زياد الرفاتي
في اطار تنفيذ وعوده وتعهداته التي قطعها بحملته الانتخابية التي قادته الى البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني الماضي .
أعلن الرئيس الأميركي في الثاني من نيسان الجاري عن فرض أكبر حزمة رسوم جمركية شاملة ومشددة والأعنف منذ نصف قرن على الشركاء والحلفاء والأصدقاء من مختلف دول العالم طالت 180 دولة في أوروبا وأسيا وأفريقيا والشرق الأوسط ودول الخليج ومن بينها 18 دولة عربية منها الأردن وجزر ومناطق خالية من السكان ، ودخلت حيز التنفيذ فور اقرارها .
تتراوح النسب المفروضة ما بين 10%- 50% بنسب منباينة ولم تكن موحدة على جميع الدول ، وكانت أقل نسبة هي 10% على الواردات من 60 دولة بينها بريطانيا ودول الخليج وأوكرانيا وسنغافورة ، 20% على الاتحاد الأوروبي والأردن ، اليابان 24% ، الهند 26% ، سويسرا 31% ، تايوان 32% ، 34% على الصين لتضاف الى السابق ويرتفع الاجمالي الى 54% ، فيتنام 46% ، كمبوديا 49% .
وبهذا ارتفع معدل الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية الى 22% من 2،5% .
وقد دخل فرض رسوم جمركية بأكثر من 460 مليار دولار على كافة السيارات المستوردة المصنوعة في الخارج وقطع الغيار بنسبة 25% حيز التنفيذ في الثالث من نيسان ، وحسب وكالة فيتش فان الرسوم الجمركية الأميركية تؤثر سلبا على شركات صناعة السيارات وتحذر من أن دولا عديدة ستدخل في ركود اقتصادي بسبب تلك الرسوم ، وقد تقفز بأسعار السيارات الكهربائية الى 12 ألف دولار ومن سيشتريها بهذا السعر وفق متعاملون مضيفين أن هناك خياران أمام الشركات أما تمرير الرسوم على المستهلك النهائي أو امتصاص وتحمل جزء منها وهو الأرجح ، وسيلجأ الأميركيون لشراء السيارات المصنعة محليا ، وشركة تسلا الرابحون والخاسرون كثر .
وتواجه صناعة السيارات في ألمانيا مأزقا وأعلنت شركة مرسيدس أنها تدرس نقل بعض خطوط الانتاج الى الولايات المتحدة بسبب الرسوم الجمركية .
وصف ترمب في الاعلان عن الرسوم الجمركية بأن الثاني من نيسان يوم تحرير أميركا والاقتصاد الأميركي وهو تاريخي وانتظرناه وبداية العصر الذهبي لها وسيعود بقوة كبيرة وحان الوقت للازدهار مرة أخرى وجعل أميركا أولا وعظيمة مجددا وسيكون الاقتصاد الأميركي أقوى وأكثر مرونة مرونة من أي وقت مضى وانتهاء عمليات النصب على الولايات المتحدة وتم نهب أميركا لعقود من قبل دول صديقة وسرقة الحلم الأميركي لعقود ، ومن يفرض علينا رسوما جمركية سنفرض عليه رسوما والرد على التعرفات الجمركية والحواجز التجارية التي يفرضها حلفاء تقليديون للولايات المتحدة وسنحاسب الدول التي تعاملنا بشكل سيء وأصدقاؤنا أحيانا أسوأ من خصومنا وسننظر بالرسوم في حال أزالت تلك الدول الحواجز التجارية أمام الصادرات الأميركية ، وستنخفض الأسعار أمام المستهلكين والوظائف والمصانع ستعود والوظائف كانت تذهب لدول أخرى ، والكثير من الشركات الأميركية لا يسمح لها بدخول الأسواق الأخرى ، وسندافع عن حقوق المزارعين الأميركيين والاتحاد الأوروبي يفرض علينا رسوما جمركية ولا يستورد منتجاتنا ، و الأسهم ستزدهر رغم الرسوم الجمركية ، ويدعو للصمود بعد موجات الخسائر والانهيارات الهائلة في أسواق الأسهم الأميركية وأن الحرب التجارية لن تكون سهلة و النتيجة النهائبة للرسوم الجمركية ستكون تاريخية وسنجني بفضلها سبعة تريليونات دولار في عشرة سنوات .
و برر ترمب ذلك الاجراء بأنه لتقليص العجز في الميزان التجاري الذي يميل لصالح الشركاء التجاريين بقيمة 1،2 تريليون دولار في العام الماضي وصل الى رقم قياسي لا مثيل له ويتركز مع الصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك ، وتعزيز الصناعة المحلية ومعالجة الاقتصاد الأميركي الذي وصفه بأنه مريض وحماية للأمن الاقتصادي والوطني الأميركي والتوجه نحو سياسات تجارية أكثر حمائية مع التركيز على تقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية وأبدأوا بشراء المنتجات الأميركية وأن الأمر بسيط اذا صنعت منتجك في أميركا فلن تدفع أي رسوم جمركية أي اصنع في أميركا والا تواجه 25% ، والغوا رسومكم الجمركية مخاطبا زعماء العالم وسيسعى لنقل المصانع وسلاسل التوريد الى أميركا وخلق فرص عمل وتوظيف العمال الأميركيين ، وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات الأميركية في مواجهة المستوردة وستوفر أميركا للشركات أدنى معدلات الضرائب على الدخل باجراء تخفيضات ضريبية .
وتعرض الاقتصاد الأميركي وفق بيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي وقبل فرض الرسوم الجمركية لضربة مزدوجة في شباط الماضي بضعف نفقات الاستهلاك وارتفاع التضخم ، حيث يقاوم المستهلكون ارتفاع الأسعار ويعانون من ضغوط مالية أكبر بما في ذلك التخلف عن سداد أقساط السيارات وبطاقات الائتمان وصعوبة تمويل الأموال لحالات الطوارئ وأصبح المستهلك أكثر حذرا بشأن شؤونه المالية ويرفعون مستوى الادخار للتحوط .
ويقع ايلون ماسك الذي يعمل مستشارا حكوميا ويدير وزارة الكفاءة الحكومية تحت الانتقادات بسبب سياسته في خفض الانفاق الحكومي الذي يسعى لتحقيقه بمقدار تريليون دولار بحلول أيار المقبل حسب قوله والاقالات للموظفين الحكوميين التي يقوم بها وتثير استياء المعارضين والنقابات العمالية .
وانطلقت السبت تظاهرات في الولايات المتحدة معارضة لترمب وماسك شملت 50 ولاية رفعوا شعارات منددة بسياسات ترمب الداخلية والخارجية ، وفي مدن ألمانية وفرنسية مختلفة ضدهما عقب قرار الادارة الأميركية فرض رسوم جمركية عالمية شاملة والمطالبة باستقالة ترمب .
ووفق استطلاع لرويترز ، فان نسبة تأييد ترمب تتراجع الى 43% وهي الأدنى منذ عودته للبيت الأبيض .
تعتبر الرسوم الجمركية حجر الأساس لسياسة ترمب الاقتصادية ويدافع عنها كأداة لتعزيز الايرادات الحكومية لاستخدامها في التعويض عن الايرادات الضريبية التي ستتأثر من تخفيضات ضريبة الدخل على الشركات والتي تعهد بها للمستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات ، مع اقرار مستشاره الاقتصادي أن الرسوم الجمركية ستسبب ” صدمات قصيرة الأجل ” للأميركيين واشارة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية أنه ينبغي ألا تفسر الرسوم الجمركية كضوء أخضر لزيادة الأسعار وستراقب الشركات الأميركية لضمان ألا تزيد الأسعار .
وقد دفعت الرسوم الجمركية بنك غولدمان ساكس لرفع احتمالات وقوع الاقتصاد الأميركي في حالة ركود تضخمي أو حتى ركود الى 35% وسط مخاوف عدم اليقين وحذر من دخول منطقة اليورو في ركود اقتصادي أسوأ من الولايات المتحدة ، و رفع توقعاته لعدد مرات خفض الفائدة من فبل الفيدرالي والمركزي الأوروبي هذا العام الى ثلاثة تخفيضات مقابل اثنتين سابقا لمواجهة التباطؤ الاقتصادي الناتج عن الرسوم ، حيث سيختار التوجه لمعالجة التباطؤ من خلال خفض الفائدة على احتواء التضخم الذي يبقي مستويات الفائدة مرتفعة الناتج عن ارتفاع التكاليف والأسعار بفعل الرسوم الجمركية ، فيما رفع جي بي مورغان احتمال دخول الاقتصاد العالمي في ركود بحلول نهاية العام الحالي الى 60% .
و أشارت مديرة صندوق النقد الدولي أن الركود لا يلوح في الأفق رغم مخاوف الرسوم الجمركية ، فيما قالت رئيسة المركزي الأوروبي أن رسوم ترمب الجمركية من المرجح أن تتسبب في تداعيات سلبية حول العالم وتشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد العالمي ونواصل تقييم تداعياتها ومن المهم تجنب الخطوات التي قد تلحق مزيدا من الضرر بالاقتصاد العالمي وعلى الولايات المتحدة وشركائها العمل على حل التوترات التجارية والحد من عدم اليقين ، أما حاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد فيرى أن الاقتصاد الأميركي سيتأثر عكسيا بفعل الرسوم الجمركية وسيستفيد على المدى القصير والاقتصاد العالمي سيتأثر سلبا .
ويرى رئيس الفيدرالي أن الرسوم الجمركية على الواردات الأميركية قد ترفع التضخم ما بين 1،4% – 2،2% في سيناريو متطرف وينتابه الحذر ، وأن الرسوم المفروضة أعلى من التوقعات ولا نعرف متى ستتوقف وتخاطر بارتفاع التضخم ونمو اقتصادي أقل وستزيد على الأرجح التضخم خلال الشهور المقبلة والتوقعات غير واضحة بدرجة كبيرة وسط مخاطر متزايدة من ارتفاع البطالة والتضخم ومن السابق لأوانه أن نقول ما هو الحل المناسب للنقد للسياسة الحالية وادارة ترمب تقوم بتغييرات كبيرة في السياسات المالية والتجارية والهجرة ووظيفتنا هي أن نستخدم أدواتنا لاعادة الاستقرار الى الاقتصاد والمواطنون الأميركيون غير راضين عن الوضع الاقتصادي بسبب ارتفاع مستوى الأسعار وسنبقي على سعر الفائدة الحالي ومن المبكر تحديد ما هو مناسب لمسار السياسة النقدية ووضعنا جيد ويسمح لنا بالانتظار لمزيد من الوضوح في أي تعديلات على السياسة النقدية .
وبسبب فرض الرسوم الجمركية الأميركية الأربعاء وبعد تصريحات رئيس الفيدرالي الجمعة ورد الصين في اليوم ذاته بفرض رسوم اضافية بنسبة 34% على كافة البضائع الأميركية ، واصلت مؤشرات الأسهم الأميركية خسائر وتراجعات جماعية حادة في القيمة السوقية بمبلغ 3،1 تريليون دولار في يومين وبأسوأ خسائر منذ خمس سنوات و700 مليار دولار للأسهم الأوروبية وتريليون دولار خسائر أكبر 7 شركات تكنولوجيا أميركية وقيام صناديق التحوط والاستثمار ببيع أسهما بقيمة 40 مليار دولار وتراجعت أسهم البنوك العالمية بشدة مع تصاعد المخاوف من ركود ، فيما أغلق مؤشر بورصة لندن الرئيسي متراجعا بنسبة 5% ، وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأقل من 4% .
وبالرغم من أن الاقتصاد الأميركي ليس أسواق أسهم ، لكنها تعطي مؤشرا على الاقتصاد ينظر اليها الجمهوريون وترمب .
كما قامت الصين برفع شكوى أمام منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الجمركية الأميركية وأنها تخالف قواعد التجارة العالمية وطلبت من الولايات المتحدة التوقف عن استخدام الرسوم الجمركية كسلاح لقمع اقتصاد الصين وتجارتها ، وعلقت اتفاق بيع تطبيق ” تيك توك ” بأميركا بعدما أخبرت بكين واشنطن أنها لن توافق عليه بعد فرض الرسوم على الصين .
وتبلغ حيازات الصين من السندات الأميركية نحو 760 مليار دولار في نهاية 2024 مخفضة اياها من 1،1 تريليون دولار في نهاية 2021 نتيجة التخلص التدريجي منها ، واحتياطاتها من الذهب 73 مليون أونصة في نهاية 2024 مرتفعة من 63 مليون أونصة في نهاية 2021 .
وعلق ترمب على الرد الصيني بأن الصين أخطأت في التصرف وأصيبت بالذعر وهذا ما لا تستطيع تحمله وأن فرض رسوم جمركية رغم دعواتنا للامتناع عن أخذ قرارات أحادية مؤسف ومخيب للأمال وأقول للمستثمرين القادمين الى الولايات المتحدة أن سياستنا لن تتغير ، وطلبت من رئيس الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة وهذا الوقت مثالي له للخفض والتوقف عن التلاعب السياسي .
وعقب اعلان لرسوم الجمركية تراجع الدولار أمام اليورو بنسبة 3% وهو أسوأ أداء له منذ عام 2015 أمام سلة من العملات الأساسية ، فيما تدرس ادارة ترمب خطة مثيرة للجدل تهدف الى خفض متعمد لقيمة الدولار لمعالجة اختلالات العجز التجاري مع الشركاء التجاريين وتحسين مستوى المعيشة وتعزيز قدرات الاقتصاد الأميركي ومواجهة الاقتصاد صدمة اقتصادية بعد عاصفة ترمب الجمركية والتي قد تتحول الى اعصار مدمر .
ولخفض قيمة الدولار تداعيات ، حيث ستتأثر كل من اقتصادات الدول المرتبطة بالاقتصاد الأميركي ، والدول المصدرة للنفط من خلال نقليل عائداتها النفطية ، و الدول المدينة بارتفاع كلفة الديون عليها ، وارتفاع كلفة المستوردات بغير عملة الدولار نتيجة ارتفاع قيمة العملات الأخرى مقابل الدولار .
وهبطت أسعار النفط بنسبة 7% متأثرة بالرسوم والرد الصيني وسط مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي واشتعال حرب الرسوم بين الصين وأميركا مسجلة أدنى مستوياتها في ثلاث سنوات ، مع التوقعات بتداول سعر البرميل عند 65 دولارا العام الحالي .
و دفعت طبول الحرب التجارية المعادن النفيسة لمكاسب فصلية قوية مترافقة مع ضعف الدولار وارتفاع المخاوف من حدوث الركود في الاقتصاد الأميركي واستمرار البنوك المركزية بشراء الذهب في 2025 بنفس وتيرة 2024 ، حيث حقق الذهب أفضل أداء فصلي في الربع الأول 2025 منذ 39 عاما وبنسبة 19% متجاوزا 3150 دولارا للأونصة ، وتوقعات بنوك وول ستريت جورنال الكبرى ببلوغه 3300-3400 دولارا هذا العام مع الاقبال على الملاذات الأمنة بفعل الرسوم الجمركية ، فيما ارتفعت الفضة بأكثر من 17% منذ بداية العام الحالي بأفضل أداء فصلي منذ 2022 .
وارتفع مخزون الذهب في بورصة Comex في نيويورك لمستوى قياسي عند 43 مليون أونصة بقيمة 135 مليار دولار وتساوي خمس سنوات من اجمالي استهلاك الذهب في الولايات المتحدة ، بينما كان المخزون 17 مليون أونصة في تشرين الثاني الماضي مع انتخاب ترمب رئيسا لأميركا ، وتمثل الرسوم الجمركية عاملا رئيسيا لتحويل الذهب الى الأسواق الأميركية وهو لا يزال يتدفق اليها ، أما مخزونات الذهب في لندن فتعادل ستة أمثال بورصة Comex .
وتواصل مخاوف الحرب التجارية الضغط على أسواق الأصول الخطرة المتمثلة في العملات المشفرة ، و تراجع البيتكوين 10% في أول ثلاثة أشهر من العام الجاري وتقترب من مستويات 82 ألف دولار وخسرت 200 مليار دولار من قيمته السوقية في يوم واحد بعد قرار ترمب فرض رسوم جمركية وتوجه المستثمرون نحو أصول الملاذات الامنة وبعيدا عن العملات المشفرة ، وفقدت أسهم شركة أبل 314 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد اعلان ترمب عن الرسوم وتتكبد أكبر خسارة يومية في خمس سنوات وتراجعات قوية على أسهم الشركات التكنولوجية ، وهبوط قوي بأسواق السلع وسط التداعيات المحتملة للرسوم على الاقتصاد العالمي .
ويتحسب شركاء واشنطن التجاريون لتصعيد تجاري جديد مع التحذير الأميركي لهم بعدم الرد برسوم مضادة لتجنب التصعيد ، وأثارت الرسوم تحذيرات وردود فعل منددة .
وتتوعد كندا بالرد على رسوم ترمب الجمركية والتصدي لها التي ستغير جذريا التجارة الدولية والعلاقة مع أميركا لن تعود كما كانت بعد الرسوم ، والاتحاد الأوروبي أن الرسوم الجمركية الأميركية ضربة قوية للاقتصاد العالمي ونحو 70% من صادرات الاتحاد ستتأثر بالرسوم الجمركية الأميركية وتأثيرها يقدر بنحو 380 مليار يورو وأن يوم التحرير الأميركي سيكون يوم ارتفاع الأسعار والتضخم بالعالم ، ومستعد للتفاوض ومنفتح على المفاوضات مع أميركا بشأن الرسوم الجمركية وسوف نتعامل مع هذه المفاوضات من موقع قوة وتمتلك أوروبا الكثير من الأوراق الرابحة من التجارة الى التكنولوجيا الى حجم سوقها ويهدد بتدابير واجراءات مضادة قانونية ومشروعة ومتناسبة وحازمة اذا لزم الأمر و في الوقت المناسب وتضع اللمسات الأخيرة على حزمة من الاجراءات المضادة سيصوت عليها البرلمان الأوروبي في التاسع من الشهر الجاري ردا على التعرفات الجمركية الأميركية لحماية حقوقها ومصالحها اذا فشلت المفاوضات وجميع الأدوات مطروحة على الطاولة ولدينا أكبر سوق منفرد في العالم والقوة على التفاوض والقدرة على التصدي وسنعمل على تعزيز مصالحنا وقيمنا والدفاع عنها وسنظل دائما ندافع عن أوروبا ولن تؤدي التعرفات الجمركية الا الى زيادة التضخم وهو عكس ما أردنا تحقيقه بالضبط ، والصين ردت في الرابع من نيسان بفرض رسوم جمركية بنسبة 34% على جميع السلع الأميركية ويعادل الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة 1،5% من ناتجها المحلي في 2024 ، واليابان تطالب بعدم تطبيق الرسوم ، وكوريا الجنوبية سنتخذ اجراءات طارئة لدعم الصناعات والشركات المتأثرة ، ونايلاند لدينا خطة للتعامل مع الرسوم الجمركية التي قرضها ترمب وصادراتها الى أميركا تشكل نحو 9% من ناتجها المحلي الاجمالي في 2024 ، أما فيتنام فستكون أكبر المتضررين من الرسوم الجمركية الأميركية في أسيا وتشكل صادراتها الى أميركا نحو 12% من ناتجها المحلي في 2024 ، واستراليا رسوم ترمب غير مبررة اطلاقا وستغير علاقتنا بالولايات المتحدة ، واسبانيا عودة واشنطن الى سياسة الحماية فكرة قديمة وليست خطوة ذكية ، وايطاليا رسوم ترمب اجراء سيء وقرار خاطئ لكن لا يجب أن نثير الذعر واندلاع حرب تجارية لن يؤدي الا الى اضعاف الغرب ويجب العمل على خفض الرسوم الجمركية المعلنة الى النصف ، وبريطانيا أن الرسوم لها أثر اقتصادي ولكنها بحاجة للتحلي بالهدوء وجميع الخيارات مطروحة فيما يتعلق بردنا على قرار ترمب بفرض رسوم جمركية على بضائعنا ولا تزال ملتزمة بالتوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة لتخفيف تأثير الرسوم ، وفرنسا أن الرسوم اعلان حرب تجارية وستضر باقتصادات دول حلف الناتو وهي جائرة ولا مبرر لها وأن حكومة أهم دولة بالعالم انقلبت على حلفائها وأن ترمب يتصرف وكأنه سيد العالم ودعوة الرئيس الفرنسي لتعليق الاستثمارات الفرنسبة في أميركا بانتظار اتضاح الرسوم الجمركية الأميركية مضيفا أن الاقتصاد الأميركي سيصبح أضعف والمستهلكون أفقر وقد تدفع رسوم ترمب دولا أسيوية لزيادة صادراتها لأوروبا .
وحسب خبراء فان أوروبا تستورد أسلحة من أميركا ، وسيؤثر فرض الرسوم على انهيار الصناعات العسكرية الأميركية على المديين المتوسط والطويل لتحول أوروبا عن استيراد السلاح الأميركي .
كما أن الأدوية الأميركية التي تتصف بالملكية الفكرية لا يوجد لها بديل في الأسواق الأوروبية وقد يتم الاضطرار لشرائها بالأسعار المرتفعة وتكبد مبالغ اضافية في سبيل الحصول عليها .
وانخفضت الحجوزات المسبقة من أوروبا الى الولايات المتحدة بنسبة 25% هذا الصيف ، والحجوزات الكندية بنسبة 10% ومقاطعة المنتجات الأميركية ، وتراجعت أسهم كبريات شركات الطيران الأميركية الأربع .
أما الحزب الديموقراطي الأميركي المنافس للحزب للجمهوري الحاكم ، فان الرسوم الجمركية مدمرة وترمب يدمر الاقتصاد الأميركي بشكل مباشر وسيمنح أصحاب المليارات تخفيضات ضريبية وأسعار جميع المنتجات سترتفع تقريبا بسبب الرسوم وهي ضربة سيتحملها المستهلك ، والأسواق تتأثر بسبب عدم اليقين والرسوم الجمركية ومخاوف من حدوث ركود اقتصادي وهذا ليس يوم التحرير بل يوم الركود في الولايات المتحدة الأميركية .
ومن ناحية أخرى فان ترمب حسب قوله ربما يفرض رسوما جمركية بنسبة 25%- 50% على الواردات الأميركية من الدول التي تشتري النفط الروسي في حال عدم التوصل مع روسيا لاتفاق وقف الحرب في أوكرانيا أو عدم الالتزام بالاتفاق كأداة ضغط على روسيا للقبول ، ويهدد ايران حال عدم التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي .