**فادي السمردلي يكتب:الرفاعي الأحزاب الفاشلة يجب ان تتنحى والاردنيون واعون ولكن غير مقتنعين**

*بقلم فادي زواد السمردلي* …..

 

*#اسمع_وافهم_الوطني_افعال_لا_اقوال*

تحدث دولة سمير الرفاعي رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية في معهد الإعلام الاردني قائلا 🙁 إن كل من فشل في الانتخابات عليه افساح المجال لغيره، داعيا الى ان تجتمع الاحزاب وتراجع برامجها خلال السنوات الاربع القادمة لتصحيح المسيرة، مؤكدا انه من الواضح أن الأردنيين مسيسين وواعين ووجهوا رسالة في الانتخابات بأنهم مقتنعين بفكرة الاحزاب لكنهم غير مقتنعين بالاحزاب نفسها)
في حديث صريح خلال لقائه في معهد الإعلام الأردني، وجه دولة سمير الرفاعي، رئيس اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، انتقادات لبعض الأحزاب السياسية الأردنية، مؤكداً أنها أصبحت عاجزة تماماً عن تلبية تطلعات الشعب أو تقديم بدائل حقيقية تعيد الثقة المفقودة في العمل الحزبي وأوضح الرفاعي أن نتائج الانتخابات الأخيرة كانت بمثابة استفتاء شعبي واضح، وجه من خلاله الأردنيون رسالة قاسية لهذه الأحزاب “نحن مؤمنون بفكرة الأحزاب، لكننا غير مقتنعين بكم”.

ما حدث في الانتخابات، بحسب الرفاعي، يعكس أزمة عميقة تتعلق بضعف برامج الأحزاب وغياب قدرتها على التواصل الفعّال مع المواطن الأردني، الذي أظهر درجة عالية من الوعي السياسي، لكنه بالمقابل لم يجد في هذه الأحزاب ما يلبي طموحاته أو يعكس احتياجاته على أرض الواقع وذهب الرفاعي إلى أبعد من ذلك، داعياً القيادات الحزبية التي فشلت في إثبات جدارتها إلى التنحي وإفساح المجال أمام قيادات جديدة قادرة على إحداث تغيير حقيقي واعتبر أن الاستمرار بنفس النهج العقيم الذي تتبناه الأحزاب الحالية ليس إلا إمعاناً في الفشل وتعميقاً للأزمة السياسية.

الأحزاب الأردنية، وفقاً للرفاعي، بحاجة ماسة إلى ثورة داخلية على الذات وعليها أن تبدأ بمراجعة شاملة وصارمة لأدائها وبرامجها، وأن تدرك أن الشعارات الفارغة والوعود التي لا تجد طريقها للتنفيذ لم تعد تجدي نفعاً أمام وعي المواطن الأردني وأكد أن الزمن الذي يمكن فيه للخطاب الشعبوي أن يخدع الناس قد ولى، وأصبحت الحاجة ملحة لتقديم برامج حقيقية تحمل حلولاً ملموسة وتخاطب القضايا التي تمس حياة المواطنين مباشرة.

وفي الوقت الذي شدد فيه الرفاعي على أهمية إعطاء الأحزاب فرصة للتصحيح خلال السنوات الأربع القادمة، أشار إلى أن هذه الفرصة يجب أن تكون مشروطة بإحداث تغييرات جوهرية وجذرية، تبدأ من القيادة الحزبية وتمتد إلى البرامج والآليات التنظيمية وأكد أن أي حزب لن يثبت جديته في هذا المسار سيجد نفسه خارج معادلة العمل السياسي في المستقبل، لأن الشعب الأردني، كما أظهرت الانتخابات، لم يعد يقبل بأنصاف الحلول أو القيادات التي تعيد إنتاج الفشل.

واختتم الرفاعي حديثه بالتأكيد على أن الإصلاح السياسي في الأردن لن يتحقق دون أحزاب قوية وفاعلة تمتلك رؤية حقيقية وبرامج قابلة للتنفيذ لكن بقاء الأحزاب في عزلتها الحالية، بعيداً عن هموم الشارع وتطلعاته، سيجعلها عبئاً على النظام السياسي، بدلاً من أن تكون رافعة للإصلاح المنشود. إن المرحلة القادمة تمثل اختباراً حقيقياً للأحزاب السياسية إما التغيير الجذري أو الخروج من المشهد السياسي، لأن الأردنيين أثبتوا أنهم أكثر وعياً مما يعتقد البعض، ولن يمنحوا ثقتهم إلا لمن يثبت أنه يستحقها.
رسالتنا إلى قادة الأحزاب إن مرحلة الفشل التي تمر بها بعض الأحزاب السياسية في الأردن تتطلب وقفة جادة ومسؤولية تاريخية وعليكم أن تدركوا أن المواطن الأردني لم يعد يقبل بالأعذار أو الوعود الفارغة فإن لم تكونوا قادرين على تقديم برامج واقعية تحقق تطلعات الشعب، فعليكم أن تفسحوا المجال للقيادات الجديدة التي تملك القدرة على التغيير فلا تستهينوا بوعي الناس، فالفرصة أمامكم لتصحيح المسار أو أن تصبحوا جزءًا من الماضي السياسي المظلم.