شهدت أسعار النفط العالمية تراجعاً حاداً هو الأكبر منذ تفشي جائحة كورونا، على خلفية التصعيد الأخير في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، بحسب ما أكده الخبير الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة، المهندس عامر الشوبكي.
وأوضح الشوبكي أن سعر خام برنت فقد نحو 10 دولارات من قيمته خلال اليومين الماضيين، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 13% ليصل إلى 65.60 دولاراً للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 61.48 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى يسجله منذ مطلع العام 2021.
ويأتي هذا الانخفاض الحاد في أعقاب فرض الولايات المتحدة رسوماً جمركية جديدة تتراوح نسبتها بين 10% و49% على مجموعة من الواردات، الأمر الذي دفع الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم وأكبر مستورد للنفط، للرد بالمثل عبر فرض رسوم إضافية بنسبة 34% على سلع أمريكية، ما أدى إلى زيادة المخاوف من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود.
ولم تقتصر تداعيات التصعيد على سوق الطاقة فقط، بل امتدت لتشمل الأسواق المالية والسلع الأساسية، حيث تراجع مؤشر “داو جونز” بأكثر من 2000 نقطة، كما سجلت أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل “آبل” و”تسلا” انخفاضاً لافتاً. وتراجعت أيضاً أسعار الغاز الطبيعي، في ظل تنامي القلق من تراجع الطلب العالمي.
وفي السياق ذاته، حذّرت مديرة صندوق النقد الدولي من أن الرسوم الجمركية الجديدة تشكل تهديداً حقيقياً للنمو الاقتصادي العالمي، مشيرة إلى أن الاقتصاد العالمي يمر بمرحلة تباطؤ واضحة. كما رفعت مؤسسات مالية كبرى، مثل “جي بي مورغان”، احتمالات دخول الاقتصاد العالمي في ركود إلى 60% بحلول نهاية العام الجاري.
وأكد الشوبكي أن العودة إلى طاولة المفاوضات تمثل الخيار الوحيد لتخفيف حدة الأزمة، محذراً من أن استمرار التصعيد قد يُفضي إلى تداعيات أوسع تطال الأسواق المالية وسلاسل الإمداد العالمية والقطاعات الإنتاجية حول العالم.