حتى نتخلص من مقولة “دكاكين حزبية”

لجنة الإصلاح تقترح “1500” عضو مؤسس للحزب

أسامة الرنتيسي-

 

 ما يتسرب من معلومات حول اجتماعات لجنة الإصلاح، خاصة، ولجنة الأحزاب لا يبشر بالخير.
وتمسمر أفكار الحزبيين في اللجنة، كأنهم هم المعنيون بما يناقش في لجنة الإصلاح حول قانون الأحزاب، تجديف فكري ساذج، لأن واقع الحياة الحزبية الحالية هو الذي يدفع لتشكيل اللجان لتطوير الحياة الحزبية، وليس المحافظة على الشكل الموجود.
وليست مؤامرة، بأي شكل من الأشكال، ولا تحالف (إسلامي – تيار مدني) عندما تطرح في اللجنة أفكار حول زيادة عدد المؤسسين للحزب إلى 1500 شخص، بدلا عما هو في القانون الحالي 150 شخصا، فما هو وزن الحزب الذي لا يستطيع أن يؤمن 1500 عضو مؤسس، ويريد أن يسهم في تشكيل الحياة السياسية.
ما يتم التفكير به في لجنة الأحزاب وفي مشروع الإصلاح، البحث عن أشكال جديدة من العمل الحزبي، مبنية على تيارات سياسية ينظمها خط فكري متناسق، حتى نتخلص من الأوصاف التي لا تنتهي حول “دكاكين حزبية”.
ما يتم التفكير به لتطوير الحياة الحزبية أن نرى أحزابا قوية برامجية تنطوي تحت أجنحتها ثلاثة أو أربعة توجهات حزبية يسارية وقومية وإسلامية ووسطية، لنتخلص من 50 حزبا مرخصا و 10 تحت التأسيس، حتى لا تجد الأصوات الرافضة للحياة الحزبية منفذا تهاجم منه الأحزاب.
أسهل تجمع وتحالف جاهز للتآلف في الحياة الحزبية إئتلاف الأحزاب القومية واليسارية، فهم منتظمون في تحالف جاهز، ليس أمامهم إلا ترسيم القواسم المشتركة للاندماج والتخلص من أربعة أحزاب لتصبح حزبا واحدا قويا مؤثرا.
وتتخلص الأحزاب الوسطية من بعثرتها، وبعضها حاول جاهدا أكثر من مرة الاندماج وبناء حزب وسطي واحد.
وتضطر الأحزاب الإسلامية (مع أنني ضد الأحزاب الدينية) أن تتوحد في حزب واحد ولا تبقى موزعة بين جماعة الإخوان المسلمين وجمعية الإخوان والأحزاب الوسطية الإسلامية بتفرعاتها المختلفة.
لا أحد لديه أدنى علاقة بالإصلاح السياسي، ويؤمن ايمانًا عميقًا بالديمقراطية والتعددية واحترام الرأي الآخر، يضع الأحزاب السياسية خصمًا له، ويبدأ بتوجيه النقد، الموضوعي وغير الموضوعي للحياة الحزبية في الأردن.
لا يمكن لعملية الإصلاح السياسي ان تبدأ بالتدرج نحو الأفضل من دون حياة حزبية، وتعددية فكرية، وعدم إقصاء الآخرين، فالحياة الحزبية هي الحاضنة الطبيعية لتطور المجتمع، وهي الوعاء الذي يتخرج منه السياسيون الذين يتبوأون المناصب والمواقع القيادية، وهي المرجعية لهؤلاء، والجهة التي تحاسب أعضاءها على ما يقدمون، ايجابًا أو سلبًا.
منذ سنوات، والمعادون للحياة الحزبية كلهم، يكررون أسوأ تعليق أدلى به مدير مخابرات سابق، ووزير داخلية سابق جرت في عهده اسوأ انتخابات نيابية، عندما قال: “إن أحزابنا لا تملأ “بِكَمْ ديانا” (باللهجة الأردنية) والسائق من عندنا”، حيث أصبحت هذه العبارة دارجة على لسان كل من يريد ان يوجه سهامه إلى الأحزاب.
يضاف إلى ذلك، بعض الشخصيات الذين تبوأوا مناصب قيادية في الدولة الأردنية، وكانوا قياديين في الأحزاب الأردنية، وتم خطفهم بطريقة ما، يقدمون أنموذجًا بائسًا عن الحياة الحزبية، ولا يتورعون عن المشاركة في الهجوم على الأحزاب، خاصة الحزب الذي تركوه بعد أول غمزة حكومية، فهم لا يحترمون البنيان الثقافي لشخوصهم، ولا يحترمون جزءا من تأريخ حياتهم التي قضوها أعضاء في هذا الحزب.
الدايم الله…