تحدث سعادة السفير” تشن تشواندونغ”، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة الأردنية الهاشمية، في مقالته الطويلة والمتميزة والحافلة بالكثير من المَعَاني الإنسانية والصداقة الحقيقية والمحبة والتقدير للأُردن ملكًا وحكومةً وشعبًا، عن أجواء التَّلاقِي الحميمية التي تَجمع بلدينا الصديقين، وتدفع بعلاقاتهما إلى الأمام لتخليق المزيد من النجاحات في شتى الحقول، ذلك عندما وصف هذه الصِّلات بين دولتينا بالإستراتيجية لتوفير فرص مُستحدَثة وغير مسبوقة من خلال التنمية المتجدِّدة بين العاصمتين.
يتناول السفير “تشن” الذكرى المئوية لتأسيس الأردن، ويَستعرض علاقات البلدين في مقالته التي نشرتها “شبكة طريق الحرير الصيني الإخبارية”؛ والعديد من وكالات الأنباء العربية الشهيرة، ضمنها “السندباد نيوز”، و”الحرير نيوز”، و”أجنادين”، و”المدائن”، و”آشور”؛ ويُشير إلى أنه “تحت قيادة ملوك الأسرة الهاشمية المتعاقبين، والجهود المشتركة للشعب الأردني، حقّق الأُردن إنجازات ضخمة في مسيرة الاستقلال الوطني وبناء الأمة.. فقبل وقت ليس بعيدًا، تبادل رئيسا الدولتين رسائل التهنئة بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعي الصيني والذكرى المئوية لتأسيس الأردن، والتي استرشدت وجهة التطور المستقبلي للعلاقات بين البلدين.. وإن الصين مُستعدة للعمل يدًا بيد مع الجانب الأردني عند نقطة انطلاق تاريخية جديدة للتقدم نحو الهدف المئوي الثاني للبلدين”.
في علاقات الصين مع الأردن ودول المَعمورة لتذليل جائحة كورونا بأسرع وقت، يكشف السفير عن الهدف الإنساني للصين ضمن “مجتمع المصير الواحد للبشرية ومستقبلها السلمي والآمن”، والذي تنطلق الصين منه في تعاملاتها على مختلف الصُعد، ولهذا منحت الصين حتى إعداد هذه السطور مساعدات مادية لمكافحة الوباء لأكثر من 150 دولة و 13 منظمة دولية، وطرحت والتزمت بوعدها الرسمي بأن “اللقاحات مُنتَجٌ عام للعَالم”، حيث أهدت 500 مليون جرعة من اللقاحات لمختلف الدول، ذات الأنظمة الاجتماعية السياسية المختلفة دون أي تفرقة من أي شكل بينها.
وانطلاقًا من الهدف السامي للصين بمساعدة مختلف الدول في المجالات ذات النفع للشعوب، فقد تجاوزت استثمارات الصين المباشرة في المناطق الواقعة على طول “الحزام والطريق” 110 مليارات دولار. وتدافع الصين بقوة عن النظام الدولي المُستَنِد للقانون الدولي مع وجود منظمة الأمم المتحدة في صَميمها، وتتولى زمام المبادرة في ممارسة التعددية الحقيقية، وتحمي الصين بحزم السلام والاستقرار العالميين ومنذ أيار الماضي 2020، وبصفتها الرئيس بالتناوب لمجلس الأمن، دفعت بكين مداولات المجلس الأمني للأمم المتحدة خمس مرات لإصدار بيان رئاسي، دعت فيه جميع الأطراف إلى الالتزام بوقف إطلاق النار الشامل وتقديم المساعدة للشعب الفلسطيني، ضمن دعوة بكين للعمل مع جميع الدول والشعوب لإعلاء القِيم المشتركة للسلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية للبشرية جمعاء، والالتزام بالتعاون بدلًا عن المواجهة، والانفتاح بديلًا عن الانغلاق، والمَنفعة المتبادلة والكَسب المُشترك عوضًا عن لعبة المحصلة الصِّفرية، وتُعارِض الهيمنة وسياسة القوة، في سبيل دفع عجلة التاريخ لتتقدم نحو هدف مُشرق.
المُلاحَظ للجميع، ثبات المَسار السياسي الصيني الذي يتخذ قضية إسعاد الشعب الصيني وغيره من الشعوب هدفًا رئيسيًا فعليًا له، يَستند إلى قاعدة تحرُّك الرئيس “شي” الذي يُشدِّد على أن الحزب الشيوعي الصيني يُمثّل المصالح الأساسية للأغلبية الساحقة من الشعب، ولا يَسعى وراء المصالح الخاصة أبدًا، ولا يُمثّل بتاتًا مصالح أي مجموعة للنفوذ، أو أي طبقة، ولهذا بالذات تم انتشال ما يقرب من 800 مليون صيني من براثن الفَقر، والقضاء على الفَقر المُدقع تمامًا، وبناء “مجتمع رغيد الحياة” على أرض الصين، مع أشمل نظام للضمان الاجتماعي، وأكبر طبقة للدخل المتوسط في الكون، وفي الوقت ذاته يُحَافظ المجتمع الصيني على الانسجام والاستقرار.
لقد زرت الصين مرات كثيرة بدعوات كريمة، وتجوّلت في العديد من مناطقها القومية، والتقيت قياداتها الحزبية في إطار اجتماعات عمل، وتأكدت أن واقع النشاط الحزبي والدولتي الرسمي والشعبي الصيني إنما يُصبُ في مَصبٍ واحد، هو سعادة الشعب وتطوير مكانته وقُدراته المختلفة، ليَصِل، وقد وَصَلَ فِعلًا، إلى مكانة الأُمثولة الدولية التي تُحتذى عالميًا. فهنيئا للصين وقائدها الرفيق (شي) بمُنجزاتهم الضخمة، وسويًا أردنيين وعربًا وصينيين نُحرز المُعجِزات لمزيدٍ من تصليب بُنْيانِنَا المُشترك.
*إعلامية وكاتبة أردنية روسية ورئيسة الفرع الأردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.
.. .