الإخوان في النواب.. استمرار المظلومية والإقصاء.. أسامة الرنتيسي

 احتاجت قيادة الإخوان المسلمين إلى تشكيل وفد إخواني لزيارة منزل النائب صالح العرموطي لتطييب خاطره، ورفع معنوياته، بعد الخطأ التكتيكي الذي ارتكبته كتلة الإصلاح بترشيح العرموطي لرئاسة مجلس النواب وهي تعرف النتيجة مسبقا، فنال خسارة كبيرة برأيي الشخصي، لا يستحقها، وكان يمكن أن تخوض الجماعة الانتخابات بعضو آخر من أعضاء الكتلة، فالنتيجة محسومة، ولا ترمي بقائد الكتلة إلى التهلكة.

العرموطي (وهو بالمناسبة ليس عضوا في جماعة الإخوان المسلمين) هو الأقل في الخبث السياسي من قيادات موجودة في الصف الأول، ولو كانت لديه هذه الصفة لما قبل خوض الانتخابات، مهما كانت الرسائل الظاهرة والمبطنة التي تريد الجماعة إيصالها إلى الدولة.

لم تقبل الجماعة أي تفاهم مع الكتل النيابية الأخرى الممثلة للأحزاب، خاصة الوسطية بخصوص انتخابات المكتب الدائم وأصرت على رئاسة المجلس، وهي تعرف بالأرقام حجم كتلتها موازنة مع حجم تحالف الأحزاب الوسطية التي خاضت الانتخابات بأحمد الصفدي وهي متيقنة من النتيجة، ومن نتائج باقي أعضاء المكتب الدائم.

المظلومية (أو اللطمية) ستبقى تمارسها الجماعة في الظروف كلها، وهي بالمناسبة لم تكن تتوقع ما حصلت عليه في الانتخابات النيابية من أرقام وعدد نواب في المجلس، ومع هذا تبقى تضع نفسها في خانة الاستهداف في اي توجه أو قرار، وتلطم على كل شيء.

برنامج عمل كتلة الإخوان (الإصلاح) من الجلسة الأولى لمجلس النواب اختار الإقصاء وافتعال الأحداث، فتضخيم كلمة قالها أو لم يقلها النائب أندريه العزوني بعد نتائج انتخابات رئاسة مجلس النواب، وسجلتها صحافية خلسة، ونية الكتلة طرح الموضوع تحت القبة يدل على الاستمرار في المظلومية ونهج الإقصاء.

أن يصوت ستة نواب خارج التحالف الذي اتفقوا عليه، بالعرف السياسي والانتخابي خيانة للتحالف، وليس بالمعنى الذي تم تضخيمه في مصطلح “خون”، ومن الأولى أن يحتج النواب الذين تم وصفهم وليس النواب الذين تم التصويت لهم، لكنها حركة الاستهداف والإقصاء والتصيد هي التي تحكم هكذا سلوك.

في البلاد قضايا كبيرة ومعقدة وصعبة، والتعويل على سلطة مجلس النواب في مواجهة هذه التحديات كبيرة، وأكثر من ينتظر الأردنيون منهم حلولا وعلاجات هم الجماعات المسيسة في البرلمان والإخوان أحد الأطراف، لهذا فإن الذهاب إلى التفاصيل والمشاحنات الصغيرة تفقد العمل البرلماني رونقه من الجلسات الأولى.

إذا لم تتفق كتلة الإخوان مع الكتل والأحزاب الأخرى في المجلس على توزيعات اللجان النيابية المنتظرة فإن قرار الإقصاء يكون فعلا متخذ من قبل الجماعة، وعن تفكير وترصد، للبقاء في حالة المظلومية واللطم.

الدايم الله…