في الثامن من اذار من كل عام ، يأتي يومٌ خاصٌ يحمل في طياته معاني الأمل والقوة، يومٌ نحتفل فيه بكل امرأة قدّمت للعالم أجمل ما لديها، وواجهت التحديات بشجاعة، وأضاءت دروب النضال بعزيمتها. هذا اليوم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل هو تكريم لكل لحظة عاشتها المرأة في سعيها للتغيير، وتحديها لكل عقبة تقف في طريق حلمها.
منذ الأزل، كانت المرأة هي العمود الفقري للمجتمعات. فهي الأم التي تمنح الحياة قوتها، وهي الزوجة التي تشارك الحلم،و هي الأخت التي تُزرع الأمل، وهي الابنة التي تضيء المستقبل بشغفها. وهي الحلم الذي لا يعرف التوقف، و هي العالمة التي تفتح الأفق، والفنانة التي تُعبّر عن نفسها في كل لحظة، وهي الرفيقة التي تحمل العزيمة في صمت.
ونحن اليوم، نحتفل ليس فقط بالإنجازات، بل بكل امرأة خاضت معركة الحياة بصبر وثبات، مهما كانت الظروف صعبة. لنحتفل بالنساء اللاتي واجهن التحديات بصمت، في أزقة غزة الحزينة، وسط جدران الحروب، حيث لا شيء سوى الألم، ومع ذلك لم يستسلمن. هنّ اللواتي يواجهن الصعاب بين البرد والجوع، لكنهنّ لا يزلن يحملن الأمل في قلوبهنّ. هنّ منارات من النضال والكرامة، وأمثلة حية على ما يمكن أن تحققه العزيمة في مواجهة أقسى الظروف.
هؤلاء النساء لا يبحثن عن تقدير مادي أو منصب زائل، فهنّ يقمن بأعظم الأدوار في الحياة. في هذه اللحظة، نطالب بأن تكون حقوقهنّ هي السطور التي تُكتب في تاريخ الإنسانية، لأنهنّ يستحقن أكثر من مجرد كلمات.
اليوم، نؤكد أن حقوق المرأة ليست مجرد شعار يُرفع، بل هي جزء أساسي من الحق في الحياة الكريمة. كل خطوة نخطوها نحو تمكين المرأة هي خطوة نحو بناء عالم أفضل.
فلنحتفل بالمرأة اليوم، وكل يوم، ولنُقرّ بعظمتها في كل زمان ومكان.
أنتنّ فجر الحياة، ومنبع الأمل، وبكنّ تحققت النجاحات التي لا تعد ولا تحصى.
د. سناء عبابنه
جامعة البلقاء التطبيقية