فرسان الحق: رجال الظل وسياج الوطن المنيع بقلم المحامي معاوية الخصاونة

في صمت العتمة، حيث تُحاك المؤامرات وتُخطّط الشرور، يقف رجال جهاز المخابرات العامة الأردنية، فرسان الحق، كالسدّ المنيع، يتصدّون للمخاطر، ويقمعون الفتن قبل أن تُولد، ليظل الأردن وطن الأمن والاستقرار، ورايته خفّاقة في سماء المجد.

إنهم النخبة المخلصة، والعين الساهرة التي لا تنام، يسابقون الزمن ويتفوقون على المكر والخداع، يُحبطون المخططات الإرهابية، ويجهضونها قبل أن تمسّ تراب الوطن أو سلامة المواطن. لا يتحدثون كثيرًا، لكنهم يصنعون الفارق بصمت، ويحملون في قلوبهم عهد الوفاء للأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة.

وقد صدق الله تعالى حين قال:

“وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ”
[المائدة: 67]

وفي الوقت ذاته، لا بد من فضح أولئك المخادعين الذين يتسترون خلف عباءة الدين أو شعارات الوطنية، وهم في حقيقتهم أدوات فتنة، ووقود لفكر متطرف لا يعرف إلا الخراب والدمار. يتاجرون بعواطف الناس، ويبيعون الأوهام، بينما يُخطّطون في الخفاء لتقويض استقرار الأوطان. هؤلاء لا يمثلون الدين، ولا يعرفون من الوطنية سوى الشعارات الجوفاء. وقد قال الله عز وجل فيهم:

“وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ، أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَـٰكِن لَا يَشْعُرُونَ”
[البقرة: 11-12]

فرسان الحق ليسوا مجرد جهاز أمني، بل هم ركيزة سيادة، ودرع الوطن الضارب، يتصدّون للإرهاب بقوة لا تعرف التراجع، وحكمة لا تخطئ الهدف. يقبضون على المتطرفين، يكشفون الخلايا الإرهابية، ويضربون بيد من حديد كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن الأردن.

وكما قال الشاعر:

إذا نامت العيونُ فللحقّ عيونٌ
تحرسُ المجدَ وتصنعُ الطمأنينة

لقد أثبتوا للعالم أن الأردن رغم كل التحديات، محصّن برجاله، قوي بجهازه، وراسخ بقيادته. ولولا تضحياتهم وجهودهم الخفية، لما نعِم الأردنيون بهذا القدر من الطمأنينة والسكينة.

كل التحية والإجلال لفرسان الحق، منارات الشرف، ورجال المرحلة الذين أثبتوا أن حب الوطن أفعال لا أقوال.