رجال الظل… حينما أنقذوا الأردن من نارٍ كانت قادمة بقلم: محمود الخلايلة

 

في لحظةٍ ما، وبينما كانت الحياة تمضي بهدوئها المعتاد، هناك في الخفاء… رجال لا نعرف أسماءهم ولا نراهم، كانوا يسهرون على أمننا. وفي مشهد يختلط فيه الواجب بالحب، والشجاعة بالإيمان، أوقفوا كارثة كانت على وشك أن تُزهق أرواحًا وتُدمّر استقرار وطننا الغالي.
نعم… إنها دائرة المخابرات العامة، درع الأردن الذي لا ينام، قبضت على خلية إرهابية كانت تخطط لإشعال نار الفوضى، في بلدٍ تعلّقنا به كما نتعلق بأرواحنا. كم منا كان يعلم أن هناك من يُعدّ للخراب ونحن نمشي في شوارعنا مطمئنين؟! كم من أبٍ حمل ابنه إلى المدرسة وهو لا يدري أن الخطر كان قريبًا جدًا، لولا أولئك الرجال!

أوقفوا الشر في مهده، دون ضجيج أو استعراض، بل بصدق النية وبحبٍ لهذا التراب. ضحوا بالكثير ليبقى الوطن آمنًا. وهنا، لا يسعنا إلا أن ننحني احترامًا، لا فقط للمخابرات العامة، بل لكل يدٍ خفية تعمل بصمت لتحمي أحلامنا، مستقبل أولادنا، ودفء بيوتنا.
ليسوا مجرّد جهاز أمني، بل هم نبض الوطن وقت الشدّة… حكاية ولاء وانتماء لا تنتهي. نقولها من القلب: شكرًا لمن وقفوا في وجه الخطر، لمن واجهوا الظلام لكي يبقى الأردن مضيئًا.

وسيبقى وطننا، بإذن الله، عصيًّا على من يحاول المساس به، لأن فيه رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه.