عندما تبيع الدولة أولادها وأحفادها وما تبقى من ذريتها ..!! حسن صفيره

في المروي عن مفاهيم وتعريف المعارضة، وبحسب دولة “الفيس بوك” وأخواتها من “واتس اب وتويتر ويوتيوب”، هناك معارضة خمس نجوم يتم الاشتغال عليها وبثها من فنادق فارهة او بيوت انيقة ومايكات وتفنية بث لا تجدها باستوديوهات اكبر الفضائيات، أصحابها فروا ذات كر بعد ان انكشفت أوراقهم وبعد ان تم استهلاكهم بخدمة كتابة التقارير الصحفية وغير الصحفية لجهات ما في دولة ما .

وهناك معارضة “الشبّاح” أو “الفانيلا”، وهذه الأخيرة قطعة ملابس يتم ارتداءها عند فرد العضلات الجسدية واللفظية، يضع اصحاب هذه “المهنة” كاسة قهوة من العيار الثقيل، وبضعة علب سجائر أمام عدسة البث، هوايتهم الأولى “تيست مايك”، و”بالله يا اخوان ارفعوا لنا البث”، ويبدأ برجم سين ولجم صاد وتصيد دال وشتم عين والتشهير بغين، لحين تتراكم اللايفات لتصبح بحجم العبء على الوطن وساكنيه.. يصل المتابعون معه درجة “القرف”، ويولون عنه الأدبار.

ثمة معارض داخلي، وآخر خارجي، واخر فضائي… الأول من محترفي تصيد الكبوات والفجوات الحكومية، يعزف على وتر التضخيم والتجييش، نجح بحفظ بعض الجمل والعبارات من برنامج وثائقي يتحدث عن افول الشيوعية وانهيار المعسكر الاشتراكي، لنجد صاحبنا الداخلي يدعو صناع القرار  للانخراط بصفوف الجماهير ، للاطلاع عن كثب بمدى حجم الحاجة والفاقة والعوز الذي يعيشه ابناء الشعب، وبعد معارك دونكيشوتية ضد الدولة يصدر القرار بالتعيين ، في وكذ منصب رفيع وراتب مخملي وامتيازات حريرية، والثمن فروة جلدة رأس المقموعين والمسحوقين ممن صفقوا له وتداولا منشوراته وبث اللايف خاصته.

أما حكاية المعارض الخارجي، فهي ام الحكايات، دائما لديهم وثائق سرية يتحفظون عن نشرها لحين الوقت المناسب، دائما لديهم تسريبات صوتية لا مجال لنشرها لأن الدم حينها سيسل للركب، دائما مطاردين من الاجهزة الأمنية، التي تراقبهم وتتبعهم وتغلق حساباتهم، بل ويتورطون فيه للحد الذي يزعمون فيه انهم تلقوا عروضا للعمل لدى دائرة أمنية من العيار الثقيل، نظير سكوتهم وعدم كشفهم المستور.. أما المستور خاصتهم فلا يتعدى نميمة نسوان على أبواب الحارات، وظيفتهم اغتيال سمعة فلان، والتشويش على علان، قائمة مهامهم تقوم على إرادة الممول فحواها تصفية حسابات بين رؤوس كبيرة لا علاقة لها بالمطلق بالهم الوطني من قريب أو بعيد، أصحاب هذه المعارضة، اصحاب وجوه كالحة، لا علاقة لها بشمس الحراثين، ولا بهواء وشمس صحراء عاصرها محاربون قدامى بنوا الوطن وحموا الأرض والعرض، وترفعوا عن طلب الثمن، وقد كفاهم انهم أردنيون ..

المعارض الفضائي، ينزل على رأس الشعب مسؤولا كبيرا بـ “براشوت”، ليس لأنه كفؤا، وليس لأنه صاحب شهادات علمية عالية، وليس لأنه من أصحاب الخبرات والاستشارات والتوصيات، هذا الشخص اقرب الى المقولة الشعبية “ثور الله ببرسيمه”، لكنه أتقن النفاق والتزلف والتسلق على أكتاف متابعيه من الشعب “المسخمط”، اجاد التنظير والتصويب في الصالونات السياسية، لحين تمت تنحيته واقصائه من على منابر السوشيال ميديا الى مكتب في طابق وثير بحي راقٍ من احياء عمان الغربية، وبحوزته خمس سكرتيرات ذكور واناث، يستخدم عوضا عن “الهاي جين” عطر براند هدية من دولة سابق ومعالي اسبق !!

فالى أي أصناف المعارضة ينضم الوطنيين المخلصين والى اي خانة حراك يكونوا ويحسبوا عليها واي خطاب هجومي ترونه مناسبا لهم للفت نظر الدولة التي باعت أولادها واحفادها وما تبقى من ذريتها وليس لها هَمْ سوى ارضاء المعارضين والمناكفين واصحاب الألسن العفنة والايادي القذرة والتاريخ غير المشرف.

شخصيا ومعي الكثيرين لن نكون إلا في الخنادق الامامية وعلى المعابر والستائر الترابية للحدود ولن نسمح لعدو يمر او يتعدى الأرض الطاهرة الا فوق جثثنا وسنبقى نسقي تراب الوطن من دمائنا ونفدي قيادته بمهجنا وارواحنا ليسجل التاريخ اننا لم نكن يوما ممن يُقايضون الوطن على وفائهم ووطنيتهم واخلاصهم ولنقول للجميع خذوا المناصب والمكاسب والغنائم وكل شيء واتركوا لنا الوطن فهو الأهم بالنسبة لنا  .. فهو الأهم