أسامة الرنتيسي –
طوينا (برفقة عمر وروان) في الـ 24 ساعة الماضية نحو 2000 كم من مدينة هيوستن الأميركية مرورا بمدن وأراضي تكساس، وصولا إلى ولاية أريزونا، ومنها ننوي الاستراحة في حديقة جراند كانيون *.
في الطريق الطويل والبديع تخترق المتعة روحك، وتنتصر جمال الطبيعة الأخاذ على كل ما علق في عقلك عن بلاد الجفاف والفقر، فتعيش الفصول جميعها في ساعات، حرارة ورطوبة في هيوستن، حرارة قاسية في تكساس، وأمطار غزيرة بين مدن أريزونا.
طبعا؛ الحديث عن مستوى الشوارع، خاصة السريعة مخجل قليلا، فأنت تسير بشوارع في لحظات تصل مسارب بعضها إلى 8 مسارب في الشارع الواحد يقابلها مثلها في الشارع الآخر، كل هذا من دون حفر ومطبات وموانع تعوق الحركة.
أخلاق الشارع والسواقة يجعل المرء يلطم على وجهه إذا وازن ذلك بما يحدث في شوارعنا، بالله العظيم في الساعات الطوال لم أشاهد سائقا يقذف علبة سجائره الفارغة أو ورقة محارم من نافذة السيارة، مع الالتزام الحرفي بالسّير في المسرب وإذا خرج منه للمسرب الآخر لا يمكن أن يفعل ذلك من دون إشارة غماز لتنبيه باقي السواقين.
لم توقفنا دورية شرطة أو رجل أمن، (هُوياتكم شباب….) مثلما يحدث عندنا، لا تُطلب الهُوية أو الرخصة من السائق لوحده بل من جميع ركاب السيارة، سيارات الشرطة تقف على جانب الطريق وبشكل نادر، تحمل رادارا إذا مرت سيارة تتجاوز الحد المسموح، أو خالف سائق يتم متابعته وإجباره على التوقف، وبعد ذلك يتم التعامل معه حسب الخطأ وفي معظم الحالات يتم توجيه تنبيهات حتى لا تتكرر المخالفة.
في الطريق الطويل والجميل جدا، مئات محطات الوقود والاستراحات، التي يدخلها رواد الطريق للراحة وقضاء الحاجة، دخلت عشرات الاستراحات في محطات الوقود لا أستطيع موازنة الخدمة ومستوى النظافة في الحمامات العامة والمفتوحة للجميع إلا بمستوى حمامات فنادق الخمسة نجوم في بلادنا.
ما كان ينكد علي في الرحلة إلا عندما أتصفح هاتفي وصفحات التواصل الاجتماعي والمواقع عندنا، فتصفعك الكآبة والبؤس من تصدر قضية الأضاحي وعبارة وفاء الخضرا المشهد العام في الأردن، وكأننا عالجنا كل شيء وبقي سطر في تغريدة كان من الممكن أن لا يلتفت إليها أحد لو لم تثار حولها كل هذه الضجة، التي للأسف دخل على خطها مجمل المكونات الثقافية والسياسية والإعلامية والدينية، وجيوش السوشيال ميديا بكل أسلحتهم.
في لحظة انفصام عن الواقع تضرب كفك على جبينك، وتغمض عينيك، وتتساءل “إحنا فين والعالم فين…”.
الدايم الله……
- متنزه غراند كانيون الوطني (بالإنجليزية: Grand Canyon National Park) هو حديقة وطنية في الولايات المتحدة، وسميت كأحد مواقع التراث العالمي عام 1979. يقع المتنزه في أريزونا. أهم معالمه غراند كانيون وهو ممر نهر كولورادو والذي يعتبر أحيانا أحد عجائب الدنيا السبع الطبيعية. يمتد المتنزه على مساحة 4926 كم مربع (ويكيبيديا)