخل المجتمع الامريكي، الامر الذي يجعلها تجسد حالة جديدة إذا ما تم اختيارها كأول امرأة في البيت الأبيض، وهو ما يشكل عنوان تحدي مقابل لترامب بالنموذج العرقي، وهو ما يدخل الجميع في طور بيان حول ماهية المكتب البيضاوي 47.