في تكرار لا يتوقف في شكل تسويق الأردن حتى في شخوص المهمة، وفي تكرار لا يختلف إلا بنسب جيدة محدودة لنتائج التسويق ومحدداته، وفي تكرار حتى لمواقع لوحات ومحطات ومنصات وشوارع الإعلان لصورة أو دعوة لاختيار الأردن وجهة للسفر، وكل ذلك لدرجة تشعرك وكأن المهمة لدى كل معني في تسويق الأردن تسير في تكرارها بنظام عطاء تلزيم بكافة مراحلها واقصد نموذج عملها لا تعاقديا، بدءا من الشخوص إلى الفكرة إلى التصميم والإعداد وانتهاء بالتنفيذ، ليظهر في الأفق القريب مشروعا نوعيا في تسويق الأردن، يبرز مرحلة مختلفة في التفكير والتخطيط والتنفيذ تتمثل بالفوز في اختيار العقبة مدينة استضافة مؤتمر منظمي الأعراس العالمي في أكتوبر المقبل.
في تسويق الأردن سياحيا لن انتقص من الدور فيما مضى وما أنجز وما يتطلعون له، فهو كبير ولكن حقق أقصى الطموح وفق خططه، ولا ينقصه سوى خمسين نقطة نحو العلامة الكاملة متجاوزا علامة النجاح التقليدية غير تجديد جذري للخروج من نقطة التموضع الثابتة، فرؤيتي الشخصية وتحتمل الخطأ وصوابها أعلى تستند إلى أن مهمة تسويق الأردن سياحيا نجاحها يبدأ ان تكون بيد هيئة يتبدل نهج خططها واغلب شخوصها كل خمس سنوات بحد أقصى، لنضمن التغيير المتوافق مع متغيرات مهتمي ومحبي السفر في العالم، فالخبرة المتراكمة المطلوبة للنجاح ليست بعدد السنوات لافكار ومشاريع وشخوص ووصفها انها متراكمة، بل هي الدماء والأفكار والأدوات الجديدة في عالم السياحة والسفر، ودليل ذلك ان الترفيه وهو اعلى وجهات اختيار السفر عالميا يمثل سوقا متغيرا متجددا وليس موقعا اثريا محددا يمكن ان يكون ضمن برنامج الزيارة لمرة واحدة، ومن يقول غير ذلك ادعوه لسؤال احد منظمي البرامج السياحية، ليجيبك ان مدينة اثرية عمرها آلاف السنين لا يتجاوز وقت برنامج زيارتها نصف أو ربع الوقت المحدد لبرنامج التسوق وسط المدينة أو الاستجمام والسباحة على الشواطئ مثلا.
فكرة خارج المألوف والمعتاد هي الأجمل في استضافة أبرز وأعرق شركات ومنضمي حفلات الأعراس في العالم، لنرفع كل القبعات ونثني لكل من تنبه ووجه ودعم وساهم لتحقيق هذا الحدث، الذي يمثل استقطابا تسويقيا ذو عائد مالي واسع وتشغيل لكافة مزودي الخدمات السياحية واللوجستية، وفيه شهرة أكبر للمدن الأردنية، فناقل الخبر والصورة هم أهل الفرح زيارة وعرسا ومشاركة، والذي سيعلن أن تلك المناطق أجمل وابهى قاعات مفتوحة لحفلات الأعراس والفعاليات، والتي تسجل مساهمة في الناتج السياحي بأعلى عائد كما هو الحال في بعض الدول مقارنة بغيرها من الفعاليات السياحية.
في استضافة الحدث يستوجب الوعي والتنظيم والجاهزية بأعلى مستوياتها، فهو زيارة استكشافية لاقناع منظمي الأعراس ان في الأردن ذكريات لا تنسى، وأجمل خلفيات لصور اجمل اللحضات لكل من يبحث عن تسجيل الفرح في سجل حياته، ليعيد استذكارها وتذكرها ومشاركتها مع محبيه وحتى احفاده في المستقبل، في استضافة الحدث في العقبة وهم أول من تنبه وجهز ملف الاستضافة تبعه دعم ومشاركة هيئة تنشيط السياحة خطوة تؤكد ان العقبة بوابة الفرح الأردنية وليس البحرية فقط، وفيها من أركان جمال مشروع أيلة ومرافقها ومن صحراء رم وسحرها ومن قرب روعة البتراء وارثها ما يخلق لحظات لا تنسى، ولكن لنعلم أن العقبة والبتراء ورم ليست وحدها ساحات الفرح فالضيوف هم منظمو الأعراس وليس العرسان، وأن تمكنا أن ننقل كل لوحات الوطن وجماله وإمكانياته للمشاركين باجمل الصور ستكون اي مدينة أردنية هي المقصد القريب لانعقاد فرح وتسجيل تاريخ بهجة لمهتم.
نعم نحتاج وعيا في خطط التسويق المستقبلي، ولنعلم أن الإنفاق على مثل تلك المعارض أهم وأجدى وأكثر إقناعا من قضاء جل الوقت لساعات في الطائرة، أو الجلوس في زوايا المعارض الخارجية البعيدة، أو دعم فعاليات محلية ما لم تكن ترفيها فنيا مستقطبا للزوار من الدول القريبة، ولنبتعد عن معارض ودول السفر عالية الانفاق قليلة العائد، أو دعم الأنشطة المحلية التي لا يجتمع فيها سوى أصحاب النحيب والانتقاد من واقع يعيشونه أو مؤتمرات هزيلة صممت لحصول منظميها على الدعم لمتطلباتهم لا خدمة لسوق السفر الأردني، أو جمعا لبعض من نشطاء التواصل ممن افقدوا الفضاء والمنتج مكانته وهيبته، وحولوا طعم الفرح فيه لدعاية مقبوضة دون الاهتمام بالمحتوى ما لم يكن عائدا ماليا، فصناعة السياحة هي صناعة الفرح للجميع، وشركاء نجاحها ليس هيئة أو وزارة أو إدارة مدينة بحد ذاتها فقط، بل هي لوحة فنية يخط كل أردني فيها ريشة الرسام مسحة بلونه.
الغد