صدر في عمان عن دار فضاءات للنشر والتوزيع الجزء الثاني من كتاب ماذا يحدث في غزة للناقد سليم النجار وزميلته الناقدة وداد أبو شنب، الكتاب من القطع الكبير وأجاب من خلال صفحاته 194 العديد من الأدباء والكتاب والمفكرين العرب على سؤال الكتاب.
ماذا يحدث في غزة ٢؟ ليس مجرد عنوان كتاب وليس امتدادا لكتاب سابق وحسب، بل هو تجسيد لنبض المثقف العربي، وتسجيل لمختلف وجهات النظر في حدث دائم التكرار مع الشعب الفلسطيني، فما يحدث اليوم في غزة وحسب رأي من شاركوا في الإجابة على السؤال يشبه إلى حد ما انتكاسة العرب الأولى على يد التتار، ولا يختلف عن نكبتهم المعاصرة التى أدت إلى ضياع فلسطين ومحاولة إغتيال الفلسطيني في منتصف القرن الماضي.
ماذا يحدث في غزة؟ أصبح أكثر من مجرد سؤال وربما أصبح حديث وسائل الاعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعي التي أظهرت إنحيازها للطرف الغادر وتنكرت بالحجب والمنع للضحية، وكذلك تصدر السؤال الندوات والمجالس العامة والخاصة، السؤال واحد وتختلف وتتنوع الإجابات ولكن مهما تعددت الكلمات والعبارات فالفعل واحد وهو الابادة الجماعية للشعب الفلسطيني الأعزل من قبل أحفاد العصابات الصهيونية التي ارتكبت مجازر بشعة في حق الشعب الفلسطيني صاحب الأرض ولكن هذا الحفيد القاتل لم يتعلم من جده الغاصب الفاني بأن الفلسطيني أسطورة في الصمود والبقاء.
في مقدمة الكتاب استعرض الناقد سليم النجار بلغته الرشيقة واسقاطاته الأدبية المميزة رحلة الغزي الفلسطيني مع القهر والظلم والقتل والتهجير والتجويع واليتم على يد الغاصب الصهيوني الموتور، وكيف حول الفلسطيني وسيحول كل هذه العذابات والآلام إلى ملحمة صبر ونضال خالدة ستحمله نحو النصر عندما تشرق شمس صباح الغد مكللا بالفرح وزينة العودة.
سيحط بك الكتاب في معظم الدول العربية لتستمع عن قرب لأراء مثقفيها وكتابها، وليس بالضرورة أن نتفق ولكن يجب أن نصغي لبعضنا، لأننا عندما نستمع إلى بعضنا البعض سنقترب من الحل وسنقدم عونا حقيقيا لغزة، ونشارك في الأحداث ولا نكتفي بوصفها والتعليق عليها.
كتاب ماذا يحدث في غزة ٢؟
سيبقى شاهدا ومرجعا انسانيا على هذا العدوان الذي تلونت في الانسانية بدماء الضحايا تارة وبأيدلوجيات القتلة تارة أخرى.
وسيبقى السؤال متعطشا للإجابة.