اذا كانت امريكا تصوت عادة بحوالي 160 مليون صوتا كما دلت النتائج التصويت السابقة، عندما كان مجموع الأصوات التى حصل عليها بايدن ترامب بهذا المعدل التصويتي من أصل حوالى 240 مليون ناخب، فإن الانتخابات الحالية يتوقع ان تقفز إلى معدلات أكبر مع دخول ثقافه التصويت المبكر حيز التفعيل الشعبي بتصويت قرابة 42 مليون ناخب الى يومنا هذا، وتوقعات وصول حجم التصويت المبكر بشقيه الوجاهي والبريدي إلى مستويات النصف تقريبا عند موعد اغلاق صناديق التصويت المبكر فى الأول من نوفمبر القادم، وهو اليوم الذي يسبق يوم الاقتراع بخمسة أيام والذى سيكون يوم الثلاثاء من الأسبوع القادم، وهذا ما يعني ان امريكا ستحسم المعركه الانتخابيه قبل موعد الانتخابات الرئاسية الرسمية بخمس ايام مشكله بذلك معطى انتخابي جديد.
وهو المعطى الذي جعل من المشهد الانتخابي في حالة احتدام كبيرة برز اوجها عندما دخلت كامالا هاريس الى معقل الحزب الجمهوري فى تكساس ليستقبلها فى مدينه هيوستن هنالك اكثر من 40 الف نصير وبحضور الرئيس السابق باراك أوباما والمغنية أبنه تكساس (بي يا سي)، لترسل كامالا هاريس رسالتها بقوة وبحجم تأثير غير مسبوق مسجلة بذلك انجازا انتخابيا استثنائي كما وصفه كثير من المتابعين كونه جاء من معقل الحزب الجمهورى.
وبالتوازي مع ذلك نجح دونالد ترامب ابن نيويوك الناشئة من تنظيم مهرجان انتخابي في ولاية الاقتصاد ومشاركة الون ماسك الذى دخل الى القاعة التى تستخدم كحلبة مصارعة، وهى (Madison square garden) والتى تعتبر القاعة الاعرق فى ولاية نيويورك حيث قام ببيان برامجه الاقتصادي في عاصمة الاقتصاد الدولية وبيان حالة غزل رفيعة المستوى لهيلاري كلينتون التي تحظى بمكانة كبيرة بهذه الولاية هى وبل كلينتون حيث يعود له الفضل فى ثبات لونها الأزرق، وهذا ما يعني أن الكل يدخل الى الكل بهذه الانتخابات المفصلية التى تبدو مغايرة فى كل شىء تقريبا.
لكن اللافت في هذا الخضم الانتخابي ونحن على بعد أسبوع تقريبا من موعد الانتخابات الرئاسية أن ترامب أخذ يقدم نفسه باعتباره رجل الحل وعنوان السلام وان كامالا هاريس باتت فى المنظور العام مرشحة الحرب وعنوان الدمار، وهو انطباع بات بحاجة لاستدراك سريع من قبل الرئيس بايدن هذا إذا أراد لهاريس النجاح وذلك باستخدام صلاحياته لاتخاذ قرار بوقف مناخات التصعيد في فوضى الشرق الأوسط الحاصلة، حتى لا تدخل هاريس للمرحلة الثانية من التصويت والناخب الأمريكي يرسم لها هذا الانطباع لأن الانطباع اقوى فى البيان من الحقيقة، وهذا ما يجب أن يأخذ بعين الاعتبار من قيادة الحملة الديمقراطية خصوصا فى الولايات المتأرجحة التي ستحسم السباق الرئاسي عنوانها ميتشغان ويسكونسن ونورث كارولينا حيث الأغلبية العربية والمسلمة التى يمكنها حسم هوية الرئيس القادم للولايات المتحدة كما فعلت ذلك في السباق الرئاسي السابق.
وما بين يوم الجمعه القادم الى يوم الثلاثاء الذي يليه لن يكون هناك تصويت مبكر وهي فترة الاستعداد التي ستسبق يوم الاقتراع الرسمي والتى يجب على الرئيس بايدن اعلان هدنة في غزة على أقل تقدير، حتى يتسنى لقوافل الإغاثة من العمل الإنساني وتجعل من اهالى غزه يلتقطون انفاسهم من جديد وبما يفسح المجال للحل السياسي التفاوضي حتى لو كانت لمدة يومين على حد اقتراح الرئيس المصري لبيان الحل … ليس من أجل أهالي غزة بل من اجل فوز هاريس على أقل تقدير، فإذا لم يتم ذلك فإن خسارة هاريس يتحملها بايدن في المقام الأول من ناحية ضمنية كما يتحملها نتنياهو بطريقة أساسية، الذى يقوم بالتواصل المباشر مع ترامب بطريقة شبه يومية قافزا بذلك عن مرجعية التنسيق مع الإدارة الديمقراطية، الأمر الذي يجعل من المشهد العام يدخل فى بيان التكهنات مع قراءة استطلاعات الرأي الحزبية التي أخذت تبين أن اللوبي الصهيوني انقسم بين الحزبين في المرحلة الاولى من الانتخابات، وهو التيار اليهودي الذي يقف تاريخيا مع الحزب الديمقراطي لاعتبارات أساسية فهل يستدرك الحزب الديمقراطي هذه القراءة ويقوم باعادة إنتاج قوامه بعدما قامت امريكا بالانتخاب مبكرا ؟.