الاعلامية بيان مقبل: الإعلامية بيان مقبل في حوار خاص مع الفنانة المصرية هالة أنور ” تميز دائم وإبداع لا ينتهي “

حوار / الإعلامية بيان مقبل

تعتبر الفنانة المصرية هالة أنور من الفنانات اللواتي يتميزن بإمكانيات تمثيلية مختلفة ونادرة ، ومن الفنانات اللواتي تقدمن شخصياتهن الفنية بطريقةٍ حقيقة وآداء متوازن ، وبلحظاتٍ بسيطة تستطيع أن تسرق الأضواء بكل سلاسة .

هالة أنور اسم لنجمة حقيقية لن تتكرر ، فهي صاحبة الحضور الطاغي والمميز ، ولديها القدرة الكبيرة على كيفية استثمار أدواتها التمثيلية لتحفر ظهورها بقلوب مشاهديها وجمهورها .

رحبوا معي بضيفتي في حوارٍ خاص الفنانة القديرة هالة أنور .

أستاذة هالة أهلا ومرحباً بكِ ، في الحقيقة نحن سعداء باستضافة قامة فنية عريقة كقامتك ، حللتِ أهلا …
في البداية أستاذة هالة حدثينا عن شخصيتكِ التي أديتها في مسلسل جودر ، ومن الذي قام بترشيحكِ لتأدية هذا الدور ؟

أهلاً بكِ عزيزتي ، سعيدة جداً بوجودي معكِ في هذا اللقاء الذي سيبقى خالداً في الذاكرة ، وأشكرك جزيل الشكر على اهتمامكِ في الحراك الفني المصري ، في الحقيقة بدأنا في تحضير مسلسل جودر سنة ٢٠٢٢ ، وكنت سعيدة جداً في المشاركة به ، لأن كلمة ألف ليلة وليلة لنا جميعا تحمل من الذكريات الكثير من الجمال والرونق الخاص وتفاصيل كثيرة لا زالت عالقة في الذاكرة ، وهذا ما حيّر الجمهور وأهل الفن ، كيف ستُقدَّم ألف ليلة وليلة ؟ هل ستُقدَّم بشكلها التقليدي الذي تعود عليها الجمهور ، أم بشكلٍ مختلف ؟ فكان هذا الفضول عالقاً في أذهان الجميع ومن بينهم أنا .

وعندما بدأ فريق العمل بتصوير المسلسل سنة ٢٠٢٣ ، لم أكن متواجدة معهم بعد ، وكنت أتمنى أن يكون لي مكاناً بين فريق العمل لحبي الشديد لألف ليلة وليلة ، ولتواجد أسماء عبقرية فنياً وقديرة إنسانياً ، ولتميزه إخراجياً بقيادة المخرج القدير اسلام خيري والذي يعتبر من الشخصيات الراقية جدا ، ويتميز بالموهبة والحرفية العالية والثقافة الاخراجية المتميزة .

ومن حسن حظي كان لي الشرف الكبير بأن أكون متواجدة في هذا الصرح الفني الغير معتاد ، وفي الحقيقة كانت مفاجأة جميلة جداً بالنسبة لي بأنه تم التواصل معي عن طريق مكالمة هاتفية من المخرج اسلام خيري ، ترشحت من خلالها بآداء الدور في هذا العمل ، وكنت سعيدة جدا بهذا الترشيح ، لأنني حلمت وتمنيت أن أشارك في هذا العمل فور قراءتي عنه في بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ، فيما كانت المفاجأة الكبرى بأنني التقيت بعشرة طفولتي وصديقي وأخي الفنان القدير ياسر جلال ، كنت فخورة جداً باستقباله الجميل الذي استقبلني به ، وهذا اللقاء الثاني بيني وبينه ، فقد كان لقاؤنا الأول في مسلسل ظل رجل الذي تم عرضه في سنة ٢٠٢١ .

ماهي المعايير الفنية التي ترينها مناسبة في الشخصيات التي تقدميها وتساعدكِ على انتقاءها ؟

في الواقع ، تختلف المعايير كثيراً في وقتنا الحالي عما كانت منذ زمنٍ طويل ، فمنها الثابت ومنها المتغير .

بالنسبة للمعايير الثابتة ، فهي تعتمد على اختيارنا كفنانين للشخصيات التي تضيف لنا وتضيف للجمهور ، بمعنى أن تكون شخصية تقدم رسالة هادفة وجميلة ، وتقدم روحاً لطيفة للمتلقي ، كالشخصيات التي قدمتها منذ زمنٍ طويل ، فلا زالت عالقة في أذهان الجمهور بتفاصيلها لأنها قُدِّمت بطريقة جميلة وتحمل رسالة هادفة ، وهذا ما نسعى إليه ، أن نقدم شخصيات وأدوار لا تنسى ، أما بالنسبة للمعايير المتغيرة فهي تعتمد على مساحة الدور ، فمنذ زمن كانت المساحات كبيرة نوعاً ما للفنانين في الأعمال الفنية ، ولكن في هذا الوقت بضع من الفنانين يقدمون أدواراً ذات مساحات قليلة وصغيرة ولكنها تترك أثراً وبصمةً قوية لدى المتلقي ، وهذا هو الأهم .

رائع جداً ، لننتقل سوياً أستاذة هالة في الحديث عن انضمامكِ لمسلسل جودر ( ألف ليلة وليلة ) ، كما قلتي لنا هو بمثابة حلم حلمتِ به وبحمد لله تم تحقيقه ، لو أُتيحت الفرصة للفنانة هالة أنور بتقديم هذا النوع من الأعمال ، هل ستقدميها ، أم تكتفين بجودر ؟

في الحقيقة لن يتكرر عملاً فنياً مشابهاً لجودر على الإطلاق ، وذلك لعدة أسباب ، أولا تم تقديمه من أقوى وأضخم شركات الإنتاج الفنية في الوطن العربي وهي ، شركة المتحدة ، شركة أروما وشركة سعدي جوهر ، ثانياً تم ترجمته إلى عدة لغات ومنها اللغة الروسية ، وسعدنا جميعا بهذا ، لأنه كان مختلفاً ومميزاً جداً ، ويعتبر من أضخم انتاجات سلسلة ألف ليلة وليلة في مصر والوطن العربي ، ولا ننسى جمال الديكور والجرافيك الذي تعدى حدود الخيال ، وأود أن أشكر الكاتب أنور عبد المغيث على هذه الكتابة الرائعة والجميلة جدا ، وهذا الإبداع والتميز الذي تم تقديمه لم يكن لولا قلم وفكر الكاتب أنور عبد المغيث ، وأود أيضاً أن أقول بأنني فوجئت بالمناخ العام لفريق العمل ، فقد كان بينهم حالة من الحب الكبير وحالة من التعاون المبهر لإخراج العمل بأبهى صورة ، وهذا ما رأيناه أثناء عرض العمل فقد كان في أجمل صورة وسيبقى خالداً في الذاكرة .

بالفعل سيبقى خالداً في الذاكرة ، وفي الحقيقة كان عملاً فنياً فريداً من نوعه ، لو تحدثنا قليلاً عن الصعوبات التي واجهتها في تقديم الدور ، كما تعلمين بعض من الفنانين يواجهون صعوبات عديدة في تقديمهم للشخصيات ، هل واجهتي هذه الصعوبات أثناء تأدية شخصيتك في العمل وشعرتي بأنها أرهقتكِ ؟

لا بحمد الله لم تواجهني أي صعوبات في الدور ، لأن حالة الحب التي تجمعني في الفن تجعلني دائماً متيقنة وواثقة من تقديم الشخصية التي أؤديها ، وتجعلني في حالة عشقٍ تام للوقوف أمام الكاميرا ، فلم تواجهني صعوبات وعوائق أثناء التصوير ، على العكس كنت في غاية السعادة ، وقمت بتأدية دوري بطريقة سلسة وسهولة ممتنعة ، وبطريقة جاذبة وذلك بشهادة الجميع ، وشهادة فريق العمل .

لننتقل سوياً في الحديث عن قضية مهمة جداً ألا وهي التوازن بين الحجاب ومهنة التمثيل ، أصبحنا من النادر أستاذة هالة أن نشاهد فنانة تلتزم بحجابها تقف أمام الكاميرا وتمارس مهنة التمثيل ، هل تعتقدين بأن الحجاب قد يكون عائقاً بين الفنانة المحجبة وموهبتها ؟

في الواقع لا أعتقد بأن الحجاب قد يكون عائقاً للمواهب مهما كانت ، على العكس تماما ، فهو حرية شخصية في هذه المهنة بالتحديد ، ولكنه يعكس الواقع ، بمعنى لا أعتقد إطلاقاً بأن الفنانة المحجبة ستواجه مشكلة إن مارست التمثيل بحجابها ، ولدينا أعمالاً فنية كثيرة قدمت نجماتها بالحجاب ، أي أن شخصياتهن في الأعمال تطلب الحجاب ، وكثير من المخرجين تفهموا هذه النقطة جيداً وهي بأن أغلب فتيات وسيدات المجتمع المصري يلتزمن بحجابهن ، فنحن ننقل الواقع ، الواقع في الناس ، في الطبيعة ، في المصالح الحكومية ، في البيوت ، فنقل الواقع بكل حذافيره مسؤولية كبيرة.

ووجهة نظري هنا لا تتعلق بالدين أبداً ، على العكس تماماً ، رجال الدين لهم كل التقدير والاحترام ، ولكن وجهة نظري في هذه النقطة تعتمد على أن الحجاب لم ولن يكون عائقاً بين الفنانة وموهبتها .

وإلى هذه اللحظة ، لم أشعر على الإطلاق برفض الوسط الفني لوجودي في هذه المهنة الرائعة ، وعلى الرغم من أن أعمالي قليلة جداً ، إلا أنني أترك بصمةً وأثراً لا ينسى ، وقلة أعمالي ليست بسبب حجابي ، بل بسبب التغييرات التي تحدث في إدارة الإنتاج والإخراج في الوقت الحالي ، فهذه الإدارة وبكل أسف لا تعلم عني كثيراً ، ولا تصب تركيزها على الفن الذي قُدِّم في الثمانينيات ، أصبحت تصب تركيزها على الجيل الجديد .

مسلسل جودر من الأعمال الفنية التي عرضت ١٥ حلقة فقط في شهر رمضان المبارك ، هل تعتقدين بأن ظهور الأعمال الفنية التي تعرض ١٥ حلقة فقط من العمل ، تُمتع الجمهور في وقتنا الحالي ؟

في الواقع هناك بعض الأعمال الفنية التي تعرض ٣٠ حلقة ، من شدة جمالها واكتمال عناصر التشويق فيها ، لا تشعري بها على الإطلاق ، فأنا أُعتبر الفنانة المصرية الأولى التي أقدمت على التمثيل في عملٍ فني كان بعنوان أبواب المدينة من جزأين ، الجزء الأول عرض ١٤ حلقة ، والجزء الثاني عرض ٢٢ حلقة ، وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الدراما ، فأنا مع فكرة عرض عملاً فنياً مكون من ١٥ حلقة ، فهي أعمال تعتمد على تسريع الأحداث بشكلٍ جاذب للمتلقي ، وتبتعد عن التطويل والمد في أحداثها .

أما بالنسبة لمسلسل جودر ، فهو عملاً فنياً مكون من ٣٠ حلقة ، ولكن هناك بعض الظروف التي مر بها فريق العمل س…
[8:38 م، 2024/10/26] الاعلامية بيان مقبل: الناس ، في الطبيعة ، في المصالح الحكومية ، في البيوت ، فنقل الواقع بكل حذافيره مسؤولية كبيرة.

ووجهة نظري هنا لا تتعلق بالدين أبداً ، على العكس تماماً ، رجال الدين لهم كل التقدير والاحترام ، ولكن وجهة نظري في هذه النقطة تعتمد على أن الحجاب لم ولن يكون عائقاً بين الفنانة وموهبتها .

وإلى هذه اللحظة ، لم أشعر على الإطلاق برفض الوسط الفني لوجودي في هذه المهنة الرائعة ، وعلى الرغم من أن أعمالي قليلة جداً ، إلا أنني أترك بصمةً وأثراً لا ينسى ، وقلة أعمالي ليست بسبب حجابي ، بل بسبب التغييرات التي تحدث في إدارة الإنتاج والإخراج في الوقت الحالي ، فهذه الإدارة وبكل أسف لا تعلم عني كثيراً ، ولا تصب تركيزها على الفن الذي قُدِّم في الثمانينيات ، أصبحت تصب تركيزها على الجيل الجديد .

مسلسل جودر من الأعمال الفنية التي عرضت ١٥ حلقة فقط في شهر رمضان المبارك ، هل تعتقدين بأن ظهور الأعمال الفنية التي تعرض ١٥ حلقة فقط من العمل ، تُمتع الجمهور في وقتنا الحالي ؟

في الواقع هناك بعض الأعمال الفنية التي تعرض ٣٠ حلقة ، من شدة جمالها واكتمال عناصر التشويق فيها ، لا تشعري بها على الإطلاق ، فأنا أُعتبر الفنانة المصرية الأولى التي أقدمت على التمثيل في عملٍ فني كان بعنوان أبواب المدينة من جزأين ، الجزء الأول عرض ١٤ حلقة ، والجزء الثاني عرض ٢٢ حلقة ، وكانت هذه المرة الأولى في تاريخ الدراما ، فأنا مع فكرة عرض عملاً فنياً مكون من ١٥ حلقة ، فهي أعمال تعتمد على تسريع الأحداث بشكلٍ جاذب للمتلقي ، وتبتعد عن التطويل والمد في أحداثها .

أما بالنسبة لمسلسل جودر ، فهو عملاً فنياً مكون من ٣٠ حلقة ، ولكن هناك بعض الظروف التي مر بها فريق العمل ساهمت على إيقاف التصوير وتعطيله ، فقررت الشركة المتحدة عرضه على جزأين ، عُرض جزءًا في شهر رمضان المبارك ٢٠٢٤ ، وسيعرض جزءًا آخر في رمضان القادم إن شاء الله .

حدثينا عن مشاريعكِ القادمة …

في الوقت الحالي نستكمل تصوير مسلسل جودر الجزء الثاني ، أيضاً أشارك حالياً في عملٍ فني آخر ، ولكن توقف التصوير لفترة ليست بطويلة أن شاء الله ، كما أقدمت على الموافقة للمشاركة في عملٍ فني لا زلنا في بدء تحضيراته ، وأتمنى أن أعود للمسرح قريباً ، فقد وقفت على خشبة المسرح في صغري وأنا أبلغ من العمر ٤ أعوام ، فأنا من عشاقه ، أتمنى أن يتقدم ويزدهر ، ويظل في أحسن صورة ، لأن المسرح متعة لا تنتهي ، وهذه المتعة في مواجهة الجمهور أثناء تأدية العمل المسرحي ورؤية صداه بشكل مباشر .

نتمنى لك التوفيق أستاذة هالة دائما وأبدا ، كلمة أخيرة تودي أن توجهيها لجمهورك الداعم لك …

أود أن أقول لهم بأني اشتقت لهم كثيراً ، وأشكرهم جزيل الشكر على دعمهم لي في شخصيتي التي أديتها في مسلسل جودر ، ودعمهم هذا مسؤولية كبيرة على عاتقي بأن أقدم الأفضل دائماً ، وحفاوتهم الكبيرة تعني لي الكثير ، فكثيراً منهم تمنى مني العودة بأعمال فنية كثيرة ، وذلك بسبب تمثيلي لذكرياتهم الجميلة ، وفي الحقيقة يحضرني الآن بعض من الكلمات الجميلة التي قالها الجمهور بحقي بعد مشاهدتهم مسلسل جودر وهي ، ( على قدر سعادتنا بنجاحك ، ورجوعك للشاشة ، وعلى قدر محبتنا الكبيرة لكِ ، فهناك من يبادلكِ محبةً أكير وأعمق ألا وهي الكاميرا ) هذه الجملة كنت على موعد معها منذ زمنٍ قديم من فريق العمل ومن النقاد ، ولكن عندما تتكرر بعد سنوات عديدة من الجمهور الذي يعتبر الجندي المجهول لنجاح الفنان ، فهي تثبت مصداقيتها ، فأنا سعيدة جداً بهذه الحفاوة الرائعة ، وأشكرهم جزيل الشكر .

وأوجه من خلالكِ نداء لبعض المخرجين ، أتمنى أن يروني بشكلٍ مختلف ، وتتيح لي الفرصة بأن أتواجد في أعمالٍ فنية من إخراجهم ألا وهم ، المخرج العبقري اسلام خيري ، المخرج أحمد صالح ، المخرج محمد سامي ، المخرج بيتر ميمي ، المخرج شريف عرفة ، المخرج مروان حامد ، المخرجة كاملة أبو ذكري ، المخرج عمرو سلامة ، المخرج معتز التوني ، المخرج أحمد الجندي وغيرهم .

نتمنى لكِ التوفيق في كل خطوة في مسيرتك الفنية أستاذة هالة ، ونتمنى أن نراكِ بشكلٍ مستمر في الأعمال الفنية التي تكبر وتزدهر بوجود قامة فنية عريقة كقامتك ، ونتمنى لك المزيد من التألق والتوفيق والعلو في قمة سحابة النجاح الكبير ، فأنتِ فنانة الرهان على موهبتك لا يخيب .

أشكرك جزيل الشكر عزيزتي على هذه الاطراء الجميل وهذه الحفاوة الرقيقة ، أتمنى لك التوفيق وأن تحققي كل أحلامك ، فأنتِ إعلامية في غاية التحضر والثقافة العالية ، تمنياتي لك بالتوفيق ..