في مختلف العصور، وفي كل البلدان، كان الإرهاب ومايزال للأسف الشديد الخَطر الأول على الدول والشعوب حاضرها ومستقبلها. ولهذا، سارعت الكثير من حكومات العَالم مشكورة إلى تأسيس مراكز ومنظمات وهيئات لمُكافحة جادة لهذه الآفة التي أسستها وتدعمها وتمولها و “تحنو” عليها قوىً ودولاً وشخصياتٍ سوداء، تتطلع بلا توقف إلى توظيف الإرهاب وأصحابه لمصلحتها السياسية والتوسعية، ولقهر أقطار ومجتمعاتٍ لا تتفق مع مناهجها السياسية، إذ إن الهدف الأول لتلك القوى الإرهابية السوداء كان ومايزال النيل من الأقطار الضعيفة وصولاً لتركيعها!
ولهذا، وفي هذا الصدد، تأسس في المَملَكَة الأُردنيَّة الهاشمية “المَركز العَسكري لمُكافَحَة الإرهَاب والتَطرف”، ذلك أن الإرهاب يُشَكِّل خطراً جسيماً على السِلم والأمن الدوليين، فالإرهاب وأشياعه وأزلامه ماتوقفوا عن مُمَارَسَاتهم الجُرمية في مواقع غير قليلة في عالمنا المُعَاصِر، مُرفقاً بالتشدد وتوليد أفكار وراء أفكار أخرى مُتطرفة للغاية، هدفها النيل من الإنسان ذاته، ومن هِبَة الحياة الإلهية المُقدَّسة، فمن أخطر دعوات الإرهابيين هو تقديم الإرهاب والتشدد والتطرف للجماهير بأثواب زاهية، وبخاصةٍ للجماهير التي قد لا تَعي أهدافهم المُمِيتة للإنسان والبُنيان.. وهنا يَكمن خطر مزدوج على الدولة وعلى المواطن أيضاً، فعندما يتم تغلغل الإرهاب في عقول ومشاعر وأفعال ويوميات المواطن البسيط والمسكين، وبخاصةٍ إذا كان هذا المواطن غير مثقف سياسياً، يُصبح العمل الإرهابي لدى المُغَرر بهم (“عَملاً يَومياً مَقبولاً”!)، ويَضحى المواطن البسيط سَفَّاحَاً كونه غير مُدرك لا للواقع ولا لأهداف الإرهابيين التدميرية الخفية كما يحصل اليوم في بعض البلدان العربية والإفريقية، إذ يتم شحن الأفراد العاديين بالأكاذيب والأموال المتواصلة في محاولات لا تتوقف من الإرهابيين لدفعه للموت حتى انتحاراً، ولقتل شخصيات ما، وللإضرار بوطنه ودولته التي تقدِم إليه كل الدعم والمُسَاعدات والأمن والآمان.
ولأجل محاصرة الإرهاب المُحتَمَل، وفي سبيل القضاء على أي محاولات إرهابية؛ كونها تُشكِّل خطراً جسيماً على المجتمع والبشر المَدنيين على وجه التحديد، والسلام والأمن العام، والسلام المجتمعي والعالمي؛ تم في المملكة الأردنية الهاشمية تأسيس “المركز العَسكري لمُكافَحَة الإرهاب والتطرف”، في عَمَلانيَّة عميقة وواعية لتوظيف حثيث لمُحاصرة وَصَد أية أعْمال قد تتسم بالعُنف والجرائم التي قد تكون إرهابية بأشكالها المختلفة.
*أ/ فكرة تأسيس المركز ترتكز وبُنيت على ما يلي:
1/استجابة فورية للتوجيهات الملكية السامية؛
2/الخطة الوطنية لمواجهة التطرف 2014م.
ب/ارتكازاً على هذه النقاط أعلاه، فقد تم بتاريخ العشرين من حزيران 2017، افتتاح المركز تزامناً مع إطلاق برنامج المَاجستير في (استراتيجيات في مواجهة التطرف والارهاب)؛
ج/جاء في البند السادس من الدور المُسند إلى القوات المسلحة الأُردنية في الخطة الوطنية التي اعدتها الحكومة الأُردنية في العام 2014، لمواجهة التطرف: “واجب استمرار كلية الدفاع الوطني في إجراء المزيد من الدراسات عن التطرف، والفكر التكفيري وأثره على الأمن الوطني”.
د/تفعيلاً لهذا الدور تواصلت القوات المسلحة مع الجهات الدولية – المانحة وتلك ذات الصِلة،لتمويل بناء مركز أُردني متخصص في دراسات مكافحة التطرف الفكري حيث وافقت الحكومة اليابانية مشكورة على تمويل المشروع من خلال مكتب منظمة الأمم المتحدة للاشراف على المشاريع (UNOPS).
3/هوية المركز: مركز أكاديمي بحثي متخصص بدراسة الفكر المتطرف ومكافحته.
4/رؤية المركز: أن نكون أُنموذجاً إقليمياً يُحتذى، لتحقيق الأمن الفكري المُرتَكز على وسطية الاسلام، وتعزيز روح الانتماء الوطني.
5/رسالة المركز: إن تحقيق الأمن الفكري هي الرسالة التي يَنشدها المركز، وصولا إلى مجتمع يُطبِّق الوسطية والاعتدال فكراً وسلوكاً، والاسهام في جهود الوقاية من الأفكار المُنحَرِفة، وإصلاح الفئات التي وقعت في براثنها من خلال برامج علمية وعملية متخصِصَة.
6/التَّحَصُنُ ضد التطرف الفكري بالتوافق مع جميع الجهود الرسمية وغير الرسمية للدولة الأُردنية بالتنسيق مع الجهود الدولية، وذلك لمنع انتشار الفكر المُتطرف في الأوساط الإجتماعية، وتعزيز قِيم التسامح والوَسطية والاعتدال.
يتبع (10)