“سنهزمهم حتى لو كان الله معهم”.. ما دلالة تصريح نتنياهو المملوء غرورا وكبرا؟ كيف تبدو المعركة الكبرى الآن بين المقاومة والكيان؟ وجهتا نظر متطرفتان

 محمود القيعي:

ما دلالة تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخير عن المقاومة: “سنهزمهم حتي لو كان الله معهم”؟

وكيف تبدو المعركة الكبرى التي تدور رحاها الآن بين المقاومة الشريفة والكيان الغاصب؟

ومتى تضع الحرب أوزارها؟

أسئلة تفرض نفسها ، وسارع المحللون لتقديم إجابات عنها.

السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق قال إنه سمع نتنياهو بأذنه ورآه بعينه وهو يقول عن المقاومة باللغة الانجليزية ما نصه: “سنهزمهم حتي لو كان الله معهم”.

وأضاف السفير مرسي أن فرعون وطغاة آخرين قالوها من قبلُ فأذاقهم الله الهوان والعذاب مرتين.

تصريح نتنياهو- المملوء غرورا وكبرا- اعتبره الكثيرون بشارة على قرب هزيمته المدوية، مشيرين إلى أنه مؤشر على شعوره النفسي بالهزيمة.

من جهته يرى د.عاصم الدسوقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر أنه ما دام لا يوجد تأييد من الأنظمة العربية لحماس، فإن المعادلة الظالمة ستظل كما هي على الأقل في المستقبل القريب.

ويضيف لـ”رأي اليوم” :” يجب أن ننتبه دائما إلى أن معظم الدول العربية المحيطة لديها علاقات تطبيع مع إسرائيل”.

ويحذر الدكتور” الدسوقي” من أن المسألة في الأيام الأخيرة أخذت طابعا طائفيا لعبت عليه ولا تزال الولايات المتحدة الأمريكية وتابعوها.

ويؤكد أن المخطط الطائفي قديم وهو أمريكي صهيوني في الأساس ويهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية للوصول إلى شرق أوسط جديد بقيادة إسرائيل الساعية إلى إعلان أنها دولة يهودية.

وردا على سؤال: إلى متى سيظل الوضع الحالي؟

أجاب “الدسوقي”: لا أحد يعلم ماذا يحدث غدا، لاسيما أن الشعوب العربية لا تزال مغلوبة على أمرها.

واختتم مؤكدا أن إسرائيل لم تحقق النصر إلى الآن وبعد كل ما جرى من إبادة إجرامية، بل تتلقى الضربات الموجعة على يد المقاومة كل يوم.

من جانبه يصف الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين رئيس تحرير صحيفة الشعب هذه الأيام بأنها فاصلة وحاسمة، لافتا إلى أن الأمور مطمئنة حتى الآن لصالح المقاومة لاسيما في لبنان التي أصبحت بؤرة الصراع مع العدو الصهيوني، مشيدا بقدرات حزب الله الحربية.

ويضيف أن المعركة حول لبنان حاسمة بالنسبة للطرفين، مشيرا إلى أن هزيمة إسرائيل في الجنوب واضحة حتى الآن، لافتا إلى أنها لم تتقدم كيلو متر مربع في أكثر من ثلاثة أسابيع، ولم تستول على قرية واحدة.

في ذات السياق يقول السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن هناك وجهتي نظر متطرفتين بشأن الأحداث الجسام: الأولى اليائسة التي لاتري سوي الهيمنة والتفوق الإسرائيلي مدعوما بالقوة الأمريكية والغربية، والثانية الحالمة التي لا تري سوي إنجازات المقاومة وقرب انهيار المشروع الصهيوني.

ويضيف أن من لايري التفوق العلمي والتكنولوجي والعسكري الإسرائيلي / الأمريكي، والتخاذل والفرقة وغياب الرؤية وتغييب الشعوب في الجانب العربي، فإنه يخدع نفسه، ولايمارس الحد الأدني من إدراك الحقيقة والاعتراف بالواقع إذا كان جادا في تغييره يوما ما، لافتا إلى أن من يتصور أن التفوق الإسرائيلي / الأمريكي قدر حتمي وواقع أبديا لن يتغير، وأن أحوالنا البائسة وتخلفنا العلمي والتكنولوجي سيظل قائما لأجيال قادمة، فإنه يظلم نفسه ويظلم الحق والعدل ويستسلم لمنطق وقوة الغاصب المعتدي، ويغفل عن مسيرة التاريخ الذي لايعرف سيادة قوة واحدة إلي الأبد.

وأضاف أننا ربما لن نشهد تغييرات جذرية في جيلنا أو سنواتنا القليلة المقبلة، ولكن الأيام دول، لافتا إلى أن أحلك ساعات الليل والظلام هي التي تسبق الفجر مباشرة.

ودعا العشماوي إلى دراسة وإدراك أسباب ضعفنا وتخلفنا وتخاذلنا، والتمسك في ذات الوقت بالأمل في المستقبل، بقدر تمسكنا بأن الحق والعدل في جانبنا.

في ذات السياق يقول الأكاديمي المصري د. يحيى القزاز إن المقاومة لا تُهزم فى أوطانها، بل سيكون النصر حليفها لامتلاكها الحق وعزيمة الدفاع عنه، وسيخسر العملاء والمتواطئون رهانهم.

وأضاف أن المقاومة هى معركة طويلة الأجل ضد المحتل الصهيونى بدأت منذ 76 عاما وها هى تشتد.. قد تتقهقر وقد تغيب لكنها لا تموت بل تخرج كالعنقاء من الرماد.

وأردف قائلا: “كلنا مع المقاومة”.