الحَرْب الوَطّنيّة العُظمَى.. انتِصَارَات أُمَمِيةّ.. الأكاديمي مروان سوداح

لفتت انتباهي الكلمات الذهبية للرفيق والأخ والصديق كيم جونغ وون، الأمين العام لحزب العمل الكوري، ورئيس شؤون الدولة لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، باستذكاره الشهداء والمناضلين الأُمميين “الأجانب” مِن كوادر “جيش المتطوعين الشعبي الصيني”، “الذين ضحّوا بحياتهم الغالية في حرب التحرير الوطنية”، حيث صدَّ الشعب الكوري الاعتداء الإمبريالي عن بلاده.
تصريحات الأمين كيم جونغ وون العظيم أُذيعت في ألـ28 من تموز الماضي، خلال زيارته التاريخية لبرج الصداقة الشهير في العاصمة بيونغ يانغ، بمناسبة الذكرى ألـ68 للانتصار المُؤزر في حرب التحرير الوطنية الكورية، وقد ثمّن الأخ الأمين العام كيم جونغ وون الروح الكفاحية العالية التي تَحلَى بها المتطوعون من الضباط والجنود من غير الكوريين، ووصف نضالهم بالوِدِ الكفاحي الصَادق وروح التضحية المنقطِعة النَظير، إذ أنهم كافحوا كَتفًا إلى كَتف مع أفراد الجيش الكوري في سنوات الحرب الضروس، تحت راية مقاومة العدوان الأمريكي ومساعدة كوريا والدفاع عن الوطن، وهذه كلها كما أكد “سترسخ بعُمق ووضوح في تاريخ النصر العظيم في الحرب وأذهان شعبنا”.
يَلفت الانتباه في كلمات الرفيق العزيز كيم جونغ وون، تأكيده على أن الصداقة الكورية الصينية التي انعقدت برابطة الدم ستتواصل مسيرتها وثباتها جيلًا بعد جيل على الطريق الواحد الرامي إلى إنجاز القضية المشتركة، مؤكدًا على أن الروح السامية والمآثر التي اجترحها الشعب الصيني؛ الذي ساعد بدمه تعزيز النضال التاريخي المُقدّس للشعب الكوري؛ حينما كانت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية تعاني من أقسى المِحَن وأصعبها، وهذه الرابطة خالدة إلى الأبد بين الصين وكوريا الاشتراكية المزدهرة.
بكلمات الرفيق كيم جونغ وون، اسْتَذْكَرَنا أنا وزوجتي خالها الروسي السوفييتي الذي ناضل كآمرِ مدفعية مضادة للطائرات، وفي غيرها أيضًا من صنوف القوات الحربية، ضمن “جيش المتطوعين الشعبي الصيني”، وبالزّي العسكري الصيني وليس بالزي العسكري السوفييتي، وهو الجنرال الفقيد ألكسندر زخاروفيتش رومانينكو، الذي قاتل بضراوة متميزة، ما بين 1950-1953، ضد التدخل العدواني الأمريكي والإسرائيلي الصهيوني الذي شارك في الاعتداء السافر على كوريا بأسراب من طائراته الحربية، إلى جانب جيوش القوات الأجنبية المُتحالفة التي تكَالبَت على كوريا الاشتراكية العظيمة وشعبها، وقد اعتمدت تلك القوات الدخيلة أسلوب إبادة البشر والحَجر، اعتقادًا منها بسهولة تصفية كوريا القيادة والدولة والشعب في نزهة عسكرية، وقد فشلوا وخَسِئوا، وتم دحرهم على أعقابهم بزعامة الرفيق المؤسس الخالد كيم إيل سونغ، وانهزمت فلولهم المُدمّاة، ليَشهد العالم أجمع على اندحار حُلفاء أمريكا وكل المُجرمين المُعاِدين للإنسانية وحرية واستقلالية الشعوب.
لقد حدثنا الفقيد رومانينكو عن تلك الحرب الضروس، فقال إنه انتمى للجيل الثاني الذي شارك في سِني “الحرب الكورية”، مرورًا بمرحلة البِنَاء والتطور الديمقراطي بعد التحرير، والتي ساهم فيها كذلك المتطوعون الأُمميون حُلفاء كوريا، ضمن فصائل النجدة الصينية (جيش المتطوعين الصينيين). في هذا الجيش حَمَلَ الفقيد رومانينكو رسميًا الاسْم الصيني “لِي سُوْفْ إيِنْ”، وقد كرّمَهُ الأمين العام لحزب العمل الكوري ورئيس الدولة الكورية آنذاك، الراقد كيم أيل سونغ، بوسامين رفيعين زيَّنا صدره حتى يوم وفاته بتاريخ “20 مايو/أيار 2001م”. “ألكسندر رومانينكو – لِي سُوْفْ إيِنْ”، أسَسَ وترأس اللجنة المركزية للجبهة العالمية لمكافحة الصهيونية؛ وحزب إحياء روسيا؛ وهيئات ومنظمات روسية وطنية أخرى عديدة، ويَحمل أجمل الذكريات عن الرئيس كيم إيل سونغ، وكوريا وطنًا وشعبًا عملاقًا، وقد شارك الحبيب رومانينكو، في عام 1995، بملاحظاته واقتراحاته القيّمة في كتاب أصدره كاتب هذه السطور في الأردن بعنوان: “كيم جونغ إيل.. القائد الإنسان”.
عائلتي ما تزال تَذكر أحاديث الأكاديمي “رومانينكو – لِي سُوْفْ إيِنْ” عن كوريا وفلسطين، فقد كان رحِمَهُ الله مُؤسِسًا لهيئات روسية للتضامن مع شعبي فلسطين وكوريا، وللتعريف بفكرة زوتشية والاستقلالية الكيمئيلسونغية وقُدامَى المُحاربين ورجال الثورة الأوائل والقائد كيم إيل سونغ ورعايته الأبوية الدَّافِئة لهم كدِفء الربيع، ليس بالكلام والجُملِ المُنمّقة، أو أمام كاميرات التلفاز والميكروفونات الإذاعية، بل عَمليًا وبشكل متواصل في شؤونهم كافةً.
*متخصص قديم في شؤون كوريا الديمقراطية وحاصل على أوسمة وألقاب رئاسية كورية رفيعة المستوى.
…؛