يطفو على سطح الأدب الآن أمراض خطيرة اسمها (الأدباء الأمراض)؛ لا يقلّون تأثيراً عن تأثير الأمراض القاتلة في جسم الانسان.. بتُّ على قناعة أن هناك ( شاعرًا إيدزًا) و(شاعرةً سلًّا).. هناك (قاصٌّ طاعونٌ) و (قاصّة سرطان)؛ يبرطع الآن (روائيٌّ كوليرا) و (روائيّة كورونا).. يسرح ويمرح (كاتبٌ رعاشٌ) و (كاتبةٌ قرحةٌ).. وما شئتَ من أمراض الصدر والظهر والمفاصل ووجع الرأس..!
من سمح لكل أنواع (السيلانات) الأدبية بالدخول إلى محراب الأدب..؟ من الذي جعل الأدباء الحقيقيين في غفلة وأدخل عليهم (الشقيقة والصرع) ؟ من الذي جعل (الأديب الروماتيزم) يركض ويسعى في كامل أركان المشهد؟ من الذي فتح الباب لـكلّ لا أنواع الجراثيم وجعلها تجثم على أنفاس الأصحّاء..؟
لا يعقل أبداً أن يتنطع شاعر كل إمكانياته أنه أخذ هرمونات كي يكبر بلا نضج.. وأن من شروط أن تصبحي أديبة أن تنفخي شفايف قصّة و تعطي إبرتين لمقدمة ومؤخرة روايّة..! عيب أن يكون جواز مرورك للأدب (تاتو) تحت النحر بقليل أو فوق الــ (…..) بأقلّ من قليل..!
أطالب بجهاز كشف الأدب يشبه جهاز كشف الكذب.. وكلّنا نخضع له؛ وسترون كم سيلانات ستهرب وكم عمليات تجميل سيبدو قبحها الحقيقي وكم مزوّر سينشف ويموت..وكم مزيّف سيحمل شلله الأدبي ويركض ليدفن نفسه في مزابل لا يقترب أحد منها إلاّ نارٌ موقدة..!
كفانا؛ إن للأدب أكفانا..
كامل النصيرات
المقال المنشور اليوم في جريدة الدستور
للتواصل على الواتس (0799137048)