وداعًا عام 2024 وأهلاً عام 2025 بقلم ناديه نوري

 

كل عام وأنتم بخير

عامٌ يطوي أيامه الأخيرة، وآخر يشرق بالأمل والتفاؤل. جميعنا نترقب قدوم العام الجديد، بعد أن أنهكتنا تقلبات العام الماضي، ونحلم بأيامٍ يعوضنا الله فيها بالخيرات واليُمن والبركات.

مع نهاية كل عام، تنشغل البرامج التلفزيونية بحصاد العام المنصرم، وتستضيف بعض القنوات من يتنبأ بما قد يحمله العام القادم. كثيرون منا يعيشون حالة من الحزن على ما مضى، ويتأملون الخير فيما هو آت. لكن القليل منا يمسك بورقة وقلم ليكتب إخفاقاته ويرسم خطةً لعامه الجديد.

نعم، نحن نفتقر للتخطيط والبحث. كمجتمع شرقي، تربينا على الأحلام والأمنيات دون السعي الجاد لتحقيقها. رغم أننا نعيش في ظل رحمة الله وأقدارنا مكتوبة، إلا أن الله سبحانه وتعالى أمرنا بالسعي. فالآيات القرآنية مليئة بالدعوة إلى التفكير والبحث. لذلك، لن نحصل على ما نريد بالأحلام وحدها، بل بالسعي والاجتهاد.

علينا أن نبدأ بكتابة أسباب إخفاقاتنا في الأعوام الماضية، ونبحث عن نقاط قوتنا وما يناسبنا لنتمسك به ونعمل على تطويره. كل هذا يجب أن يتم تحت مظلة التفاؤل والرضا، دون استسلام للشكوى أو جلد الذات أو مقارنة أنفسنا بالآخرين. من الضروري أن نستفيد من عثراتنا ونتعلم منها، لنخرج أكثر قوة وثباتًا، كطائر العنقاء في الأساطير العربية، الذي كلما أُحرِقت جناحاه، خرج من تحت الرماد بجناحين أقوى وأكبر، ليحلق عاليًا في السماء.

جميع الناجحين حول العالم لديهم نفس عدد الساعات في اليوم، لكنهم استطاعوا استثمارها بفاعلية. لم يقضوا وقتهم في الكسل أو اللهو، بل وضعوا أهدافًا، ورسموا خططًا، وساروا عليها بثبات. لم يشغلهم نجاح الآخرين أو سقوطهم، بل ركزوا على أنفسهم وأهدافهم فقط. فالنجاح لا يأتي بالأحلام والأمنيات، وإنما بالعمل الجاد.

قصة الفلاحة التي كانت تحمل جرة الحليب إلى السوق مثالٌ واضح. أثناء سيرها، كانت تحلم ببيع الحليب وشراء الكتاكيت لتربيتها، ثم بيعها وشراء خراف، وهكذا. انغمست في أحلام اليقظة، ونسيت واقعها، حتى سقطت منها الجرة وانكسرت، فتبخر حلمها.

علينا أن لا ننغمس في الماضي إلا لاستخلاص العبر والدروس، وألا نفكر في المستقبل بشكلٍ مفرط، كي لا نخسر الحاضر. فالحاضر هو ما نملكه، وهو ما يمكننا تطويره لتحقيق النجاح والسعادة.

كل عام وأنتم بخير، مع أطيب الأمنيات بتحقيق الأحلام والوصول إلى الأهداف.