قفزة مصرية عظيمة لحماية الأمة العربية وإفريقيا.. يلينا نيدوغينا

تواصِل الشقيقة الكُبرى مصر إبهارنا بالمزيد من نجاحاتها في مختلف المجالات، وفي هذه المرة احتفلت الدولة المصرية وشعبها بتمكين عُلمائها وخبرائها وأرباب العِلم فيها، بالتعاون مع الصين، من إنتاج محلي لأول مليون جرعة من لقاح “سينوفاك” الصيني المضاد لمرض فيروس كورونا المُستجد، ما أكد أن لا شَئ يقف عائقًا في وجهها في مسيرتها لحماية الشعب المصري من كل الجوائح على اختلافها، والتعاون المصري الصيني موجّه لخير الأمة العربية جمعاء والإنسانية قاطبةً، ولتلبية الطلب العالمي على اللقاحات.
قدّمت الصين بموجب الاتفاقية الأولى الموقَعة مع مصر، المعلومات والخبرات والمساعدات الفنية لإنتاج هذا اللقاح، بينما تمنح الاتفاقية الثانية ترخيص تصنيع وتعبئة اللقاح في المصنَع المصري، ما جعل (أم الدنيا) أول دولة عربية وإفريقية تُنتج اللقاحات ضد كورونا، وفي هذا المجال، أكدت وكالة أنباء (شينخوا) الرسمية الصينية، أن إنتاج اللقاح مصريًا سيكون له الأثر الكبير في السيطرة على الوباء في مصر والبلدان العربية والقارة السمراء، وهو نقلة نوعية ستمكّن الشقيقة مصر من تحقيق نجاحات كبرى في عَملانية السيطرة على الفيروس، فمصر العروبة والتاريخ والعَظَمَة كانت منذ فجر التاريخ مؤهلة لتخليق الجديد النافع للإنسانية، علمًا بأن مصر تمتلك الخبرات العلمية والعملية التاريخية الكبيرة في هذا المنحى.
في حين تواجه مصر بإصرار النوايا الإثيوبية التوسعية، وتطلعات أديس أبابا للهيمنة على شرقي إفريقيا وعلى هذه القارة بأكملها أيضًا من خلال التحكّم الكهربائي بالشعوب والأُمم الإفريقية والمضائق المائية وطُرق الملاحة عبر البحر الأحمر، تنجح الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتأكيد صورتها وأنشطتها الممتلئة بالنوايا الإنسانية ومبادئها لحماية هِبة الحياة المقدسة، وها هي تعمل ليلًا ونهارًا لتوسيع طاقتها الإنتاجية من اللقاح الصيني، إذ أكد رئيس الوزراء المصري السيد مصطفى مدبولي للصحفيين مؤخرًا، أن حكومته “تُجري محادثات مع الجانب الصيني لمضاعفة إمدادات المواد الخام المستخدمَة في تَصنيع اللقاح، وذلك بهدف إنتاج 600 ألف جرعة في اليوم”، وهو لعَمري عملٌ مقدس لحماية الإنسانية ومد يد العون للأشقاء العرب في أحلك الأوقات للقضاء على كوفيد/19.
سُرِرنا بتصريحات الدكتورة نعيمة القصير، مُمَثل منظمة الصحة العالمية في مصر، التي تحدثت عن أن التعاون بين مصر والصين نموذج ناجح يُحتذى للتعاون الدولي ونقل الخبرات العالمية، ويُسهم في تحقيق أهداف التنمية المُستدامة التي وضعتها منظمة الأمم المتحدة، ضمنها الهدف 8.3 المعني بإتاحة الأدوية واللقاحات المضمونة الجودة والآمنة والفعّالة والميسورة التكلفة لتحقيق التغطية الشاملة وتسريع إنهاء الجائحة، وهو أمر ينقل مصر برأي الخبراء إلى مرحلة تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللقاحات، لتصبح مركزًا لتصديرها إلى إفريقيا. وفي هذا السياق إغْتَبَطْنَا بتأكيد الدكتور ميشيل سيديبيه؛ مبعوث (الاتحاد الإفريقي) الخاص بوكالة الدواء الإفريقي(AMA) في مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الصحة المصرية الدكتورة هالة زايد، “أهمية الدور المحوري لمصر كأكبر دول القارة الإفريقية في تصنيع الأدوية واللقاحات”، مُنوِّهًا ضرورة تَضَافُر جهود مختلف دول القارة السمراء لتوطين صناعة الدواء.
الخطوة المصرية في تصنيع اللقاحات الصينية تُعتبر نِتاج للعلاقات الطيبة والمثمرة والعميقة عبر التاريخ بين الشعبين والدولتين، وهي موجهة لخير الناس، وتُعتبر نجاحًا باهرًا يُسجّل للقيادة والدولة المصرية، ليُدخلها من أوسع الأبواب إلى كل دول وشعوب العالم، تفعيلًا لمهمتها الإنسانية، حمايةً للحياة البشرية، وترجمة واقعية لكل المبادئ والقِيم والعقائد السماوية والوضعية.
* كاتبة وإعلامية أردنية – روسية متخصصة بالتاريخ والسياحة الأردنية، ومؤسِسة ورئيسة تحرير صحيفة “الملحق الروسي” في صحيفة «ذا ستار» سابقاً، وحاصلة على أوسمة وميداليات رفيعة المستوى.